- القوة ليست شيئا غير الإمكان (ك، ر، 116، 15) - كل ما في الذي لا نهاية له بالقوة هو أيضا بالقوة لا نهاية له، ومن ذلك الحركة والزمان (ك، ر، 116، 17) - القوة- ما ليس بظاهر، وقد يمكن أن يظهر عمّا هو فيه بالقوة (ك، ر، 169، 9) - ما لم يكن بالقوّة أصلا فليس هو في مادّة، وجوهره وفعله واحد بعينه أو قريب (ف، ط، 128، 5) - لا فرق بين أن نقول" القوّة" أو" الإمكان".
فإنّ ما هو موجود بالقوّة منه ما هو بقوّته وإمكانه مسدّد نحو أن يحصل بالفعل فقط، ومنه ما هو مسدّد لأن يحصل بالفعل والّا يحصل، فيكون مسدّدا لمتقابلين (ف، حر، 119، 19) - ما هو بالقوّة ذات ليس بموجود، فإنّ الموجود المشهور هو الذي بالفعل (ف، حر، 218، 19) - كل ما في القوة فليس للعقل منه إلّا الأينيّة والكمّية والكيفية (تو، م، 353، 18) - أما القوة التي بمعنى الاستعداد في المادة فإنّها تكون مع الفساد والرجوع إلى المادة، أو قد تكون مع الفساد. فإنّها لو فسدت أيضا لكانت ثابتة بتلك القوة. فإنّ الفاسد هو، بالقوة، بشيء الذي كان أو لا، ويرجع إليه (س، شط، 127، 15) - القوة تقال على ثلاثة معان، بالتقديم والتأخير:
فيقال قوة للاستعداد المطلق الذي لا يكون خرج منه بالفعل شي ء، ولا أيضا حصل ما به يخرج، كقوة الطفل على الكتابة. ويقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم يحصل للشيء إلّا ما يمكنه به أن يتوصّل إلى اكتساب الفعل بلا واسطة، كقوة الصبي الذي ترعرع وعرف الدواة والقلم وبسائط الحروف على الكتابة.
و يقال قوة لهذا الاستعداد إذا تمّ بالآلة، وحدث مع الآلة أيضا كمال الاستعداد بأن يكون له أن يفعل متى شاء بلا حاجة إلى الاكتساب، بل يكفيه أن يقصد فقط، كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا يكتب. والقوة الأولى تسمّى مطلقة وهيولانية، والقوة الثانية تسمّى قوة ممكنة، والقوة الثالثة تسمّى كمال القوة (س، شن، 39، 7) - إنّ لفظة القوة وما يرادفها قد وضعت أول شيء للمعنى الموجود في الحيوان، الذي يمكنه بها أن تصدر عنه أفعال شاقّة من باب الحركات ليست بأكثرية الوجود عن الناس في كمّيتها وكيفيتها، ويسمّى ضدّها الضعف، وكأنّها زيادة وشدّة من المعنى الذي هو القدرة، وهو أن يكون الحيوان بحيث يصدر عنه الفعل إذا شاء، ولا يصدر عنه إذا لم يشأ، التي ضدّها العجز (س، شأ، 170، 4) - إنّ القوة تحتاج أن تخرج إلى الفعل بشيء موجود بالفعل وقت كون الشيء بالقوة، ليس إنّما يحدث ذلك الشيء حدوثا مع الفعل فإنّ ذلك أيضا يحتاج إلى مخرج آخر وينتهي إلى شيء موجود بالفعل لم يحدث (س، شأ، 184، 3) - إنّما يخرج القوة إلى الفعل شيء مجانس لذلك الفعل موجود قبل الفعل بالفعل كالحار يسخن والبارد يبرد (س، شأ، 184، 6) - إنّ الفعل قبل القوة بالكمال والغاية، فإنّ القوة نقصان والفعل كمال، والخير في كل شيء إنّما هو مع الكون بالفعل (س، شأ، 184، 15) - القوة وحدها لا تكفي في أن تكون فعل، بل تحتاج إلى مخرج للقوة إلى الفعل (س، شأ، 185، 14) - إنّ كل قوة فإنّما تحرّك بتوسّط الميل، والميل هو المعنى الذي يحسّ في الجسم المتحرّك (س، شأ، 383، 4) - القوة: قد تكون على أعمال متناهية، مثل تحريك القوة التي في المدرة. وقد تكون على أعمال غير متناهية، مثل تحريك القوة التي للسماء. ثمّ تسمّى الأولى متناهية، والأخرى غير متناهية. وإن كانا قد يقالان لغير هذين المعنيين (س، أ 2، 151، 7) - إنّ كلّ قوة تدرك بآلة، فلا تدرك ذاتها ولا آلتها ولا إدراكها، ويضعفها تضاعف الفعل، ولا تدرك الضعيف إثر القوي، والقوي يوهنها، وعند ضعف الآلات يضعف فعلها. والقوة العقلية بخلاف ذلك كله (س، ف، 93، 8) - يقال قوة لمبدإ التغيّر في آخر من حيث أنّه آخر- ومبدأ التغيّر- إما في المنفعل وهو القوة الانفعالية- وإما في الفاعل وهو القوة الفعلية.
و يقال قوة لما به يجوز من الشيء فعل أو انفعال، ولما به يصير الشيء مقوّما لآخر، ولما به يصير الشيء غير متغيّر وثابتا فإنّ التغيّر مجلوب للضعف (س، ن، 214، 10) - أمّا القوة، فتنقسم: إلى قوة الفعل، وإلى قوة الانفعال (غ، م، 200، 9) - القوة ... عبارة عن إمكان وجود الشيء قبل وجوده. فما دام غير موجود، فيقال: إنّه بالقوة، ويتسامح فيقال: هو موجود بالقوة، وتسميته موجودا مجاز (غ، م، 200، 21) - معنى القوة أنّها تقبل الصورة ونقيضها، ومعنى الاستعداد أن يترجّح صلاحه لقبول إحدى الصورتين على الخصوص، فتكون القوة على وجود الشيء وعدمه بالسواء. والاستعداد للوجود وحده، بأن تصير إحدى القوّتين أولى من الأخرى. كما أنّ مادة الهواء قابلة لصورة النارية، والمائية بالسواء. ولكن غلبة البرد يجعلها لقبول صورة المائية أولى، فتنقلب ماء، لقبول صورة المائية، من المفارق، عند استفادة الاستعداد من السبب المبرّد (غ، م، 293، 8) - ما بالقوة هو الذي من شأنه أن يخرج إلى الفعل المقابل لتلك القوة وما يمنع الخروج إليه بالفعل فلا قوة عليه (بغ، م 1، 28، 8) - أرسطوطاليس يحدّ الحركة بأنّها كمال أول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة. مثال ذلك أنّ الأبيض أسود بالقوة وانتقاله من البياض إلى السواد هو كمال قوته تلك وذلك إذا كان تدريجا بالحركة (بغ، م 1، 28، 23) - الموجود أيضا ينقسم إلى ما بالفعل، وهو ما حصل وجوده، وإلى ما بالقوة، وهو ما لم يحصل بعد إلّا أنّه ممكن له الحصول، فمنها قوة قريبة وأخرى بعيدة وإن كان قد تقال القوة على المعنى الذي به يتهيّأ الفاعل للفعل، والقابل للقبول، فيقال: قوة فعلية وأخرى انفعالية، فلمّا لم يكن لعموم فيكون لخصوص (سه، ل، 128، 19) - يقال قوة ابتداء حركة أو تغيير في شيء آخر بأنه آخر، مثل صناعة البناء فإنها قوة وليست في الذي يبنى ولكن صناعة الطب قوة وهي في الذي يتعالج بالطبّ ولكن ليس بأنه يتعالج.
فالابتداء الكلّي للتغيير أو للحركة يقال قوة في آخر بأنه آخر (ش، ت، 577، 15) - يقال قوة التي بها يمكن أن يتحرّك الشيء من غيره بأنه غير (ش، ت، 578، 3) - يقال قوة للمبدإ الذي من قبله ينفعل الشيء عن ما يفعل به فعلا ما انفعالا هو أجود وأكثر لموافقة ذلك الفعل وقبوله (ش، ت، 582، 7) - يقال قوة للصورة والملكة التي بها يفعل ذو الملكة والصورة فعلا جيّدا كما يقال للذين يجيدون القول إن لهم قوة على القول الجيّد، وذلك أن الجودة توجد في القوى الفاعلة وفي المنفعلة (ش، ت، 583، 1) - يقال قوة على الهيآت والملكات التي بها تكون الأشياء غير قابلة للانفعال والتغيير ولا بالجملة تسهل حركتها إلى الذي هو أردى أي إلى أن تفسد وتنقص (ش، ت، 583، 8) - إن القوة تقال على جميع الأشياء التي لا تتغيّر ولا يسهل تغيّرها لأن الأشياء التي تتفتت وتنكسر وبالجملة يسهل تغيّرها عما من خارج فإنما يلفى ذلك منها لا لأن لها قوة بل لأنها ليس لها قوة أو لأنها ناقصة القوى. وهذه القوة هي الجنس من الكيف التي يقال فيها إنها قوة طبيعية ولا قوة (ش، ت، 583، 13) - يقال أيضا قوة على ما فيه مبدأ به يمكن أن يتغيّر من غيره إلى شيء ما وينقلب إليه، وذلك الذي ينقلب إليه إما أن يكون أشرّ وإما أن يكون أجود (ش، ت، 585، 2) - قولنا أيضا في الشيء إن فيه قوة على كذا إنما نقوله من حيث هو عادم للشيء الذي هو قويّ عليه (ش، ت، 1115، 12) - إن كل قوة كانت أفعالها لا تصدر عن نطق فإنها عريّة من النطق (ش، ت، 1152، 4) - إذا قلنا من شيء إنه بالقوة فإنّا إنما نفهم منه إنه على حالة مقابلة للحالة التي هو عليها إذ كان بالفعل (ش، ت، 1159، 14) - إن الطبيعة داخلة في جنس هو القوة لأن الطبيعة هي مبدأ وكل مبدأ فهو قوة، وإنما كانت القوة جنسا لها لأنها تشمل الصناعية والطبيعية (ش، ت، 1179، 12) - لما كانت القوة عدما والفعل وجودا وجب أن يكون الوجود متقدّما على العدم وأن يكون الذي يفعل متقدّما بالزمان على المفعول (ش، ت، 1180، 11) - إن الذي هو بالقوة إنما يصير بالفعل من قبل شيء آخر هو بالفعل من ذلك النوع مثل إنسان من إنسان وموسقوس من موسقوس، وذلك أن كل متكوّن هو متحرّك عن محرّك هو قبله بالفعل (ش، ت، 1181، 13) - إن القوة هي قوة على الشيء وعلى ضده وأحد الضدين ولا بد شر. فالقوة الجيدة يشوبها الشر، وأما الفعل الجيد فليس يشوبه شر أصلا وهو الفعل الذي قايس بينه وبين القوة التي هي خير. مثال ذلك إن القابل للصحة هو بعينه القابل للمرض وهي مثلا الاخلاط الأربعة (ش، ت، 1211، 7) - الإيجاد وهو إخراج ما بالقوة إلى الفعل، فإن الكائن بالفعل هو فاسد بالقوة وكل قوة فإنما تصير إلى الفعل من قبل مخرج لها هو بالفعل.
فلو لم تكن القوة موجودة لما كان هاهنا فاعل أصلا، ولو لم يكن الفاعل موجودا لما كان هاهنا شيء هو بالفعل أصلا (ش، ت، 1504، 16) - القوة ترجع إلى الهيولى وهي التي يمكن أن تصير المجموع منها ومن الصورة أعني المركّب، وذلك أن القوة التي في الهيولى إنما هي على الشخص المركّب منها ومن الصورة (ش، ت، 1539، 15) - القوة تقال على معان كثيرة: فمنها القوة التي في الجوهر، والتي في الاستحالة، والتي في الأين (ش، ت، 1629، 2) - إن كل قوة في جسم فهي متناهية أي فعلها ممكن أن يتناهى (ش، ت، 1632، 18) - إن كل قوة في هيولى فهي متناهية (ش، ت، 1634، 7) - القوة مما يقال بالإضافة (ش، سط، 35، 2) - نسبة الزمان إلى الزمان هي نسبة القوة إلى القوة (ش، سم، 40، 13) - القوة الأشد تفعل في زمان أقصر (ش، سم، 41، 20) - قوة كل جسم يجب أن تكون متناهية الفعل، من قبل أن كل جسم متناه سواء كان بسيطا أو مركّبا من مادة أو صورة (ش، سم، 72، 23) - القوة تقال بضرب من التشكيك على الملكات والصور حين ليس تفعل كما يقال في النار أنها محرقة بالقوة إذا لم تحضرها المادة الملائمة للإحراق، وعلى القوى المنفعلة كما يقال في الخبر أنه دم بالقوة، وفي الدم أنه لحم بالقوة، وذلك إذا لم يحضر المحرّك (ش، ن، 37، 2)
- خروج القوة إلى الفعل تغيّر أو تابع لتغيّر (ش، ن، 42، 6) - القوة تقال على ثلاثة أضرب: أولاها بالتقديم والتحقيق القوة المنسوبة إلى الهيولى الأولى، إذ كانت الهيولى الأولى إنما الوجود لها من جهة ما هي قوة محضة. ولذلك لم يمكن في مثل هذه القوة أن تفارق بالجنس الصورة التي هي قوية أولا عليها بل متى تعرّت عن الصورة التي فيها تلبّست بصورة أخرى من جنسها، كالحال في الماء والنار، وبالجملة في الأجسام البسائط. ثم من بعد هذه القوة الموجودة في صور هذه الأجسام البسيطة على صور الأجسام المتشابهة الأجزاء، وهذه القوة هي متأخّرة عن تلك، إذ كان يمكن فيها أن تفارق صورة الشيء الذي هي قوية عليه بالجنس، وهي أيضا حين تقبل الكمال والفعل ليس تخلع صورتها كل الخلع، كالحال في القوة الموجودة في الأجسام البسيطة، فكأن هذه القوة الثانية شأنها فعل ما، إذ كان السبب في وجودها القوة الأولى مقترنة بالصورة البسيطة لا القوة وحدها. ثم تتلو هذه في المرتبة القوة الموجودة في بعض الأجسام المتشابهة الأجزاء كالقوة التي في الحرارة الغريزية مثلا، أو ما يناسبها، الموضوعة في النبات والحيوان للنفس الغاذية (ش، ن، 43، 1) - لما كانت القوة لا تعرّى من الفعل لزم أن توجد إما فعل ما غير تام، وإما أن توجد مقترنة بصورة أخرى مغايرة للصورة التي هي قوية عليها من غير أن تكون هي في نفسها شيئا (ش، ن، 44، 18) - إذا كانت القوة ذات صور: فإما أن تكون الصورة التي في الموضوع مضادة للصورة الواردة فتفسد صورة الموضوع عند ورودها إما فسادا تاما كالحال في صور البسائط، وإما فسادا ما غير محض كالحال في صور البسائط عند حلول صور المتشابهة الأجزاء فيها. وإما أن لا تكون بينهما مضادة أصلا ولا مغايرة بل مناسبة تامة، فيبقى الموضوع عند الاستكمال على حالة قبل الاستكمال، بل لا يمكن وجود الاستكمال إلا أن يبقى الموضوع على حاله قبل الاستكمال كالحال في القوة التي في المتعلّم على التعلّم. وهذه القوة التي هي فعل غير تام ليس يحتاج في وجودها إلى صورة هي موجود إلا بالعرض، كالحال في النفس الغاذية مع الحسّيّة التي هي الكمال الأول (ش، ن، 44، 21) - القوة الواحدة لها آلة واحدة وأن هذا منعكس (ش، ن، 63، 4) - القوة التي من شأنها أن تدرك المعنى مجرّدا عن الهيولى هي ضرورة قوة أخرى غير القوة التي تقدمت. وبيّن أن فعل هذه القوة ليس هو أن تدرك المعنى مجرّدا من الهيولى فقط، بل وأن تركّب بعضها إلى بعض وتحكم لبعض على بعض. والفعل الأول من أفعال هذه القوة يسمّى تصورا والثاني تصديقا (ش، ن، 84، 3) - وجدت هذه القوة (إدراك المعاني مجرّدة) الأفضل مطلقا لا الأفضل في وجوده المحسوس، ومن هنا يظهر أن هذه القوة تنقسم أولا إلى قسمين: أحدهما يسمى العقل العملي والآخر النظري. وكان هذا الانقسام لها عارضا بالواجب لانقسام مدركاتها، ولذلك أن إحداهما إنما فعلها واستكمالها بمعان صناعية ممكنة، والثانية بمعان ضرورية ليس وجودها إلى اختيارنا (ش، ن، 85، 3) - ما كان بالقوة ثم وجد بالفعل فهو ضرورة حادث فاسد (ش، ن، 99، 11) - إن القوة ليس يمكن فيها أن تصير إلى الفعل بذاتها، إذ كانت إنما هي عدم الفعل (ش، ن، 103، 6) - الذي يستعمل عليه اسم القوة أكثر ذلك في الحكمة وأشهر عند الفلاسفة هو ما كان به الشيء مستعدّا لأن يوجد بعد بالفعل، وهذه هي القوة التي تقال على الهيولى وهي كما قلنا أحرى ما قيل عليها اسم القوة، وذلك أن كلّما عدّدنا مما يقال عليه اسم القوة، وذلك أن كلّما عدّدنا مما يقال عليه اسم القوة إذا تؤمّلت وجدت أنها تقال على التشبيه بهذه، وذلك أن الملكات والصور إنما قلنا فيها إنها قوى لأنها تفعل حينا وليس تفعل حينا، فكأنها أشبهت ما بالقوة، وكذلك قولنا في الشيء إن له قوة على الشيء معناه أن له استعدادا جيدا، وكذلك يظهر هذا المعنى في جميعها (ش، ما، 51، 11) - قد يقال إن أجزاء الشيء في الشيء بالقوة وهذا على ضربين: إما الأجزاء التي من قبل الكيفية وهي المادة والصورة، وإما التي من قبل الكمية، وهذه متى كانت أجزاء تتصل كانت قوة محضة، ومتى كانت بالفعل في الشي ء، إلا أنها مرتبطة بعضها ببعض أو ملصوقة، كان اسم القوة عليها بتأخير. وبقريب من هذا المعنى يكون وجود الأجزاء التي لا تتجزّى في المركّب بحسب رأي من رأى ذلك. وهذه القوة الحقيقية منها ما لها عائق من خارج يعوقها فهذا قد يمكن أن يقع وقد يمكن أن لا يقع كالحلفاء تحترق، ومنها ما ليس لها عوائق من خارج وهذه ضرورة واقعة وخارجة إلى الفعل مثل النصب السماوية التي توجد تارة بالقوة وتارة بالفعل (ش، ما، 51، 20) - إن اسم القوة يقال على أشياء كثيرة ... إلا أن ما كان يقال عليه اسم القوة باشتراك الاسم فينبغي أن نطرحه، كقولنا إن خط كذا يقوى على خط كذا ما كان من تلك المعاني ليس مشتركا اشتراكا محضا، بل كانت تنسب إلى مبدأ واحد (ش، ما، 98، 14) - الأشياء التي يدلّ عليها بالقوة ... صنفان:
أحدهما القوى الفاعلة وهي التي تفعل في غيرها بما هو غير وإن كان يعرض لمثل هذه القوى أن تفعل في ذاتها، لكن ذلك بالعرض مثل الطبيب يبرئ نفسه. وأما الطبيعة والقوى الطبيعية فالأمر فيها بالعكس، أعني أن فعلها بالذات إنما هو في ذاتها. والصنف الثاني القوى المنفعلة وهي التي شأنها أن تنفعل من غيرها بما هو غير، وليس فيها قوة على أن تنفعل من ذاتها. وقولنا التي ليس فيها قوة على أن تنفعل من ذاتها إنما يدل به من أصناف العدم على العدم الطبيعي الذي هو رفع الشيء عمّا شأنه أن يوجد في غيره لا العدم القسري الذي هو رفع الشيء عما شأنه أن يوجد فيه (ش، ما، 99، 3) - القوة هي الاستعداد الذي في الشيء والإمكان الذي فيه لأن يوجد بالفعل. وليس هذا المعنى من القوة هو معنى قولنا إن الأشياء هي موجودة بالقوة كما نقول في الحركة إنها غير متناهية بالقوة وفي الزمان، لأن الغير متناهي لا يخرج إلى الفعل بما هو غير متناهي حتى يفارق القوة، بل معنى ذلك أن الفعل فيه مقترن بالقوة أبدا (ش، ما، 102، 3) - القوة البعيدة ليس تخرج إلى الفعل إلا بعد حصول القوة القريبة بحصول الموضوع الأخير (ش، ما، 103، 12) - القوة لاحق الهيولى وظلّ لها وإن كانت تقال بتقديم وتأخير (ش، ما، 106، 4)
- إن جلّ القدماء الذين كانوا قبل أرسطو بل كلهم كانوا يرون أن القوة متقدّمة على الفعل بالزمان وبالسببية (ش، ما، 107، 2) - القوة يظهر من أمرها أنها ليس فيها كفاية أن تخرج إلى الفعل بذاتها (ش، ما، 107، 11) - إن كلّ ما يوجد بالقوة شيئا ما، أعني محرّكا أو متحرّكا، فقد يمكن فيه أن يوجد والّا يوجد إذ كانت طبيعة الإمكان والقوة هذا من شأنها (ش، ما، 109، 18) - لما كانت القوة إنما هي على المتقابلين معا كانت من حيث هي قوة غير موجودة خيرا محضا بل مشوبة (ش، ما، 111، 7) - إن القوة إنما يقال فيها أنها خير أو شر بالإضافة إلى الفعل (ش، ما، 111، 8) - لمّا كان العدم الذي هو الشر سببه القوة فالأشياء التي ليس فيها قوة ليس في شر البتة، إذ ليس لها عدم ولا ضد. وهذه الأشياء هي الأشياء التي الخير فيها الذي هو الصدق دائما على كل حال، أعني أن الصادق فيها ليس يستحيل في وقت ما كاذبا على ما من شأنه أن يعرض في الأمور التي توجد تارة قوة وتارة فعلا (ش، ما، 111، 10) - إنّ لفظ القوة يقال باشتراك الاسم على أمور كثيرة ولكنّها موضوعة أولا للمعنى الموجود في الحيوان الذي يمكنه به أن يكون مصدر الأفعال الشاقّة من باب الحركات ليست بأكثرية الوجود عن الناس، ويسمّى ضدّه الضعف وكأنّها زيادة وشدّة في المعنى الذي هو القدرة (ر، م، 379، 6) - أمّا القوة بمعنى الشدّة وبمعنى القدرة فكأنّها أنواع القوة بمعنى الصفة المؤثّرة (ر، م، 380، 13) - القوة مبدأ التغيّر من آخر في آخر من حيث إنّه آخر (ر، م، 380، 17) - القوة التي تصدر عنها أفعال مختلفة مع الشعور بتلك الأفعال فتلك هي القوة الموجود في الحيوانات (ر، م، 381، 16) - إنّ القوة لا تكون علّة مؤثّرة في وجود الأشياء بل علّة معدّة (ر، م، 499، 13) - إنّ القوة ممتنعة البقاء أبدا بل هي ممكنة البقاء أبدا ومتى كانت باقية كانت مؤثّرة (ر، م، 505، 10) - المراد بالقوة والإمكان ما هو مقابل الفعل (ط، ت، 314، 15)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)