- القوة النزوعية، وهي التي تشتاق إلى الشيء وتكرهه، فهي رئيسة، ولها خدم. وهذه القوة هي التي بها تكون الإرادة. فإن الإرادة هي نزوع إلى ما أدرك وعن ما أدرك، إما بالحس، وإما بالتخيّل، وإما بالقوة الناطقة، وحكم فيه أنه ينبغي أن يؤخذ أو يترك (ف، أ، 72، 7) - القوة النزوعية ... بيّن من أمرها أنها غير القوى التي سلفت (الحاسّة والناطقة) وأنها مباينة بوجودها لتلك، وذلك أنّا لسنا نقدر أن نقول إنها القوة الحسّاسة والمتخيّلة، لأن كل واحدة من هاتين القوتين قد توجد خلوا من هذه وذلك أنّا قد نحس ونتخيّل من غير أن ننزع، وإن كان ليس يمكن أن ننزع دون هاتين القوتين، أعني قوة التخيّل والحس. ولذلك ما نرى أنها متقدّمة لهذه القوة، أعني النزوعية التقدم الذي بالطبع، ولهذا السبب عينه عدم إنبات هذه القوة لما عدم الحس والتخيل. ليس هاتان القوتان تتقدم هذه القوة فقط، أعني النزوعية، بل قد توجد القوة الناطقة أيضا متقدمة لها في المعارف النظرية، وذلك أنّا قد ننزع عن التصور الذي يكون بالعقل وقد ننزع أيضا عن الصورة المتخيّلة بالفكر والرويّة، وذلك في الأمور العملية (ش، ن، 105، 1)
- هذه القوة (النزوعية) هي القوة التي بها نزع الحيوان إلى الملائم وينفر عن المؤذي، وذلك من أمرها بيّن بنفسه، وهذا النزوع إن كان إلى الملذّ سمّي شوقا، وإن كان إلى الانتقام سمّي غضبا، وإن كان عن رؤية سمّي اختيارا وإرادة (ش، ن، 106، 20) - القوة (النزوعية) إنما تلفى أبدا مع التخيّل أو النطق (ش، ن، 107، 18)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)