المنشورات

قوى مدرِكة

- أما القوى المدركة في الباطن فمنها القوة التي تنبعث منها قوى الحواسّ الظاهرة وتجتمع بتأديتها إليها وتسمّى الحسّ المشترك ...
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّيه الحواسّ إليه من صور المحسوسات، حتى إذا غابت عن الحسّ بقيت فيه بعد غيبها.
و هذا يسمّى الخيال والمصوّرة وعضوهما مقدّم الدماغ. وهاهنا قوة أخرى في الباطن تدرك في الأمور المحسوسة ما لا يدركه الحسّ، مثل القوة في الشاة التي تدرك من الذئب ما لا يدركه الحسّ ولا يؤدّيه الحسّ- فإنّ الحسّ لا يؤدّي إلّا الشكل واللون، فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ ومنفور عنه فتدركه قوة أخرى وتسمّى وهما. وكما أنّ للحسّ خزانة هي المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّى الحافظة والمتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 6) - جميع القوى في الحيوان إما مدركة، وإما محرّكة، والمحرّكة هي القوة الشوقية، وهي إما محرّكة إلى طلب مختار حيواني، وهي القوة الشهوانية، وإما محرّكة إلى دفع مكروه حيواني، وهي القوة الغضبية. والمدركة إما ظاهرة كالحواس الخمس، وإما باطنة كالمتصوّرة والمتخيّلة والمتوهّمة والمتذكّرة.
و القوة المحرّكة لا تحرّك إلّا عند إشارة جازمة من القوة الوهمية باستخدام المتخيّلة (س، ف، 159، 21) - القوى الحيوانية تنقسم عندهم (الفلاسفة) إلى قسمين: محرّكة ومدركة. والمدركة قسمان:
ظاهرة وباطنة (غ، ت، 179، 7) - أما مبدأ الأول، وهي القوى المدركة أو المعيّنة على الإدراك، فقالوا (الفلاسفة) إنّها عشرة:
خمس منها في ظاهر البدن، وهي الحواس الظاهرة، ولظهورها واشتهارها لا حاجة إلى تفصيلها، وخمس منها في الدماغ، وهي الحواس الباطنة (ط، ت، 320، 4)












مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید