- إنّ" ما بذاته" قد يقال على المشار إليه الذي لا يقال على موضوع، يعنى به أنّه مستغن في ماهيّته عن باقي المقولات، فإنّه ليس يحتاج في أن تحصل ماهيّته لا أن يحمل عليه شيء منها ولا أن يوضع له، لا في أن يحصل معقولا ولا في أن يحصل خارج النفس. ويقال أيضا على ما يعرّف ما هو هذا المشار إليه، إذ كان مستغنيا في أن تحصل ماهيّته ومستغنيا في أن تعقل ماهيّته عن مقولة أخرى (ف، حر، 107، 6) - قد يقال" ما بذاته" ... في المحمول إنّه محمول على الموضوع" بذاته" متى كانت ماهيّة الموضوع أو جزء ماهيّته هي أن يوصف بذلك المحمول، مثل أنّ الحيوان محمول على الإنسان" بذاته" إذا كانت ماهيّة الإنسان أو جزء ماهيّته أن يكون حيوانا أو أن يوصف بأنّه حيوان (ف، حر، 107، 15) -" ما بذاته"- وهو الذي يقال على ما يعرّف ما هو المشار إليه الذي لا في موضوع- يجتمع فيه أن يقال له" بذاته" بالجهتين جميعا- بالجهة التي قيل في المشار إليه إنّه" بذاته" والجهة التي قيل في ما هو محمول بذاته على الموضوع إنّه" بذاته"- بمعنى واحد، وهو أنّه مستغن في أن يحصل ماهيّته بنفسه من غير حاجة إلى مقولة أخرى (ف، حر، 109، 3) - لما كان الإنسان إنما كان إنسانا وكان أشرف من جميع الموجودات المحسوسة بالعقل المقترن إلى ذاته لا بذاته، وجب أن يكون ما هو بذاته عقل هو أشرف من الموجودات، وأن يكون منزّها عن النقص الموجود في عقل الإنسان (ش، ته، 207، 14) - يقال ما بذاته في المحمولات التي توجد في موضوعاتها وجودا أوليّا مثل وجود اللون للسطح والحياة في النفس. فإن اللون إنما يوجد للجسم بتوسّط السطح والحياة للبدن بتوسط النفس. وهذا أحد ما يدل عليه اسم المحمول الأول في القضايا البرهانية. وقد يقال ما بذاته للموجود الذي ليس له سبب متقدّم عليه لا فاعلي ولا صوري ولا مادي ولا غائيّ، وهو المحرّك الأول على ما لاح في العلم الطبيعي (ش، ما، 42، 21)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)