- أوّل ... الأصول (الكلّية) القوانين الكلّية في مبادئ الوجود التي هي للجواهر الجسمانيّة كلّها: ما هي ولم هي ... لكلّ واحد منها مبدأين: مبدأ هو به بالقوّة فسمّاه (أرسطو) " المادّة" ومبدأ هو به بالفعل وسمّاه" الصورة" (ف، ط، 92، 12) - جميع المبادي التي هي مبادئ وجودها (الأشياء) أربعة أجناس لا أقلّ ولا أكثر، وأنّها هي هذه الأربعة: المادّة والماهيّة والفاعل والغاية (ف، ط، 93، 2) - المادّة مبدأ وسبب على طريق الموضوع لحمل الصورة فقط، وليست هي فاعلة ولا غاية ولا لها وجود وحدها بغير صورة (ف، سم، 36، 15) - المادّة بها يكون أنقص وجودي الجسم وهو وجوده بالقوّة (ف، سم، 39، 3) - المادة التي تكون للشيء عند غيره إما مادة سبيلها أن تكتسي صورة ذلك بعينها، مثل الجسم الذي يغتذي بجسم آخر، وإما مادة سبيلها أن تكتسي صورة نوعه لا صورته بعينها، مثل ناس يخلفون ناسا مضوا (ف، أ، 68، 9) - إنّ المادة مبدأ للتحرّك والسكون، والصورة مبدأ التحريك والتسكين (تو، م، 285، 6) - أسباب الأشياء أربعة: مبدأ الحركة، مثل البنّاء للبيت، المادة، مثل الخشب والطين للبيت، والصورة مثل هيئة البيت للبيت، الغاية مثل الاستكنان للبيت. وكل واحد من ذلك إما قريب وإما بعيد، إمّا عام وإما خاصّ، إما بالقوة وإما بالفعل، إما بالحقيقة وإما بالعرض (س، ع، 18، 7) - المادة قد يقال اسما مرادفا للهيولى. ويقال مادة لكل موضوع يقبل الكمال باجتماعه إلى غيره ووروده عليه يسيرا يسيرا مثل المني والدم لصورة الحيوان فربما كان ما يجامعه من نوعه وربما لم يكن من نوعه (س، ح، 18، 7) - محال أن تكون المادة يقوى على أن يكون لها صورة زمانا بلا نهاية، وهي مع ذلك تقوى على أن يكون لها تلك الصورة (س، شط، 35، 17) - لا مادة من المواد تقوى على حفظ صورة لها إمكان عدم زمانا بلا نهاية (س، شط، 36، 1) - نحن (ابن سينا) نسمّي إمكان الوجود قوة الوجود، ونسمّي حامل قوة الوجود الذي فيه قوة وجود الشيء موضوعا وهيولى ومادة وغير ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 17) - إنّ المادة لا يكفي في وجودها الصورة فقط، بل الصورة كجزء العلّة (س، شأ، 405، 5) - أسباب الأشياء أربعة: مبدأ الحركة مثل البناء للبيت. المادة مثل الخشب واللبن للبيت.
الصورة مثل هيئة البيت للبيت. الغاية مثل الإسكان للبيت وكل واحد من ذلك إما قريب وإما بعيد، وإما خاص وإما عام، وإما بالقوة وإما بالفعل، وإما بالحقيقة وإما بالعرض (س، ر، 4، 14) - فرق بين الصور وبين الأعراض فإنّ الصور تحلّ مادة غير متقوّمة الذات على طبيعة نوعها، والأعراض تحلّ الجسم الطبيعي الذي تقوّم بالمادة والصورة وحصل نوعه. والأعراض بعد المادة بالطبع. والصورة قبل المادة بالعلّية.
و المادة والصورة قبل العرض بالطبع والعلّية (س، ن، 99، 15) - المبادي المقارنة للطبيعيات الكائنة ثلاث:
صور ومادة وعدم (س، ن، 101، 9) - قسط الصورة في الوجود أوفر من قسط المادة لأنّها علّتها المعطية لها الوجود ويليها الهيولى ووجودها بالصورة (س، ن، 101، 11) - المادة أيضا لا يجوز أن تفارق الصورة الجسمية وتقوم موجودة بالفعل (س، ن، 203، 11) - إنّ كل عقل هو أعلى في المرتبة فإنّه لمعنى فيه وهو أنّه بما يعقل الأول يجب عنه وجود عقل آخر دونه وبما يعقل ذاته يجب عنه فلك بنفسه وجرمه، وجرم الفلك كائن عنه ومستبقى بتوسّط النفس الفلكية. فإنّ كل صورة فهي علّة لأن تكون مادتها بالفعل لأنّ المادة بنفسها لا قوام لها (س، ن، 280، 20) - المادة لا تخلو: إمّا أن تبقى خالية عن الصورة، وهو محال. أو تلبس صورة أخرى، فيكون ذلك كونا وفسادا، وهو محال، لأنّ الكون والفساد من ضرورته قبول الحركة المستقيمة، فإنّه إنّما يقبل صورة تخالف الصورة الأولى بالطبع، فيستدعي مكانا غير مكانه، فيتحرّك إلى ذلك المكان، حركة مستقيمة، كهيولى الهواء، فإنّه إذا خلع الصورة الهوائية، ولبس صورة المائية، لم يتصوّر ذلك إلّا بأن يتحرّك إلى حيّز الماء، حركة مستقيمة (غ، م، 275، 13) - المادة علّة الشيء (غ، م، 286، 2) - لا يجوز أن تكون الصورة وحدها سببا لوجود المادة، إذ لو كان كذلك، للزم عدم المادة، بعدم الصورة، وليس كذلك، بل تبقى المادة لابسة لصورة أخرى (غ، م، 292، 3) - يكون وجود المادة بمشاركة أمور: أحدها:
جوهر مفارق به يكون أصل وجودها، ولكن لا يكون به وحده، بل بمشاركة الصورة. كما أنّ القوّة المحرّكة، هي سبب وجود الحركة، ولكن بشرط قوّة قابلة في المحل. وكما أنّ الشمس سبب نضج الفواكه، ولكن بشرط قوة طبيعية في الفاكهة، قابلة للأثر، فكذلك وجود المادة يكون بالعقل المفارق. ولكن كونه بالعقل يكون بمشاركة الصورة (غ، م، 292، 7) - المادة التي فيها قوة الوجود قابلة للوجود الطارئ (غ، ت، 201، 18) - المادة إما أن تكون غير مصوّرة بالذات ...
فالمكوّن منها جسم بسيط، والأجسام البسيطة على ما تبيّن في مواضع أخر أربعة: وهي الأرض والماء والهواء والنار. فأمّا أن تكون المادة ذات صورة فلا يمكن أن تكون بهذه الصفة مادة لجسم طبيعي غير الأربعة دون أن تختلط بها مادة أخرى (ج، ن، 20، 5) - إنّ المادة ليست شيئا أصلا بالفعل (ج، ن، 88، 13) - الجسم بمجرّد معنى جسميته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّيه هيولى أولى، وباستعداده ببعضها لقبول بعض يكون هيولى قريبة ومتوسطة، ومن جهة أنّه بالفعل حامل لصوره يسمّى موضوعا، ومن جهة أنّه مشترك للصور يسمّى طينة ومادة، وإن كان قد يخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ ودخل في هيوليته أولا (بغ، م 1، 14، 12) - المادة من كل جسم مفتقرة إلى الصورة، إذ لا تقوم إلّا بها، ولا تثبت لها حقيقة دونها (طف، ح، 63، 2) - الشيء العديم الصورة جملة هو الهيولى، والمادة، ولا شيء من الحياة فيها، وهي شبيهة بالعدم (طف، ح، 70، 28) - إذا تبيّن أنه ليس للصورة المطلقة تكوّن ولا للمادة كون، فيجب أن يكون كل متكوّن منقسما إلى جزءين بالقول لا بالفعل: أحدهما الذي يسمّى مادة والآخر صورة (ش، ت، 863، 1) - يعني (أرسطو) بالانفعالات الأعراض، ويعني بالعنصر المادة وهي صنفان: بالقوة وبالفعل (ش، ت، 961، 6) - الصورة والمادة إنما يدل كل واحد منهما على شيء واحد وليس ينقسم واحد منهما إلى صفة وموصوف (ش، ت، 1063، 9) - إن المادة هي الموضوعة للأضداد (ش، ت، 1439، 6) - إنّ المادة هي الشيء الذي يرى أو يحسّ من طريق الصورة (ش، ت، 1468، 6) - إن الشيء الذي هو بالتماس لا بالانتظام هو المادة والموضوع، وذلك كما أن في الأشياء التي ترى وهي الأشياء التي تتركّب شيء ما يكون لا بالانتظام بمنزلة البيت فإن المادة ترى مجاورة الأشياء التي منها يكون البيت. وذلك أن الحجارة واللبن حالها كحال المادة أي المادة نسبتها في الأشياء الأخر الباقية كنسبة هذه (ش، ت، 1470، 4) - المادة ليس لها وجود خارج النفس من جهة هذا التصوّر بالعقل لها، أعني كونها مشتركة لجميع الكائنات الفاسدات إذ كان تصوّرا لها من جهة العدم (ش، ت، 1473، 15) - الشيء الذي هي به المادة مخالفة للعدم وموجود من الموجودات خارج النفس إنما هو كونها موضوعا للشخص المحسوس الذي يرى لا الشيء الذي يعقل منها، وهذا هو التصوّر التام للمادة (ش، ت، 1474، 3) - إن المادة ليست محسوسة بذاتها وإنما هي محسوسة بغيرها أي بالصورة، وليس لها وجود إلا من قبل أنها محسوسة بغيرها لا محسوسة بذاتها. فإنها إنما هي موجودة من قبل الشيء الذي به ترى وتحسّ (ش، ت، 1475، 4) - إن المادة هي التي يشار إليها من طريق الحس وذلك أن الصورة ليس تدرك من طريق الحس وإنما تدرك من طريق فعلها، ولذلك إنما كان إدراكها للعقل (ش، ت، 1476، 8) - أن توجد أشياء كثيرة بالعدد، واحدة بالصورة، بغير مادة فمحال. وذلك لأنه لا يتميّز شخص عن شخص بوصف من الأوصاف إلا بالعرض، إذ قد كان يوجد مشاركا له في ذلك الوصف غيره. وإنما يفترق الشخص من الشخص من قبل المادة (ش، ته، 39، 24) - الإمكان يستدعي شيئا يقوم به وهو المحل القابل للشيء الممكن، وذلك أن الإمكان الذي من قبل القابل ليس ينبغي أن يعتقد فيه أنه الإمكان الذي من قبل الفاعل، وذلك أن قولنا في زيد أنه يمكن أن يفعل كذا غير قولنا في المفعول أنه يمكن. ولذلك يشترط في إمكان الفاعل إمكان القابل فإذا كان الفاعل لا يمكن أن يفعل ممتنعا، وإذا لم يمكن أن يكون الإمكان المتقدّم على الحادث في غير موضوع أصلا ولا أمكن أن يكون الفاعل هو الموضوع، ولا الممكن، لأن الممكن إذا حصل بالفعل ارتفع الإمكان فلم يبق إلّا أن يكون الحامل للإمكان هو الشيء القابل للممكن وهو المادة (ش، ته، 76، 2) - المادة لا تتكوّن بما هي مادة لأنها كانت تحتاج إلى مادة ويمر الأمر إلى غير نهاية، بل إن كانت مادة متكوّنة فمن جهة ما هي مركّبة من مادة وصورة. وكل متكوّن فإنما يتكوّن من شيء ما: فإما أن يمر ذلك إلى غير نهاية على استقامة في مادة غير متناهية وذلك مستحيل، وإن قدّرنا محركا أزليا لأنه لا يوجد شيء بالفعل غير متناه، وإما أن تكون الصور تتعاقب على موضوع غير كائن ولا فاسد ويكون تعاقبها أزليا ودورا. فإن كان ذلك كذلك وجب أن يكون هاهنا حركة أزلية تفيد هذا التعاقب الذي في الكائنات الفاسدات الأزلية (ش، ته، 76، 2) - وجدوا (الفلاسفة) الأشياء المحسوسة التي دون الفلك ضربين: متنفسة، وغير متنفسة، ووجدوا جميع هذه يكون المتكوّن منها متكوّنا بشيء سمّوه صورة، وهو المعنى الذي به صار موجودا بعد أن كان معدوما، ومن شيء سمّوه صورة، وهو المعنى الذي به صار موجودا بعد أن كان معدوما، ومن شيء سمّوه مادة، وهو الذي منه تكوّن. وذلك أنهم ألفوا كل ما يتكوّن هاهنا إنما يتكوّن من موجود غيره، فسمّوا هذه مادة، ووجدوه أيضا يتكوّن عن شيء فسمّوه فاعلا، ومن أجل شيء سمّوه أيضا غاية، فأثبتوا أسبابا أربعة. ووجدوا الشيء الذي يتكوّن به المتكوّن، أعني صورة المتكوّن والشيء الذي عنه يتكوّن وهو الفاعل القريب له واحدا: إما بالنوع، وإما بالجنس. أما بالنوع فمثل: أن الإنسان يولد إنسانا، والفرس فرسا، وأما بالجنس، فمثل: تولّد البغل عن الفرس، والحمار (ش، ته، 128، 19) - المادة لما كانت غير محصورة بالذات لم تكن لها نهاية تخصّها بل متى حصلت فيها صورة أمكن أن تفارقها وتحلها ضرورة صورة أخرى، وذلك ممكن إلى غير نهاية بما هي مادة في الماضي والمستقبل (ش، سط، 57، 23) - المادة الحاملة لصور العالم محصورة فهو ظاهر من أنه ليس يوجد خارجا عنه جسم، لأنه لو كان هنالك جسم لكان هنالك موضع ضرورة، ولو كان موضع لكان ضرورة هنالك محيط، والمحيط هو أحد هذه الأجسام (ش، سم، 46، 11) - المادّة هي متبدّلة بأن تزيد عند النمو وتنقص عند الذبول (ش، سك، 101، 3) - المادة فإن التغيّر إنما يلحقها من حيث هي مادة شيء مشارا إليه، فأما بما هي مادة فلا (ش، ما، 73، 23) - المادة فإن التغيّر إنما يلحقها من حيث هي جزء متغيّر وهو المشار إليه. فأما بما هي مادة فلا كما يظهر أن المادة لا يصنعها الصانع، كذلك الصورة، وإنما يصنع المجموع من المادة والصورة، أعني أنه إنما يصنع المصوّر بتغيّره للعنصر إلى أن تفيده الصورة. مثال ذلك صانع الخزانة فإنه لا يصنع الخشب كما لا يصنع صورة الخزانة وإنما يصنع صورة خزانة ما من خشب ما (ش، ما، 74، 15) - أما المادة فهي الشيء الذي هو بالقوة الشيء الذي سيكون بالفعل والحد (ش، ما، 84، 8) - أما أمر المادة فمقر به عند الجميع أنها جوهر وإن كانوا اختلفوا في ماهيّتها، أعني المادة الأولى (ش، ما، 84، 19) - يظهر من شأن الأشخاص المحسوسة أنها مركّبة، إذ كان يوجد لها حالتين من الوجود في غاية التباين، وهو الوجود المحسوس والوجود المعقول. فإنه ليس يمكن أن يكون لها هذا من جهة واحدة بل الصورة هي السبب في كون الشيء معقولا والمادة في كونه محسوسا (ش، ما، 88، 17) - المادة عبارة عن الشيء الذي يحصل فيه إمكان وجود الشيء مثل الخشب للسرير والحديد للسيف لا كالصوف للسرير والسيف فإنّه لا يمكن اتّخاذهما منه (ر، م، 517، 8) - القابل من جهة أنّه بالقوة قابل يسمّى هيولى، ومن جهة أنّه بالفعل حامل يسمّى موضوعا بالاشتراك اللفظي بينه وبين الذي هو جزء رسم الجوهر وبين الذي هو في مقابلة المحمول، ومن حيث كونه مشتركا بين الصور يسمّى مادة وطينة، ومن حيث أنه آخر ما ينتهي إليه التحليل يسمّى أسطقسّا فإنّ معنى هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، ومن جهة أنّه أوّل ما يبتدئ منه التركيب يسمّى عنصرا، ومن حيث أنّه أحد المبادي الداخلة في الجسم يسمّى ركنا (ر، م، 522، 2) - ينقسم الجوهر إلى بسيط ومركّب: أمّا البسيط، فهو العقل، والنّفس، والمادّة والصّورة:- وأمّا العقل الجوهريّ والنّفس،- وأمّا المادّة، فعبارة عن أحد جزأي الجسم، وهو محلّ الجزء الآخر منه.- وأمّا الصّورة، فعبارة عن أحد جزأي الجسم، وهو محلّ الجزء الآخر منه. وأمّا المركّب، فهو عبارة عن جوهر قابل للتجزئة في ثلاث جهات متقاطعة تقاطعا قائما (سي، م، 110، 4) - المادة قابلة للصورة (ط، ت، 219، 6)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)