- (الفرق) بين المبدأ الأول وسائر المبادئ المفارقة ... أن سائر المبادئ يظهر من أمرها أنها مختارة ومتشوّقة من أجل غيرها أعني مبادئ سائر الحركات السماوية ما عدى الحركة اليومية، وأما محرّك هذه الحركة فقد يظهر أنه مختار بذاته إذ كان الكل متحرّكا نحوه حركة أسرع وأعظم من الحركات التي تخص واحدا واحدا منها فهو المختار بذاته والمتشوّق للكل. وما كان بهذه الصفة فهو الكامل جدا في الغاية (ش، ت، 1604، 9) - لما تقرّر أنه لا فرق بين العلم والمعلوم إلّا أن المعلوم في مادة والعلم ليس في مادة وذلك في كتاب النفس، فإذا وجدت موجودات ليست في مادة وجب أن يكون جوهرها علما أو عقلا أو كيف شئت أن تسمّيها، وصحّ عندهم (الفلاسفة) أن هذه المبادئ مفارقة للمواد من قبل أنها التي أفادت الأجرام السماوية والحركة الدائمة التي لا يلحقها فيها كلال ولا تعب، وأن كل ما يفيد حركة دائمة بهذه الصفة فإنه ليس جسما ولا قوة في جسم، وأن الجسم السماوي إنما استفاد البقاء من قبل المفارقات، وصحّ عندهم أن هذه المبادئ المفارقة وجودها مرتبط بمبدإ أول فيها، ولو لا ذلك لم يكن هاهنا نظام موجود (ش، ته، 116، 9) - المبادئ المفارقة ترجع إلى مبدأ واحد مفارق هو السبب في جميعها، وأن الصور التي في هذا المبدأ والنظام والترتيب الذي فيه هو أفضل الوجودات التي للصور والنظام والترتيب الذي في جميع الموجودات، وأن هذا النظام والترتيب هو السبب في سائر النظامات والترتيبات التي فيما دونه، وأن العقول تتفاضل في ذلك بحسب حالها منه في القرب والبعد (ش، ته، 131، 17) - كل واحد من هذه المبادئ المفارقة وإن كان واحدا، بمعنى أن العاقل والمعقول فيه واحد، فهي في ذلك متفاضلة وأحقها بالوحدانية هو الأول البسيط ثم الذي يليه ثم الذي يليه (ش، ما، 154، 16)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)