- لمّا كان الاسم قائما بنفسه والمعنى غير قائم بنفسه وجب أن يكون الاسم هو الحامل والمعنى هو المحمول، كالإنسان: فإنّه الجوهر الثاني من قبلنا وأوّل من قبل الطبيعة (جا، ر، 494، 14) - الغرض من الكلام تأدية المعنى، وكل كلام لا معنى له فلا فائدة للسامع منه والمتكلّم به. وكل معنى لا يمكن أن يعبّر عنه بلفظ ما في لغة ما فلا سبيل إلى معرفته. وكل حيوان ناطق لا يحسن أن يعبّر عما في نفسه فهو كالعدم الزائل والجماد الصامت (ص، ر 3، 120، 22) - حدّ المعنى أنّه هو كل كلمة دلّت على حقيقة وأرشدت إلى منفعة، ويكون وجودها في الإخبار بها صدقا والقول عليها حقّا (ص، ر 3، 130، 5) - الفرق بين إدراك الصورة وإدراك المعنى أنّ الصورة هو الشيء الذي يدركه الحسّ الباطن والحسّ الظاهر معا ... وأما المعنى فهو الشيء الذي تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحسّ الظاهر أولا (س، شن، 35، 8) - جرت العادة بأن يسمّى مدرك الحسّ صورة ومدرك الوهم معنى، ولكل واحد منهما خزانة. فخزانة مدرك الحسّ هي القوة الخيالية، وموضعها مقدّم الدماغ، فلذلك إذا حدثت هناك آفة فسد هذا الباب من التصوّر، إما بأن تتخيّل صورا ليست أو يصعب استثبات الموجود فيها. وخزانة مدرك الوهم هي القوة التي تسمّى الحافظة، ومعدنها مؤخّر الدماغ (س، شن، 148، 14) - الفرق بين إدراك الصورة وإدراك المعنى أنّ الصورة هي الشيء الذي تدركه النفس الباطنة والحسّ الظاهر معا، لكن الحسّ يدركه أولا ويؤدّيه إلى النفس، مثل إدراك الشاة لصورة الذئب، أعني شكله وهيئته ولونه، فإنّ نفس الشاة الباطنية تدركها، ويدركها أولا حسّها الظاهر. وأما المعنى فهو الشيء الذي تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحسّ الظاهر أولا، مثل إدراك الشاة المعنى المضادّ في الذئب (س، ف، 60، 13) - الفرق بين إدراك الصورة وإدراك المعنى أنّ الصورة هو الشيء الذي تدركه النفس الباطنة والحسّ الظاهر معا، لكن الحسّ الظاهر يدركه أولا ويؤدّيه إلى النفس مثل إدراك الشاة لصورة الذئب ... وأما المعنى فهو الشيء الذي تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحسّ الظاهر أولا مثل إدراك الشاة معنى المضادّ في الذئب (س، ن، 162، 12) - إنّ الشيئية غير الوجود في الأعيان، فإنّ المعنى له وجود في الأعيان ووجود في النفس وأمر مشترك فذلك المشترك هو الشيئية (س، ن، 212، 5) - الفرق بين المعنى والصورة أنّ الصورة تصير مع الهيولى شيئا واحدا ولا يكون هنالك مغايرة.
و معنى المدرك هو صورة منفردة عن المادة.
فالمعنى هو الصورة المنفردة عن المادة (ج، ن، 94، 11) - المعنى أيضا صفة للصور الذهنية من جهة ما يقصد الدلالة عليها باللفظ فيصير معنى لمن عناها بقصده في دلالته عليها باللفظ الموضوع لها، فكونها معنى إنّما هو لها من جهة الدلالة باللفظ. وكونها صفة إنّما هو من جهة ما يعنيها باللفظ أيضا وبنسبتها حيث عنى إلى صورة أخرى ذهنية أو غير وجودية (بغ، م 2، 12، 16)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)