- أمّا الموجود لا مع طينة فالمضاف، لأنّ الأبوة والأبنية من المضاف كل واحد منهما إلى صاحبه والموجود بوجوده، والجزء والكل، فإنّهما غير مقارنة طينة في وصفهما (ك، ر، 371، 1) - أمّا الموجود مع طينة فإنّه تركيب كمّ مع جوهر، أم كيف مع جوهر، أم جوهر مع جوهر (ك، ر، 371، 4) - لكل موجود من وجوده قسم ومرتبة مفردة.
و وجود الأشياء عنه (واجب الوجود) لا عن جهة قصد منه يشبه قصودنا، ولا يكون قصد الأشياء، ولا صدرت الأشياء عنه على سبيل الطبع من دون أن يكون له معرفة ورضاء بصدورها وحصولها، وإنما ظهرت الأشياء عنه لكونه عالما بذاته وبأنه مبدأ لنظام الخير في الوجود على ما يجب أن يكون عليه. فإذن عمله علّة لوجود الشيء الذي يعلمه. وعلمه للأشياء ليس بعلم زماني. وهو علّة لوجود جميع الأشياء- بمعنى أنه يعطيها الوجود الأبدي، ويدفع عنها العدم مطلقا- لا بمعنى أنه يعطيها وجودا مجرّدا بعد كونها معدومة، وهو علّة المبدع الأول (ف، ع، 6، 2) - كون الموجود موجودا غير كونه مبدأ، فإن كونه مبدأ من عوارض الوجود (ف، ت، 25، 13) - كل موجود ليس بغائب فهو مشاهد (ف، ف، 18، 6) - الموجود في لسان جمهور العرب هو أوّلا اسم مشتقّ من الوجود والوجدان. وهو يستعمل عندهم مطلقا ومقيّدا، أمّا مطلقا ففي مثل قولهم" وجدت الضالّة" و" طلبت كذا حتّى وجدته"، وأمّا مقيّدا ففي مثل قولهم" وجدت زيدا كريما" أو" لئيما (ف، حر، 110، 9) - إنّ لفظة الموجود وهي أوّل ما وضعت في العربيّة مشتقّة وكلّ مشتق فإنّه يخيّل ببنيته في ما يدلّ عليه موضوعا لم يصرّح به ومعنى المصدر الذي منه اشتق في ذلك الموضوع، فلذلك صارت لفظة الموجود تخيّل في كلّ شيء معنى في موضوع لم يصرّح به- وذلك المعنى هو المدلول عليه بلفظة الوجود- حتّى تخيّل وجودا في موضوع لم يصرّح به، وفهم أنّ الوجود كالعرض في موضوع (ف، حر، 113، 9) - إذا استعملت لفظة الموجود استعملت على أنّها مثال أوّل وإن كان شكلها شكل مشتقّ (ف، حر، 115، 6) - الموجود لفظ مشترك يقال على جميع المقولات- وهي التي تقال على مشار إليه-، ويقال على كلّ مشار إليه، كان في موضوع أو لا في موضوع. والأفضل أن يقال إنّه اسم لجنس جنس من الأجناس العالية على أنّه ليست له دلالة على ذاته، ثمّ يقال على كلّ ما تحت كلّ واحد منها على أنّه اسم لجنسه العالي، ويقال على جميع أنواعه بتواطؤ- مثل اسم العين، فإنّه اسم لأنواع كثيرة ويقال عليها باشتراك (ف، حر، 115، 15) - كلّ معقول كان خارج النفس وهو بعينه كما هو في النفس ... هذا معنى أنّه صادق، فإنّ الصادق والموجود مترادفان (ف، حر، 116، 6) - الموجود ... يقال على ثلاثة معان: على المقولات كلّها، وعلى ما يقال عليه الصادق، وعلى ما هو منحاز بماهيّة ما خارج النفس تصوّرت أو لم تتصوّر (ف، حر، 116، 22) - الموجود الذي يعنى به ما له ماهيّة ما خارج النفس، منه موجود بالقوّة ومنه موجود بالفعل (ف، حر، 119، 9) - إنّ الموجود إنّما يقال على ما له ماهيّة خارج النفس ولا يقال على ماهيّة متصوّرة فقط، فبهذا يكون الشيء أعمّ من الموجود (ف، حر، 128، 8) - الموجود يقال على القضيّة الصادقة، والشيء لا يقال عليها. فإنّا لا نقول" هذه القضيّة شي ء" ونحن نعني به أنّها صادقة، بل إنّما نعني أنّ لها ماهيّة ما (ف، حر، 128، 10) - الشيء ... يقال على كثير ممّا يقال عليه الموجود وعلى أمور لا يقال عليها الموجود.
و كذلك الموجود يقال على كثير ممّا يقال عليه الشيء وعلى ما لا يقال عليه الشيء (ف، حر، 128، 15) - كلّ موجود فإنّ ماهيّته ليس هو إنّما تحصل له متى كان هناك غيره بل تحصل له وإن لم يكن موجود آخر غيره. وإنّما يحتاج إلى تمييزه عن غيره متى وافق أن كان هناك غيره. فإذن تميّزه عن غيره هو عارض يعرض له (ف، حر، 183، 19) - ما هو بالقوّة ذات ليس بموجود، فإنّ الموجود المشهور هو الذي بالفعل (ف، حر، 218، 19) - الموجود مقتض للواجد لا محالة، والواجد في صيغته مقتض للموجود لا محالة، فالرباط قائم، والتعلّق بيّن (تو، م، 187، 22) - من البيّن أنّ الموجود على ضربين: موجود بالحسّ وموجود بالعقل. ولكلّ واحد من هذين الموجودين وجود بحسب ما هو به موجود، إمّا حسّيّ، وإمّا عقلي. فعلى هذا النفس لها عدم في أحد الموجودين، وهو الحسّيّ. ولها وجود في القسم الآخر، وهو العقلي (تو، م، 193، 1) - الموجود هو الذي من شأنه أن يفعل أو ينفعل، فكل ذات موجودة، فإمّا أن تكون فاعلة فقط، أو منفعلة فقط، أو فاعلة ومنفعلة. فالمنفعلة فقط هي المادة الموضوعة لقبول الصورة والفاعل فقط هو المعطي صورة كل ذي صورة، والفاعل المنفعل هو المركّب من مادة وصورة يفعل بصورته وينفعل لمادّته (تو، م، 285، 18) - كل موجود إمّا أن يكون بالقوة، وإمّا أن يكون بالفعل، فقط، وإمّا أن يكون بالفعل من جهة وبالقوة من جهة (تو، م، 286، 1) - قيل: فما الموجود؟ قال (النوشجاني): ليس فوقه ما ينعت به، ولا دونه ما يحطّ إليه، لأنّه لو كان فوقه غيره لكان أيضا موجودا ولو كان دونه لكان أيضا موجودا (تو، م، 375، 24) - إنّ لفظة الموجود مشتقّة من وجد يجد وجدانا فهو واجد وذاك موجود، فالموجود يقتضي الواجد لأنّهما من جنس المضاف (ص، ر 3، 228، 12) - إن قيل ما الموجود؟ قيل هو الذي وجده أحد الحواس أو تصوّره العقل أو دلّ عليه الدليل (ص، ر 3، 360، 10) - الموجود قد يوصف بأنّه واحد أو كثير، وبأنّه كلّي أو جزئي، وبأنّه بالفعل أو بالقوة. وقد يوصف بأنّه مساو لشي ء، ويوصف بأنّه متحرّك أو إنسان أو غير ذلك (س، ع، 47، 4) - ليس شيء أعمّ من الموجود (س، شأ، 14، 6) - إنّ الموجود، والشي ء، والضروري، معانيها ترتسم في النفس ارتساما أوليا، ليس ذلك الارتسام مما يحتاج إلى أن يجلب بأشياء أعرف منها (س، شأ، 29، 5) - الموجود على قسمين: أحدهما، الموجود في شيء آخر، ذلك الشيء الآخر متحصّل القوام والنوع في نفسه، وجودا لا كوجود جزء منه، من غير أن تصحّ مفارقته لذلك الشي ء، وهو الموجود في موضوع، والثاني، الموجود من غير أن يكون في شيء من الأشياء بهذه الصفة، فلا يكون في موضوع البتّة، وهو الجوهر (س، شأ، 57، 7) - الواحد والموجود قد يتساويان في الحمل على الأشياء حتى أنّ كل ما يقال إنّه موجود باعتبار يصحّ أن يقال له إنّه واحد باعتبار، وكل شيء فله وجود واحد (س، شأ، 303، 6) - لكل موجود إلى الموجودات نوع من الإضافة والنسبة، وخصوصا الذي يفيض عنه كل وجود (س، شأ، 344، 2) - كل موجود إذا التفت إليه من حيث ذاته، من غير التفات إلى غيره: فإما أن يكون بحيث يجب له الوجود في نفسه، أو لا يكون. فإن وجب فهو الحقّ بذاته، الواجب الوجود من ذاته، وهو القيوم. وإن لم يجب، لم يجز أن يقال: إنّه ممتنع بذاته بعد ما فرض موجودا، بل إن قرن باعتبار ذاته شرط، مثل شرط عدم علّته، صار ممتنعا، أو مثل شرط وجود علّته، صار واجبا. وإن لم يقرن بها شرط، لا حصول علّة ولا عدمها، بقي له في ذاته الأمر الثالث، وهو الإمكان، فيكون باعتبار ذاته الشيء الذي لا يجب ولا يمتنع (س، أ 2، 19، 3) - كل موجود: إما واجب الوجود بذاته، أو ممكن الوجود بذاته (س، أ 2، 19، 13) - إنّ الموجود لمّا لم يكن من مقوّمات الماهيّة، بل من لوازمها، لم يصر بأن يكون لا في موضوع، جزءا من المقوّم، فيصير مقوّما، وإلّا لصار بإضافة المعنى الإيجابي إليه جنسا للأعراض التي هي موجودة في موضوع (س، أ 2، 52، 12) - انقسام الموجود إلى المقولات يشبه الانقسام بالفصول وإن لم يكن كذلك وانقسامه إلى القوة، والفعل، والواحد، والكثير والقديم، والمحدث، والتام، والناقص، والعلّة، والمعلول، وما يجري مجراها يشبه الانقسام بالعوارض. فتكون المقولات كأنّها أنواع وتلك الأخر كأنّها فصول عرضية أو أصناف (س، ن، 199، 10) - إنّ الموجود لا يمكن أن يشرح بغير الاسم لأنّه مبدأ أول لكل شرح فلا شرح له بل صورته تقوم في النفس بلا توسّط شي ء- وهو ينقسم نحوا من القسمة إلى جوهر وعرض (س، ن، 200، 3) - ليس شيء أعمّ من الموجود فيلحق به غيره لحوقا أوليّا (ب، م، 2، 14) - معنى الموجود ومعنى الشيء متصوران وهما معنيان (ب، م، 3، 7) - الموجود والمثبت والمحصّل أسماء مترادفة على معنى واحد (ب، م، 3، 8) - إن لم يكن الموجود جنسا مقولا بالتسوّي على ما تحته فإنّه معنى متّفق فيه على التقديم والتأخير. وأوّل ما يكون يكون للماهيّة التي هي الجوهر ثم يكون لما بعده (ب، م، 4، 10)
- المفارقات أربع مراتب مختلفة الحقائق: (أ) الموجود الذي لا سبب له وهو واحد. (ب) العقول الفعّالة وهي كثيرة بالنوع. (ج) النفوس السمائية وهي كثيرة بالنوع. (د) النفوس الإنسانية وهي كثرة بالأشخاص (ب، م، 12، 5) - الموجود ينقسم إلى سبب ومسبّب (غ، م، 140، 9) - الموجود ينقسم إلى: كلّي وجزئي (غ، م، 174، 6) - الموجود ينقسم إلى واحد وكثير (غ، م، 183، 11) - الموجود ينقسم: إلى ما هو متقدّم، وإلى ما هو متأخّر (غ، م، 187، 14) - الموجود ينقسم إلى: سبب ومسبّب أي: علّة ومعلول (غ، م، 189، 4) - الموجود ينقسم: إلى متناه وغير متناه (غ، م، 193، 2) - الموجود ينقسم: إلى ما هو بالقوة. وإلى ما هو بالفعل (غ، م، 200، 5) - الموجود ينقسم: إلى واجب وإلى ممكن.
و نعني به أنّ كل موجود: فإمّا أن يتعلّق وجوده بغير ذاته، بحيث لو قدّر عدم ذلك الغير، لانعدم ذاته كما أنّ الكرسي يتعلّق وجوده بالخشب، والنجّار، وحاجة الجلوس، والصورة. فلو قدّر عدم واحد من هذه الأربعة لزم بالضرورة عدم الكرسي. وأمّا أن لا يتعلّق وجود ذاته، بغيره البتّة، بل لو قدّر عدم كل غير له، لم يلزم عدمه، بل ذاته كاف لذاته. وقد اصطلح على تسمية الأول (ممكنا)، وعلى تسمية الثاني (واجبا) (غ، م، 203، 18) - إنّ الموجود: إمّا أن يتعلّق وجوده بغيره، بحيث يلزم من عدم ذلك الغير، عدمه، أو لا يتعلّق.
فإنّ تعلّق سمّيناه ممكنا، وإن لم يتعلّق سمّيناه واجبا بذاته (غ، م، 210، 3) - محال أن ينقلب الموجود محالا (غ، م، 276، 4) - إنّ الموجود ينقسم إلى جوهر وعرض (غ، م، 303، 4) - كل موجود ليس واجب الوجود بذاته وإنّما هو موجود بغيره (غ، ت، 79، 16) - الموجود لا يمكن إيجاده (غ، ت، 82، 19) - الكلام في الموجود في الأعيان لا في الأذهان (غ، ت، 100، 23) - إنّ الموجود مقابله ما ليس بموجود. وما ليس بموجود منه المحال، وهو ما لا يمكن وجوده، ومنه الممكن (ج، ن، 43، 3) - إنّ كل موجود في هيولى فعن فاعل، وليس كل ما هو عن فاعل في هيولى (بغ، م 1، 9، 12) - النظر في الموجود من حيث هو موجود أفرده أرسطوطاليس علما (بغ، م 2، 3، 17) - حدّ الموجود قوم وقالوا إنّه الذي يفعل أو ينفعل أو كلاهما. ومعرفة الفعل كمعرفة الموجود لا يصلح أن يعرف أحدهما بالآخر، فإنّ الشيء إنّما يعرف بما هو أعرف منه ولا شيء أعرف من الموجود إلّا المدرك والمعلوم (بغ، م 2، 21، 11) - الموجود ... يقال على وجهين: أحدهما موجود الأعيان والآخر موجود الأذهان.
و موجود الأعيان يعرف بالإدراك ويدلّ بعض المدركين عليه بعضا ويهديه إليه حتى يشاركه في إدراكه، وهو واحد بعينه مشترك لكثير من المدركين كالشمس التي يراها الناس وغيرهم واحدة بعينها لا تتكثّر بإدراكهم لها. وليس كذلك الموجود في الأذهان فإنّ الإنسان الواحد ينفرد بإدراك ما في ذهنه خاصة ولا يشاركه إنسان آخر فيه (بغ، م 2، 21، 18) - كل موجود: إما واجب الوجود بذاته، وإما ممكن الوجود بذاته (بغ، م 2، 23، 2) - الموجود بعد العدم وجوده عن غيره وذلك الغير هو العلّة الموجبة. فلكل محدث محدث أعني لكل موجود بعد عدم علّة سابقة لا محالة (بغ، م 2، 55، 5) - كل موجود: إما أن يكون وجوده في الأعيان، وإما أن يكون وجوده في الأذهان، وإما أن يكون فيهما، والموجود في الأذهان موجود في الأعيان أيضا من جهة أنّه موجود في موجود الأعيان أعني الأذهان التي هي موجودة في الأعيان (بغ، م 2، 63، 11) - إنّ الموجود إمّا أن يكون في المحل، أو لا يكون. ونعني بالكون في المحل أن يكون الشيء شائعا في غيره لا على سبيل الجزئية، وخرج عنه الكون في الخصب والمكان وكون اللونية في السواد. والكائن في المحل، منه ما لا يستغني المحل عنه، وهو المسمّى بالصورة، ومحلّه هيولاه، ومنه ما يستغني المحل عنه، وهو المسمّى بالعرض، ومحلّه الموضوع (سه، ل، 123، 5) - إنّ الموجود ينقسم إلى واحد وكثير (سه، ل، 125، 20) - إنّ الموجود ينقسم إلى متقدّم ومتأخّر، إمّا بحسب الزمان كتقدّم موسى على عيسى، أو بحسب الشرف كتقدّم أبي بكر على عمر، وإمّا بالطبع كتقدّم ما يمتنع بعدمه الشي ء، ولم يجب بوجوده عليه كتقدّم الواحد على الاثنين، وإمّا بالرتبة، فمنه الرتبي الوضعي كما في الأجسام، ومنه الطبيعي كما للعلل والمعلولات ومراتب العموم (سه، ل، 127، 7) - إنّ الموجود ينقسم إلى علّة ومعلول. والعلّة على أحد المفهومين هي ما يجب به وجود غيره، ويمتنع بفرض عدمه. والمعلول ما يجب وجوده وعدمه بفرض وجود غيره وعدمه (سه، ل، 128، 10) - الموجود أيضا ينقسم إلى ما بالفعل، وهو ما حصل وجوده، وإلى ما بالقوة، وهو ما لم يحصل بعد إلّا أنّه ممكن له الحصول، فمنها قوة قريبة وأخرى بعيدة وإن كان قد تقال القوة على المعنى الذي به يتهيّأ الفاعل للفعل، والقابل للقبول، فيقال: قوة فعلية وأخرى انفعالية، فلمّا لم يكن لعموم فيكون لخصوص (سه، ل، 128، 18) - إنّ الموجود ينقسم إلى واجب، وهو ضروري الوجود، وإلى ممكن وهو ما ليس بضروري الوجود والعدم (سه، ل، 129، 2) - لا يمكن أن يكون الواحد والموجود جنسا لجميع الأشياء لأن هاهنا أجناسا عالية ليس بعضها داخلا تحت بعض وكل واحد ينفرد بفصل واحد يخصّه من غير أن يشترك في طبيعة واحدة. فاسم الموجود المقول عليهما ليس يعرّف منها طبيعة واحدة إذ كانت طبائعها مختلفة (ش، ت، 225، 16) - أما أصحاب العلم الطبيعي مثل ابندقليس وغيره فإنهم وافقوا الفيثاغوريين وأفلاطون في أن اسم الواحد والموجود يدلّان من الأشياء على طبائع واحدة وبسيطة (ش، ت، 266، 2) - إن الفيثاغوريين قالوا إن هذا الواحد والموجود الذي هو جوهر الموجودات هو العدد نفسه.
و قال أفلاطون إنه الصور العددية. وأما أصحاب العلم الطبيعي فإنهم جعلوا الواحد والموجود هو أسطقسّ الأشياء المحسوسة وذلك بحسب اعتقادهم في الشيء الذي يرون من المحسوسات أسطقسّا لجميعها إما النار على قول بعضهم أو الهواء أو الماء (ش، ت، 266، 5) - إن لم يكن الواحد الكلّي والموجود يدلّان على جواهر قائمة بذاتها لم يكن هاهنا واحد هو جوهر إلّا الأشياء الجزئية (ش، ت، 268، 11) - اسم الواحد والموجود يقالان على أنحاء كثيرة (ش، ت، 272، 1) - اسم الموجود والهويّة يقال بنوع من أنواع الأشياء التي يقال عليها اسم الواحد، فبيّن إن الموجود ينظر فيه علم واحد (ش، ت، 307، 17) - إن الواحد ينظر فيه الذي ينظر في الموجود وإن ظننّا أن حدّهما مختلف، فإنه من المعلوم بنفسه أنهما متلازمان تلازما تاما أعني المنعكس، وذلك أن كل ما هو موجود فهو واحد وكل ما هو واحد فهو موجود (ش، ت، 311، 18) - وجب أن يكون الواحد والموجود يدل على طباع واحد لا على طبيعتين مختلفتين من قبل أن المفهوم من قولنا إنسان واحد وإنسان هو أيّ موجود وهذا إنسان هو طبيعة واحدة عند ما نكرّر هذه الألفاظ وإن كانت تدل منها على أحوال مختلفة (ش، ت، 312، 9) - إن الموجود والواحد يقالان على أنحاء كثيرة (ش، ت، 333، 15) - إن خالف موجود موجودا بفصل من الفصول فهو مخالف له أبدا أي دائم ضروري (ش، ت، 392، 19) - لما كان الهويّة والموجود يقالان على ما يقال عليه اسم الواحد، وكان اسم الواحد منه ما يقال على ما هو واحد بالذات وواحد بالعرض، كان اسم الهوية هذه حاله (ش، ت، 553، 2) - الموجود بما هو موجود ينقسم بالذات إلى القوة والفعل (ش، ت، 1104، 6) - إن الموجود ينقسم إلى الجوهر وإلى سائر المقولات، وينقسم أيضا إلى القوة والفعل، وذلك أن الموجود منه ما هو بالقوة ومنه ما هو بالتمام والفعل (ش، ت، 1105، 7) - إن الموجود في بادئ الرأي هو المتحرّك الذي بالفعل (ش، ت، 1138، 8) - إن الفعل أفضل من القوة من قبل أن المعرفة التي ليس فيها قوة إلى النقلة إلى الكذب أفضل من التي فيها قوة إمكان أن تتغيّر فترجع كاذبة بعد أن كانت صادقة، كما أن الموجود دائما أفضل من الفاسد (ش، ت، 1220، 10) - اسم الواحد والموجود والهوية مترادفان (ش، ت، 1271، 15) - كما نقول إن الموجود ينقسم إلى جوهر وإلى كم وكيف وغير ذلك من سائر المقولات، كذلك نقول إن الواحد منه واحد جوهر وواحد كيف، أعني أن الواحد ينقسم بأقسام معادة لاسم الموجود (ش، ت، 1279، 7) - لزم أن يكون كل موجود: إما واحد بالطبع وإما كثير، لأن كل واحد هو إما واحد بالطبع وإما كثير. وذلك أن الواحد بالصناعة مثل السرير هو كثير لأنه واحد بالعرض والواحد بالعرض هو كثير، فلذلك يقتسم الصدق والكذب على كل شيء قولنا في هذا المعنى من اسم الواحد إما أن يكون واحدا وإما كثيرا وذلك أن السرير هو كثير لا واحد بالطبع (ش، ت، 1296، 13) - إن الموجود لا يخلو أن يكون يدل على جنس واحد وطبيعة واحدة، أو يدل على أجناس مختلفة، وكيف ما كان فإنه من المعلوم الأول أن الجوهر هو المتقدّم على الباقية. وذلك أن كثيرا من الأشياء التي في جنس واحد بعضها متقدّم في ذلك الجنس على بعض مثل الحال في تقدّم الجواهر بعضها على بعض (ش، ت، 1409، 11) - إن الموجود ينقسم إلى ما بالقوة وإلى ما بالفعل في كل واحد من أجناس المقولات (ش، ت، 1439، 7) - إن كان الكون موجودا فإنه: إما أن يكون من العدم، وإما من الوجود. فإن كان من العدم فليس في طبيعة العدم أن ينقلب موجودا، وإن كان من الموجود فالموجود قبل أن يوجد (ش، ت، 1441، 17) - إن لموجود موجود مع المادة المشتركة مادة تخصّه (ش، ت، 1449، 3) - إن الموجود لا يكون من موجود وإنما يكون من غير موجود (ش، ت، 1449، 5) - ليس يتكوّن أيّ موجود اتفق من أيّ قوة اتفقت لكن كل واحد من الموجودات، إنما يتكوّن مما هو بالقوة ذلك الشيء المتكوّن أي من قوة تخصه حتى تكون القوى بعدد أنواع الموجودات المتكوّنة (ش، ت، 1449، 16) - كل موجود له أسطقسّ (ش، ت، 1510، 11) - إن كان الواحد والموجود أسطقسّ للجوهر والمضاف، وكان الأسطقسّ ليس هو وما هو له أسطقسّ واحد، فالجوهر والمضاف وسائر المقولات ليس هي واحدا ولا موجودا. وإن لم يكن شيء منها واحدا ولا موجودا، أي إن ارتفع عنه أنه واحد لم يكن واحد منها شيئا موجودا لا الجوهر ولا المضاف ولا باقي المقولات لأن غير الموجود هو معدوم لكن مضطر أن يكون اسم الواحد يصدق على جميعها (ش، ت، 1514، 5) - ليس الواحد والموجود طبيعة واحدة مشتركة (ش، ت، 1516، 8) - قام البرهان ... على أن الذي ليس في طبيعته الحركة هو العلّة في الموجود الذي في طبيعته الحركة (ش، ته، 59، 14) - من لا يساوق وجوده الزمان ولا يحيط به من طرفيه يلزم ضرورة أن يكون فعله لا يحيط به الزمان ولا يساوقه زمان محدود، وذلك أن كل موجود فلا يتراخى فعله عن وجوده إلّا أن يكون ينقصه من وجوده شي ء، أعني أن لا يكون على وجوده الكامل أو يكون من ذوي الاختيار فيتراخى فعله عن وجوده عن اختياره (ش، ته، 74، 2) - كما أن الموجود الذي لم يزل فيما مضى، لسنا نقول: إن ما سلف من وجوده قد دخل الآن في الوجود، لأنه لو كان ذلك لكان وجوده له مبدأ ولكان الزمان يحصره من طرفيه، كذلك نقول:
فيما كان مع الزمان لا فيه فالدورات الماضية إنما دخل منها في الوجود الوهمي ما حصره منها الزمان، وأما التي هي مع الزمان فلم تدخل بعد في الوجود الماضي كما لم يدخل في الوجود الماضي ما لم يزل موجودا إذ كان لا يحصره الزمان (ش، ته، 86، 5) - إن كانت الموجودات إنما تبقى بصفة باقية في نفسها فهل عدمها انتقالها من جهة ما هي موجودة أو معدومة، ومحال ان يكون لها ذلك من جهة أنها معدومة، فقد بقي أن يكون البقاء لها من جهة ما هي موجودة، فإذا كل موجود يلزم أن يكون باقيا من جهة ما هو موجود، والعدم أمر طارئ عليه (ش، ته، 93، 24) - من ليس يضع هيولى للشيء الكائن يلزمه أن يكون الموجود بسيطا فلا يمكن فيه عدم لأن البسيط لا يتغيّر ولا ينقلب جوهره إلى جوهر آخر (ش، ته، 94، 26) - كل موجود: إما أن يكون واجب الوجود بذاته أو موجودا بغيره (ش، ته، 101، 7) - أما أن كل موجود يلزم أن يكون فعله مقارنا لوجوده فصحيح إلّا أن يعرض للموجود أمر خارج عن الطبع أو عارض من العوارض وسواء كان الفعل طبيعيا أو إراديا (ش، ته، 108، 14) - من قسّم الموجود إلى الموجود المفارق والموجود الهيولاني المحسوس فإنه جعل المبادئ التي يرتقي إليها الموجود المحسوس غير المبادئ التي يرتقي إليها الموجود المعقول، فجعل مبادئ الموجودات المحسوسة المادة والصورة، وجعل بعضها لبعض فاعلات إلى أن يرتقي إلى الجرم السماوي، وجعل الجواهر المعقولة ترتقي إلى مبدأ أول هو لها مبدأ على جهة تشبّه الصورة وتشبّه الغاية وتشبّه الفاعل (ش، ته، 111، 12) - الموجود الذي له علّة في وجوده ليس له مفهوم من ذاته إلّا العدم، أعني أن كل ما هو موجود من غيره فليس له من ذاته إلّا العدم، إلّا أن تكون طبيعته طبيعة الممكن الحقيقي، ولذلك كانت قسمة الموجود إلى: واجب الوجود وممكن الوجود قسمة غير معروفة إذا لم يرد بالممكن الممكن الحقيقي (ش، ته، 122، 23) - الموجود إذا قسّم، فإما أن ينقسم إلى فصول ذاتية، أو أحوال إضافية، أو أعراض زائدة على الذات، فقسمته إلى فصول ذاتية تقتضي ولا بد تكثّر الأفعال عنه، وأما قسمته إلى أحوال إضافية أو عرضية فليس تقتضي تكثّر أفعال مختلفة (ش، ته، 122، 28) - الموجود إنما يوجد عن موجود لا عن معدوم، ولذلك ليس يمكن أن يوجد المعدوم من ذاته، فإذا كان المحرّك للمعدوم والمخرج له من القوة إلى الفعل إنما يخرجه من جهة ما هو بالفعل، فواجب أن يكون نحو الفعل الذي فيه على نحو الفعل المخرج له من العدم إلى الوجود (ش، ته، 151، 10) - إن المتكلمين ترى أن من المعلوم بنفسه أن الموجود ينقسم إلى ممكن وضروري، ووضعوا أن الممكن يجب أن يكون له فاعل، وأن العالم بأسره لما كان ممكنا وجب أن يكون الفاعل له واجب الوجود، هذا هو اعتقاد المعتزلة قبل الأشعرية (ش، ته، 160، 19) - قسمة الموجود أولا إلى ما لا علّة وإلى ما لا علّة له ليس معروفا بنفسه، ثم منا له علّة ينقسم إلى ممكن وإلى ضروري، فإن فهمنا منه الممكن الحقيقي أفضى إلى ممكن ضروري، ولم يفض إلى ضروري لا علّة له، وإن فهمنا من الممكن ما له علّة وهو ضروري، لم يلزم عن ذلك إلّا أن ما له علّة فله علّة، وأمكن أن نضع أن تلك لها علّة، وأن يمر ذلك إلى غير نهاية، فلا ينتهي الأمر إلى موجود لا علّة له وهو الذي يعنونه (الفلاسفة) بواجب الوجود (ش، ته، 160، 25) - اسم الموجود يقال على معنيين: أحدهما الصادق، والآخر على الذي يقابله العدم، وهذا هو الذي ينقسم إلى الأجناس العشرة، وهو كالجنس لها، وهذا هو متقدّم على الموجودات بالوجه الثاني أعني الأمور التي هي خارج الذهن، وهذا هو الذي يقال بتقديم وتأخير على العرض أنه موجود بوجوده في الموجود بذاته (ش، ته، 175، 17) - أما الموجود الذي بمعنى الصادق فيشترك فيه جميع المقولات على السواء، والموجود الذي بمعنى الصادق هو معنى في الأذهان، وهو كون الشيء خارج النفس على ما هو عليه في النفس، وهذا العلم يتقدّم العلم بماهيّة الشي ء، أعني أنه ليس يطلب معرفة ماهيّة الشيء حتى يعلم أنه موجود (ش، ته، 175، 22) - العقل المفارق لا يعقل إلّا ذاته وأنه بعقل ذاته يعقل جميع الموجودات إذ كان عقله ليس شيئا أكثر من النظام والترتيب الذي في جميع الموجودات، وذلك النظام والترتيب هو الذي تتقبّله القوة الفاعلة ذوات النظام والترتيب الموجودة في جميع الموجودات، وهي التي تسمّيها الفلاسفة الطبائع، فإنه يظهر أن كل موجود ففيه أفعال جارية على نظام العقل وترتيبه وليس يمكن أن يكون ذلك بالعرض ولا يمكن أن يكون من قبل عقل شبيه بالعقل الذي فينا بل من قبل عقل أعلى من جميع الموجودات، وليس هو كلّيا ولا جزئيا (ش، ته، 194، 20) - أما تسميتهم (الفلاسفة) ما فارق المادة جوهر، فإنهم لما وجدوا الحدّ الخاصّ بالجوهر أنه القائم بذاته، وكان الأول هو السبب في كل ما قام من الموجودات بذاته، كان هو أحق باسم الجوهر، واسم الموجود، واسم العالم، واسم الحي، وجميع المعاني التي أفادها في الموجودات، وبخاصة ما كان منها من صفات الكمال (ش، ته، 206، 10) - اسم الموجود إنما يدل من الأشياء على ذوات متقاربة المعنى وبعضها في ذلك أتم من بعض، ولذلك كانت الأشياء التي وجودها مثل هذا الوجود فيها أول هو العلّة في سائر ما يوجد فيها في ذلك الجنس، مثال ذلك أن قولنا: حار مقول بتقديم وتأخير على النار، وعلى الأشياء الحارة والذي يقال عليه بتقديم منها وهي النار، هي السبب في وجود سائر الأشياء الحارة حارة (ش، ته، 211، 1) - الموجود هو جنس الجوهر المأخوذ في حدّه على نحو ما تؤخذ أجناس هذه الأشياء في حدودها (ش، ته، 211، 11) - اسم الموجود يدل على الصادق في كلام العرب (ش، ته، 211، 14) - الموجود الذي هو بمعنى الصادق هو الذي مفهومه هو غير مفهوم الماهيّة، ولذلك قد يعلم الماهيّة من لا يعرف الوجود، وهذا المعنى هو غير الماهيّة في المركّب ضرورة وهو في البسيط والماهيّة واحد (ش، ته، 212، 3) - كل موجود فإما أن يكون حيّا وإما جمادا، هذا إذا فهمنا من الحياة أنها مقولة باشتراك الاسم على الأزلي والفاسد (ش، ته، 253، 24) - للموجود إذا وجودان: وجود أشرف ووجود أخسّ، والوجود الأشرف هو علّة الأخسّ، وهذا هو معنى قول القدماء أن الباري سبحانه هو الموجودات كلها، وهو المنعم بها، والفاعل لها. ولذلك قال رؤساء الصوفية: لا هو إلّا هو (ش، ته، 260، 25) - المعدوم لا يعود بالشخص، وإنما يعود الموجود لمثل ما عدم، لا لعين ما عدم (ش، ته، 327، 10) - أما مسألة قدم العالم أو حدوثه، فإن الاختلاف فيها عندي (ابن رشد) بين المتكلّمين من الأشعرية والحكماء المتقدّمين يكاد أن يكون راجعا للاختلاف في التسمية، وبخاصّة عند بعض القدماء. وذلك أنهم اتفقوا على أن هاهنا ثلاثة أصناف من الموجودات طرفان وواسطة بين الطرفين، فاتفقوا في تسمية الطرفين واختلفوا في الواسطة. فأما الطرف الواحد، فهو موجود وجد من شي ء، أعني عن سبب فاعل ومن مادة، والزمان متقدّم عليه، أعني على وجوده. وهذه هي حال الأجسام التي يدرك تكوّنها بالحس، مثل تكوّن الماء والهواء والأرض والحيوان والنبات وغير ذلك. وهذا الصنف من الموجودات اتفق الجميع من القدماء والأشعريّين على تسميتها محدثة.
و أما الطرف المقابل لهذا، فهو موجود لم يكن من شي ء، ولا عن شي ء، ولا تقدّمه زمان. وهذا أيضا اتفق الجميع من الفرقتين على تسميته" قديما". وهذا الموجود مدرك بالبرهان، وهو اللّه تبارك وتعالى. هو فاعل الكل وموجده والحافظ له سبحانه وتعالى قدره. وأما الصنف من الموجود الذي بين هذين الطرفين، فهو موجود لم يكن من شي ء، ولا تقدّمه زمان، ولكنه موجود عن شي ء، أعني عن فاعل، وهذا هو العالم بأسره (ش، ف، 41، 4) - الموجود تارة يوجد فعلا، وتارة يوجد قوة (ش، م، 161، 1) - الجمهور يرون أن الموجود هو المتخيّل والمحسوس، وأن ما ليس بمتخيّل ولا بمحسوس فهو عدم (ش، م، 171، 16) - الموجود عند الجمهور إنما هو المحسوس، والمعدوم عندهم هو غير المحسوس (ش، م، 175، 7) - الموجود إنما ينسب إلى الوجود أعني أنه يقال إنه موجود، أي في الوجود، إذ لا يمكن أن يقال إنه موجود في العدم- فإن كان هاهنا موجود هو أشرف الموجودات فواجب أن ينسب من الموجود المحسوس إلى الجزء الأشرف، وهو السماوات (ش، م، 178، 11) - الاتفاق في هذه المسألة (المعاد) مبني على اتفاق الوحي في ذلك، واتفاق قيام البراهين الضرورية عند الجميع على ذلك، أعني أنه قد اتفق الكل على أن للإنسان سعادتين: أخراوية ودنياوية، وانبنى ذلك عند الجميع على أصول يعترف بها عند الكل، منها أن الإنسان أشرف من كثير من الموجودات. ومنها أنه إذا كان كل موجود يظهر من أمره أنه لم يخلق عبثا، وأنه إنما خلق لفعل مطلوب منه، وهو ثمرة وجوده فالإنسان أحرى بذلك (ش، م، 239، 11) - الموجود يتكوّن عن موجود بالفعل، لأن المادة إذا كانت غير حادثة والصورة أيضا غير حادثة فليس هاهنا كون أصلا، ولا يكون هنالك غناء للمحرّك والكون بل لا يكون هنالك فاعل أصلا (ش، ن، 31، 18) - الموجود يقال على أنحاء: أحدها على كل واحد من المقولات العشر وهو أنواع الأسماء التي تقال بترتيب وتناسب، لا الذي يقال باشتراك محض ولا بتواطؤ. ويقال ثانيا على الصادق وهو الذي في الذهن على ما هو عليه خارج الذهن، كقولنا هل الطبيعة موجودة وهل الخلاء غير موجود. ويقال أيضا على ماهية كل ما له ماهية وذات خارج النفس سواء تصوّرت تلك الذات أو لم تتصوّر (ش، ما، 35، 9) - قد يدلّ بلفظة الموجود على النسبة التي تربط المحمول بالموضوع في الذهن وعلى الألفاظ الدالّة على هذه النسبة، سواء كان ذلك الارتباط ارتباط إيجاب أو سلب صادقا كان أو كاذبا بالذات أو بالعرض (ش، ما، 36، 4) - الموجود في الفلسفة، هو من الأسماء المنقولة. فإن المعنى الذي يدلّ به عند الجمهور عليه غير الذي يدلّ به هاهنا عليه (في الفلسفة)، إذ كان عند الجمهور إنما يدلّ على حالة ما في الشيء كقولهم وجدت الضالة. وهو بالجملة إنما يدلّ عندهم على معنى في موضوع لم يصرّح به ولذلك ظن بعضهم أن يدلّ على عرض في الشيء لا على ذاته، إذ كان عند الجمهور من الأسماء المشتقة. وليس ينبغي أن يلتفت إلى ذلك بل يجب أن يفهم منه هاهنا إذا أردنا به الدلالة على الذات ما يفهم من قولنا شيء وذات، وبالجملة ما يفهم من الأسماء التي هي مثل أول (ش، ما، 36، 8) - بعضهم قد ظن أن اسم الموجود المنطلق على الصادق أنه بعينه المنطلق على الذات، ولهذا أيضا ما رأوا أنه عرض. قالوا: ولو كانت لفظة الموجود تدلّ على الذات لكان قولنا في الجوهر أنه موجود خلف من القول، وجهلوا أن الموجود هاهنا على غير المعنى الذي يقال هناك. وأيضا فإنه إن كان يدلّ على عرض في الشيء كما يكرّر ذلك ابن سينا فلا يخلو الأمر في ذلك من شيئين: إما أن يكون ذلك العرض من المعقولات الثواني أن يكون من المعقولات الأول، فإن كان من المعقولات الأول كان ضرورة أحد المقولات التسع، ولم ينطلق اسم الموجود على الجوهر وعلى سائر مقولات العرض إلّا من جهة ما تعرض لها تلك المقولة أن يكون هاهنا جنس واحد من الأعراض مشتركا للمقولات العشر، وهذا كله محال شنع، وعلى هذا فما كان يصح أن يؤتى به في جواب ما هو في شخص شخص من أشخاص المقولات العشر وهذا كله بيّن بنفسه. وأما إن كان من المعقولات الثواني وهي المعقولات التي وجودها في الذهن فقط فذلك ليس يمتنع، فإن أحد ما عدّدنا أنه ينطلق عليه اسم الموجود هو هذا المعنى وهو المرادف للصادق، لكن هذا المعنى والمعنى الذي يدل به على الذوات منفردة متباينان جدّا وهذا كله بيّن بأيسر تأمل (ش، ما، 36، 16) - إن الموجود ... هو الذي يدل على المقولات العشر التي تتنزل منزلة الأنواع للجنس الموضوع لهذه الصناعة (ما بعد الطبيعة)، وبيّن أن دلالة الموجود عليها ليس باشتراك محض، إذ لو كان ذلك كذلك لما كان جنسا موضوعا لصناعة واحدة وهي هذه الصناعة، ولا كان يكون هاهنا محمولات ذاتية تنقسم بها قسمة أولى، كقولنا إن الموجود منه ما هو بالقوة ومنه ما هو بالفعل إلى غير ذلك من المحمولات الذاتية التي تلفى له (ش، ما، 59، 2) - لم يكن اسم الموجود يدل على المقولات العشر باشتراك محض ولا بتواطؤ (ش، ما، 59، 17) - الموجود يقال على جميع المقولات العشر وأنه يقال على الجوهر بتقديم وعلى سائر المقولات بتأخير، وأن الجوهر هو السبب في وجود سائر المقولات (ش، ما، 135، 2) - يمكننا أن نقسم الموجود إلى الواجب والممكن (ر، م، 19، 20) - إنّ كل موجود: فإمّا أن يكون في شي ء، وإمّا أن لا يكون في شيء (ر، م، 137، 2) - إنّ الموجود يستحيل أن يكون بالقوة من كل وجه وإلّا لكان في وجوده أيضا بالقوة ولكان في كونه بالقوة أيضا بالقوة فتكون القوة حاصلة وغير حاصلة وذلك محال (ر، م، 547، 10) - أمّا الموجود الذي لا يكون حركة ولا في الحركة فهو لا يكون في الزمان بل إن اعتبر ثباته مع المتغيّرات فتلك المعيّة هي الدهر، وإن اعتبر ثباته مع الأمور الثابتة فتلك المعيّة هي السرمد (ر، م، 679، 5)
- إنّ كل موجود فهو من حيث هو أنّه موجود (ر، ل، 85، 18) - إنّ كل موجود سوى الواحد ممكن، وكل ممكن مفتقر إلى المؤثّر (ر، ل، 95، 7) - يمكن تقسيم الموجود إلى الواجب والممكن (ر، مح، 47، 13) - الموجود: إمّا أن يكون واجب الثبوت لذاته وهو اللّه تعالى، وإمّا أن يكون ممكن الوجود لذاته وهو كل ما عداه (ر، مح، 56، 9) - الموجود إمّا أن يكون قديما أو حديثا، أمّا القديم فهو لا أول لوجوده وهو اللّه سبحانه وتعالى، والمحدث ما لوجوده أول وهو ما عداه (ر، مح، 67، 10) - إنّ ما به يتميّز الموجود عن جميع ما عداه، ويسمّى تعيّنا، لا يمكن أن يكون خارجا عن حقيقته الموجودة. وإلّا كان هو في حدّ ذاته غير متميّز عن غيره، وهذا غير معقول. فهو إمّا نفس حقيقته، من غير أن تكون له ماهية كلّية ينضمّ إليها شيء آخر، به يتميّز فرد منها عمّا يشاركه فيها، وإمّا أمر آخر داخل في حقيقته الموجودة، وعارض لماهيته الكلية (ط، ت، 184، 9) - كل موجود لا بدّ له من تعيّن يمتاز به عن أغياره بالضرورة. فتعيّنه، إن كان نفس حقيقته أو مقتضى ماهيّته، لا يتصوّر له مشارك في الماهيّة، وإلّا يلزم تخلّف الشيء عن نفسه، أو عن مقتضيه التام، لأنّ هذا التعيّن لا يمكن أن يتحقّق في ذلك المشارك (ط، ت، 217، 4)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)