- معنى قولنا" موجود بالقوّة" أنّه مسدّد ومعدّ لأن يحصل بالفعل. وما هو مسدّد ومعدّ لأن يحصل بالفعل منه ما هو مسدّد ومعدّ لأن يحصل بالفعل فقط من غير أن يكون تسديده واستعداده لذلك استعدادا لأن لا يحصل بالفعل أو لأن يحصل بالفعل ولأن لا يحصل بالفعل، بل يكون استعداده استعدادا مسدّدا نحن الفعل فقط، ومنه ما هو مسدّد ومستعدّ لأن يحصل بالفعل أو لا يحصل (ف، حر، 119، 13) - ما هو موجود بالقوّة لم تجر عادة الجمهور فيه أن يسمّوه موجودا بل يسمّوه غير موجود ما داموا يعبّرون عنه بلفظ الموجود. وإنّما يسمّون بلفظ الموجود ما كانت ماهيّته التي بالفعل صادقة- ولا يسمّون ما كانت ماهيّته صادقة وماهيّته بعد بالقوّة موجودا- فإنّ هذا هو الأسبق إلى نفوسهم من لفظ الموجود (ف، حر، 120، 8) - سمّوا (الفلاسفة) الشيء الذي وجوده في حدّ الإمكان موجودا بالقوة، وسمّوا إمكان قبول الشيء وانفعاله قوة انفعالية، ثم سمّوا تمام هذه القوة فعلا وإن لم يكن فعلا، بل انفعالا، مثل تحرّك أو تشكّل أو غير ذلك (س، شأ، 171، 16) - كلّ موجود بالقوّة من وجه، فهو ناقص من ذلك الوجه. وطلبه أن يزول عنه ما بالقوة إلى الفعل (غ، م، 282، 5) - إن غير الموجود يقال على ثلاثة أنحاء. يريد (أرسطو) بالثلاثة الأنحاء: الغير موجود بإطلاق وهو العدم المطلق الذي ليس له وجود ولا توهّم، والثاني العدم الذي في الهيولى وهو عدم الصور، والثالث الموجود بالقوة فإن الموجود بالقوة يقال فيه إنه غير موجود أي غير موجود بالفعل (ش، ت، 1449، 10) - ما كان موجودا بالقوة، أي ليس له مبدأ ولا نهاية، فليس يصدق عليه، لا أنه شفع، ولا أنه وتر، ولا أنه ابتدأ ولا أنه انقضى، ولا دخل في الزمان الماضي، ولا في المستقبل، لأن ما في القوة في حكم المعدوم. وهذا هو الذي أراد الفلاسفة بقولهم: إن الدورات التي في الماضي والمستقبل معدومة (ش، ته، 38، 2) - أما الموجود بالفعل فهو ما ليس بموجود بالقوة، وأصنافه معادة لأصناف ما بالقوة، وكلاهما معاد لأصناف المقولات والقوة بجهة ما عدم، لكنها من أصناف الأعدام التي شأن المعدوم فيها أن يوجد فيما يستقبل (ش، ما، 52، 6) - إذا قيل شيئا موجودا بالقوة في شيء وتلك القوة بعيدة فإنما يقال ذلك بتجوّز، كقولنا إن الإنسان موجود بالقوة في البر وأبعد من ذلك في الاسطقسّات، بل إنما الإنسان موجود بالقوة على الحقيقة في دم الطمث والمني، وهذه هي القوة القريبة التي تكون في الموضوع الأخير القريب، وليس تأتي هذه القوة في هذا الموضوع بأي حالة توجد، بل وأن تكون بالحالة التي هو بها ممكن أن يخرج إلى الفعل، كقولنا إن المني إنما هو إنسان بالقوة إذا وقع في الرحم (ش، ما، 103، 13)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)