- إنه يقال للأشياء التي هي من الكمّية ناقص عضو وليس يقال ذلك فيها كيف ما اتفق بل إنما يقال إذا كان الناقص والمنقوص منه بصفات محدودة ... وأحد تلك الشروط والصفات التي توجد فيما يقال فيه ناقص عضو أن يكون ذلك الناقص ليس من شأنه أن ينفصل من المنقوص منه مثل الشعر من الإنسان والريش من الطائر، فإنه ليس يقال في الإنسان إنه ناقص عضو إذا نقص شعره ولا في الطائر إذا نقص شيء من ريشه (ش، ت، 673، 14) - إذا كان شيء مركّب من جزءين فنقص واحد منهما لا يقال فيه ناقص عضو. فإذا من شرطه أن يكون مركّبا من أكثر من جزءين ... لأن المركّب من اثنين إذا نقص منه واحد منهما كان الناقص مساويا للذي نقص منه، ولا يمكن أن يكون الذي يقال فيه ناقص عضو والذي نقص منه متساويين، ولا يقال في أمثال هذه إنها ناقصة في وقت من الأوقات (ش، ت، 674، 11) - لا يقال ناقص عضو فيما كان من الكمّية المنفصلة البتة وإن لم يكن الناقص مساويا للذي نقص منه، مثل الثّلاثة فإنه إذا نقص منها واحد لا يقال فيها ناقص عضو (ش، ت، 675، 1) - إن شروط الذي يقال فيه إنه ناقص عضو الّا يذهب اسم الشيء وصورته بنقصان ذلك الجزء منه بل تكون صورته ثابتة. وإنما يكون النقص في العدد فقط لا في الجوهر مثل الخزانة إذا انتقص منها جزء لا تستحق بنقصانه أن نسلبها اسم الخزانة، وكذلك الحال في الإنسان لا يقال فيه إنه ناقص عضو إذا نقصه من أعضائه ما يكون به إنسانا (ش، ت، 675، 6) - لا يكون أيضا من التي يقال فيها ناقص عضو إن لم يكن من الأجسام المتشابهة الأجزاء، فإن هذه إذا نقص منها جزء أمكن أن ينقسم الباقي إلى مثل عدد الأجزاء التي توهم أن الكل انقسم إليها من قبل تقدير ذلك الجزء الناقص لها.
مثال ذلك إن نقص من الماء الذي توهّم منقسما إلى ثلاثة أجزاء جزء واحد منها أمكن أن ينقسم الباقي إلى ثلاثة أجزاء، والناقص عضو هو الذي لا يبقى عدده (ش، ت، 675، 14) - يلزم في الناقص عضو أن تكون له أجزاء غير متشابهة مثل الاثنين من الأجزاء أو الثّلاثة (ش، ت، 676، 4) - ينبغي الّا تكون الناقصة عضو من الأشياء التي ليس يعرض عن وضع أجزائها إختلاف في الصورة مثل الماء والنار. فإنه إذا اختلفت أجزاء أمثال هذه في الوضع لم تختلف صورها بخلاف التي هي مركّبة من أجزاء غير متشابهة ... بل ينبغي أن تكون أمثال هذه مركّبة من أجزاء لها وضع والوضع داخل في جوهرها أي مشترط في وجودها، مثل الكبد فإن أحد ما تقوّمت به هو وضعها من الأعضاء المجاورة لها ... ومن شرطها أيضا أن تكون متصلة بعضها ببعض أعني الأجزاء الغير متشابهة فإنها إذا لم تكن متصلة لم يكن منها كل ولا شيء واحد (ش، ت، 676، 8)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)