المنشورات

نفس

- إنّ حدّ النفس أنّها كمال للجسم الذي هو آلة لها في الفعل الصادر عنها. وهذا الحدّ لها من جهة التركيب. وإنّما ذكرناه لأنّه مجانس لما ذكره أرسطاطاليس فيها إذ يقول: إنّ النفس كمال لجسم طبيعيّ آليّ ذي حياة بالقوة (جا، ر، 113، 3) - النفس عاقلة بالفعل عند اتحاد الأنواع بها، وقبل اتحادها بها كانت عاقلة بالقوة (ك، ر، 155، 1) - النفس- تماميّة جرم طبيعي ذي آلة قابل للحياة، ويقال: هي استكمال أول لجسم طبيعي ذي حياة بالقوة، ويقال: هي جوهر عقل متحرّك من ذاته بعدد مؤلّف (ك، ر، 165، 7) - النفس إذن صورة الحيّ العقلية، فهي نوعه (ك، ر، 267، 12) - النفس جوهر، وإذ هي جوهر، وهي جوهر النوع، فهي لا جسم: لأنّ النوع لا جسم، بل العامّ الذي يعمّ أشخاصه التي هي أجسام، إذ كانت أشخاص الحيّ أجساما (ك، ر، 267، 14) - إنّ النفس بسيطة ذات شرف وكمال، عظيمة الشأن، جوهرها من جوهر البارئ عزّ وجلّ، كقياس ضياء الشمس من الشمس ... وقد بيّن (أرسطو) أنّ هذه النفس منفردة عن هذا الجسم مباينة له، وأنّ جوهرها جوهر إلهي روحاني، بما يرى من شرف طباعها ومضادّتها لما يعرض للبدن من الشهوات والغضب (ك، ر، 273، 4) - هذه النفس التي هي من نور الباري، عزّ وجلّ، إذا هي فارقت البدن، علمت كلّ ما في العالم، ولم يخف عنها خافية (ك، ر، 274، 1) - إذا تطهّرت وتهذّبت وانصقلت- وصفاء النفس هو أنّ النفس تتطهّر من الدنس وتكتسب العلم- ظهر فيها صورة معرفة جميع الأشياء، وعلى حسب جودة صقالتها تكون معرفتها بالأشياء (ك، ر، 276، 15) - النفس كلّما ازدادت صقالا، ظهر لها وفيها معرفة الأشياء (ك، ر، 276، 18) - إنّ أرسططاليس يقول في النفس إنّها جوهر بسيط تظهر أفعالها من الأجرام (ك، ر، 281، 5) - أفلاطون يقول إنّها (النفس) متّحدة بجسم، وكذلك الاتحاد بالجسم يواصل الأجرام ويفعل فيها، ويفصل الجرم من الجسم (ك، ر، 281، 7) - إنّ النفس، لأنّها علّامة يقظانة حيّة، قد ترمز بالأشياء قبل كونها، أو تنبئ بها بأعيانها (ك، ر، 303، 2) - النفس متشوّقة إلى الوقوف على أسباب الأشياء المحسوسة والأمور المشاهدة ممّا في السماء والأرض (ف، ط، 60، 1) - إنّ الأجسام الطبيعيّة ضربان: الضرب الأوّل ضرب أقصى ما يتجوهر به فهو الطبيعة التي هي ماهيّة كل واحد من الجواهر الطبيعة، والضرب الثاني ضرب إنّما يتجوهر بالطبيعة على أن يكون جوهره الذي هو طبيعة بالفعل مبدأ على جهة التوطئة والمادّة أو على جهة الآلة لمبدإ آخر، فنسبته إلى الطبيعة كنسبة الطبيعة التي هي الصورة إلى مادّتها أو إلى القوى التي هي آلتها.
و ذلك المبدأ هو النفس (ف، ط، 113، 20) - إنّ النفس هي التي بها ماهيّة الجوهر الطبيعيّ النفسانيّ، كما أنّ الطبيعة هي التي بها ماهيّة الجوهر الطبيعيّ، وأنّها هي التي بها يحصل الجوهر النفسانيّ- أعني القابل للحياة- جوهرا، وأنّه مجتمع في النفس أن يكون مبدأ على ثلاثة أنحاء: مبدأ على أنّه فاعل ومبدأ على أنّه صورة ومبدأ على أنّه غاية، على مثال ما كانت الطبيعة. وجميع ما قيل في الطبيعة ينبغي أن ينقل إلى النفس في أنّها مبدأ وأنّها جوهر (ف، ط، 114، 14) - حصلت الأجسام الطبيعيّة ضربين: ضرب يكون أقصى ما يتجوهر به هو الطبيعة، وضرب ليس يكون أقصى ما يتجوهر به الطبيعة، بل يصير بالطبيعة مواطأة على جهة المادّة أو آلة النفس، فيكون ما يتجوهر به بعد تجوهره بالطبيعة هو النفس. فيكون الجوهر الطبيعيّ القابل للنفس مادّة للنفس، وتكون الطبيعة إمّا توطئة أو مادّة أو آلة تستعملها النفس في أفعالها (ف، ط، 115، 11) - لا يمكن أن تكون الطبيعة والنفس كافيتين للإنسان في بلوغ هذا الكمال (الأخير)، بل يحتاج إلى القوّتين العقليّتين العمليّتين منضافتين إلى النفس والطبيعة وأفعالهما (ف، ط، 126، 8) - كما المادّة، مهما كانت متصوّرة بصورة ما ثم حدثت فيها صورة أخرى، صارت مع صورتها جميعا مادة للصورة الثالثة الحادثة فيها، كالخشب الذي له صورة يباين بها سائر الأجسام، ثم يجعل منها ألواحا، ثم يجعل من الألواح سريرا. فإن صورة السرير، من حيث حدثت في الألواح مادة لها، وفي الألواح، التي هي مادة بالإضافة إلى صورة السرير، صور كثيرة، مثل الصور اللوحية والصور الخشبية والصور النباتية وغيرها من الصور القديمة. كذلك مهما كانت النفس المتخلّقة ببعض الأخلاق، ثم تكلّفت اكتساب خلق جديد، كان الأخلاق التي معها كالأشياء الطبيعية لها، وهذه المكتسبة الجديدة، اعتيادية، ثم إن مرّت على هذه ودامت على اكتساب خلق ثالث، صارت تلك بمنزلة الطبيعية، وذلك بالإضافة إلى هذه الجديدة المكتسبة (ف، ج، 97، 1) - أراد (أفلاطون) برجوع النفس إلى عالمها، عند الإطلاق من محبسها، أن النفس ما دامت في هذا العالم فإنها مضطرة إلى مساعدة البدن الطبيعي، الذي هو محلّها، كأنها تشتاق إلى الاستراحة. فإذا رجعت إلى ذاتها، فكأنه أطلقت من محبس مؤذ إلى حيّزها الملائم المشاكل لها. (ف، ج، 108، 6) - يحصل من العقل الأول- لأنه واجب الوجود وعالم بالأول- عقل آخر، ولا يكون فيه كثرة إلّا بالوجه الذي ذكرناه. ويحصل من ذلك العقل الأول: (الثاني) بأنه ممكن الوجود.
و بأنه يعلم ذاته: (الفلك الأعلى) بمادته وصورته التي هي (النفس). والمراد بهذا أن هذين الشيئين يصيران سبب شيئين، أعني الفلك والنفس (ف، ع، 7، 11) - للنفس بعد موت البدن سعادات وشقاوات، وهذه الأحوال متفاوتة للنفوس، وهي أمور لها مستحقة، وذلك لها بالوجوب والعدل، كما يكون إنسان يحسن بتدبير صحة البدن فمن تلك الجهة يأتي مرض بدنه (ف، ع، 18، 8) - النفس تدرك الصور المحسوسة بالحواسّ وتدرك الصور المعقولة بتوسّط صورها المحسوسة إذ تستفيد معقولية تلك الصور من محسوسيتها. ويكون معقول تلك الصور لها مطابقا لمحسوسها وإلّا لم يكن معقولا لها وذلك لنقصان نفسه فيه واحتياجه في إدراك الصور المعقولة إلى توسّط الصور المحسوسة، بخلاف المجرّدات فإنها تدرك الصور المعقولة من أسبابها وعللها التي لا تتغيّر (ف، ت، 3، 8) - النفس ما دامت ملابسة للهيولى لا تعرف مجرّداتها ولا شيئا من صفاتها التي تكون لها وهي مجرّدة ولا شيئا من أحوالها عند التجرّد لأنها لا يمكنها الرجوع إلى خاصّ ذاتها- والتجرد عمّا يلابسها مانع لها عن التحقّق بذاتها وعن مطالعة شيء من أحوالها. فإذا تجرّدت زال عنها هذا التوق فحينئذ تعرف ذاتها وأحوالها وصفاتها الخاصّة بها (ف، ت، 4، 3) - النفس إذا أدركت شيئا فإنها تطلب الاستكمال ولا لتدرك ذات الشيء المدرك بل يكون ذلك من توابع ذلك (ف، ت، 10، 5) - النفس وإن لم تكن في البدن فإن قواها التي تصرفها بها في البدن وهي متشبّثة بها. وهذه القوة مشتركة بينها وبينه وهي منبعثة عن القوة العملية (ف، ت، 13، 10) - كل ما تعقله النفس مشوب بتخيّل (ف، ت، 16، 3) - الإنسان إنّما هو إنسان بالنفس، والنفس ما هو إنسان، والإنسان له صورة بحسب قبوله من النفس، والنفس نفس بحسب ملابستها للبدن وتصريفها له وتدبيرها فيه (تو، م، 162، 2) - من البيّن أنّ الموجود على ضربين: موجود بالحسّ وموجود بالعقل. ولكلّ واحد من هذين الموجودين وجود بحسب ما هو به موجود، إمّا حسّيّ، وإمّا عقلي. فعلى هذا النفس لها عدم في أحد الموجودين، وهو الحسّيّ. ولها وجود في القسم الآخر، وهو العقلي (تو، م، 193، 3) - إنّ النفس قابلة للفضائل والرذائل، والخيرات والشرور، والأخلاق التي تعسر من وجه في تهذيبها (تو، م، 246، 13) - النفس عقل بعد الاستنارة، والعقل نفس بعد الفكرة، والطبيعة مميّزة بالنظر في الأول محرفه بالنظر في الثاني (تو، م، 250، 13) - العقل سرح النفس مرعاها فيه، والنفس قليب الطبيعة مستقاها منه، والطبيعة صراط الإنسان مدّ له غيه (تو، م، 251، 23) - يقال: ما النفس؟ الجواب هي تمام جوهر ذي آلة قابلة للحياة، وأيضا هي جوهر عقلي متحرّك من ذاته بعدد مؤتلف، وأيضا هي جوهر علامة مؤلّفة بالعقل (تو، م، 317، 6) - يقال: ما النفس أيضا؟ الجواب هو روح اللّه منبجسة بتوسّط العقل (تو، م، 318، 5) - ليست النفس في حكم البدن، ولا حالها اللائقة بها حال الكائن الفاسد (تو، م، 321، 5) - النفس والعقل صورتان يحتملهما أو أحدهما، فإذا أتممت تلك الصورة وأمكنتها أعطتها النفس تمام ما تهيّأت له، فتكون أول طبقات الأنفس وهي النامية، وتكون في الحيوانية ولا تكون في الإنسانية (تو، م، 330، 13) - أمّا النفس ذات النطق والعلم والحكمة والبيان والفكر والاستنباط والعقل والنظر، فهي أعلى وأشرف من أن يكون لها الوصف بمعونة البدن وإرفاده (تو، م، 336، 17) - النفس إذا جوهر لأنّ العرض لا يكون له قوام إلّا بالجوهر ولا يوجد إلّا فيه (ص، ر 1، 47، 5) - أما الصفات المختصّة بالنفس بمجرّدها فهي أنّها جوهرة روحانية سماوية نورانية حيّة بذاتها، علّامة بالقوة فعّالة بالطبع قابلة للتعاليم فعّالة في الأجسام ومستعملة لها (ص، ر 1، 197، 4) - إنّ النفس إنّما تنال صور المعلومات من طرقات ثلاث: إحداها طريق الحواس، والأخرى طريق البرهان، والأخيرة طريق الفكر والرويّة (ص، ر 1، 211، 4) - إنّ النفس جوهرة روحانية حية بذاتها، فإذا قارنت جسما من الأجسام صيّرته حيّا مثلها كما أنّ النار جوهرة جسمانية حارة بذاتها (ص، ر 1، 224، 20) - إنّ النظر في ماهيّة النفس مجرّدة من الجسد والتصوّر بذاتها خلو منه عسر جدّا على المرتاضين بالرياضات الحكمية فكيف على غيرها (ص، ر 2، 322، 13) - النفس والعقل أيضا هما جوهران لا يوصفان بالطول والعرض والعمق (ص، ر 2، 335، 14) - نسبة النفس من العقل كنسبة ضوء القمر من نور الشمس ونسبة العقل من الباري كنسبة نور الشمس من الشمس (ص، ر 3، 8، 17) - إنّ النفس إذا انتبهت من نوم الغفلة واستيقظت من رقدة الجهالة واجتهدت وألقت من ذاتها القشور الجسمانية والغشاوة الجرمانية والعادات الطبيعية والأخلاق السبعية والآراء الجاهلية وصفت من درن الشهوات الهيولانيّة، تخلّصت وانبعثت وقامت فاستنارت عند ذلك ذاتها وأضاء جوهرها وأشرقت أنوارها واحتدّ بصرها. فعند ذلك ترى تلك الصورة الروحانية وتعاين تلك الجواهر النورانية وتشاهد تلك الأمور الخفية والأسرار المكنونة التي لا يمكن إدراكها بالحواس الجسمانية والمشاعر الجرمانية. ولا يشاهدها إلّا من تخلّصت نفسه بتهذيب خلقه إذا لم تكن مربوطة بإرادة طبيعية ومقيّدة بشهوات جسمانية يلوح فيها فيعاينها (ص، ر 3، 28، 20) - النفس تقبل صور المعلومات من المحسوسات والمعقولات في ذاتها، وتصوّرها بفكرها وتحفظها بالقوة الحافظة من غير أن تخلط بعضها ببعض (ص، ر 3، 30، 10) - النفس حيّة بالذات علّامة بالقوة فعّالة بالطبع (ص، ر 3، 54، 1) 

- لم يكن للنفس أن تتحكّم على الموجودات التي فوق رتبتها الذي هو العقل الفعّال (ص، ر 3، 54، 4) - أمّا النفس فحياتها ذاتية لها وذلك أنّها بجوهرها حيّة بالفعل علّامة بالقوة فعّالة في الأجسام والأشكال والنقوش والصور طبعا، وإنّ موتها هو جهالتها بجوهرها وغفلتها عن معرفة ذاتها.
و إنّ ذلك عارض لها من شدّة استغراقها في بحر الهيولى ولبعد ذهابها في هاوية الأجسام ولشدّة غرورها في الشهوات الجسمانية (ص، ر 3، 57، 7) - النفس إذا كملت صورتها وتمّت فضائلها بكونها مع الجسد انتفعت بعد مفارقتها الجسد في الحياة الآخرة (ص، ر 3، 59، 22) - إنّ النفس ما دامت مربوطة بالجسد لا راحة لها دون مفارقتها هذا الجسد (ص، ر 3، 67، 15) - إنّ النفس مرتّبة تحت العقل ومن بينهما كان حدوث الأشياء كلها في العالم السفلي (ص، ر 3، 153، 5) - بقاء النفس علّة لوجود الهيولى، وتمامية النفس علّة لبقاء الهيولى. فمتى كملت النفس تمّت الهيولى، وهذا هو الغرض الأقصى في رباط النفس بالهيولى (ص، ر 3، 187، 20) - أما النفس فإنّها جوهرة بسيطة روحانية علّامة بالقوة، فعّالة بالطبع، قابلة فضائل العقل بلا زمان، فعّالة في الهيولى بالتحريك لها بالزمان (ص، ر 3، 198، 21) - أما النفس فلها علّتان وهما الباري عزّ وجلّ، والعقل. فالباري علّتها الفاعلة المخترعة لها، والصورية هي العقل الذي يفيض عليها ما يقبل من الباري عزّ وجلّ من الفضائل والخير والفيض (ص، ر 3، 233، 16) - إنّ النفس هي في ذاتها جوهرة ولكن كونها مع الجسم بالعرض لغرض ما، والغرض هو أمر سابق إلى وهم الفاعل فإذا بلغ الفاعل إليه قطع الفاعل (ص، ر 3، 236، 4) - (للنفس) خمس قوى أخرى نسبتهن إليها كنسبة الندماء إلى الملك وهي القوة المفكّرة، والقوة المتخيّلة، والقوة الحافظة، والقوة الناطقة والقوة الصانعة (ص، ر 3، 236، 22) - أما النفس يعني الروح فهي جوهرة سماوية نورانية حية علّامة فعّالة بالطبع، حسّاسة دراكة لا تموت ولا تفنى بل تبقى مؤبّدة: إما ملتذّة وإما مؤتلمة (ص، ر 3، 279، 5) - إنّ النفس تترك استعمال الجسد لسببين اثنين:
أحدهما طبيعي والآخر عرضي. والسبب الطبيعي هو أن يهرم الجسد على طول الزمان وتضعف البنية وتكلّ آلات الحواس وتسترخي الأعصاب والعضلات المحرّكات للأعضاء وتجفّ الرطوبة المغذّية للبدن وتطفأ الحرارة الغريزية كما يطفأ السراج إذا فني الدهن، فعند ذلك لا يمكن أن يعيش الإنسان ولا يفعل شيئا من الأفعال والأعمال ... وأمّا ترك النفس استعمال الجسد لسبب عرضي فهو كثير الفنون ولكن يجمعها نوعان: فمنها أسباب من داخل الجسد بلا اختيار كالأمراض والأعلال المتلفة للجسد، ومنها أسباب من خارج كالذبح والقتل، والقتل ليس هو شيء ما سوى أن يقصد قاصد فيهدم بنية الجسد بضرب من الفساد والخراب كما يقصد إنسان فيخرب دار إنسان أو دكّانه (ص، ر 3، 283، 4) - النفس هي نور العقل وفيضه الذي أفاضه الباري منه (ص، ر 3، 331، 17) - إنّ النفس هي جسم لطيف غير مرئي ولا محسوس (ص، ر 3، 348، 18) - إنّما هي (النفس) جوهرة روحانية غير جسم معقولة وغير محسوسة باقية بعد الموت (ص، ر 3، 348، 19) - أما النفس فهي جوهرة سماوية روحانية حيّة بذاتها، علّامة درّاكة بالقوة فعّالة بالطبع، لا تهدأ ولا تقر عن الجولان ما دامت موجودة، وهكذا خلقها ربّها يوم خلقها وأوجدها (ص، ر 3، 349، 18) - ليست النفس بجسم ولا بعرض من الأعراض القائمة بالجسم المتولّد منه أو فيه، لأنّ العرض هو شيء لا يقوم بنفسه وهو أنقص حالا من الجسم، والمحرّك للشيء المسكّن له هو أقوى منه وأشرف (ص، ر 3، 350، 13) - إن قيل ما النفس؟ فيقال جوهرة بسيطة روحانية حية علّامة فعّالة وهي صورة من صور العقل الفعّال (ص، ر 3، 361، 1) - إنّ النفس ذات طرفين تنحط منها قوتان: قوة مما يلي الطبيعة وهي المتحدة بها من الأفعال الطبيعية، وقوة تنحط من الطرف القريب من العقل فتتّصل بالصورة الإنسانية وتتشكّل بالأشكال الفلكية (ص، ر 4، 259، 18) - كل جسم يتحرّك فحركته إما من سبب خارج، وتسمّى حركة قسرية، وإما من سبب في نفس الجسم، إذ الجسم لا يتحرّك بذاته، وذلك السبب إن كان محرّكا على جهة واحدة على سبيل التسخير فيسمّى طبيعة. وإن كان محرّكا حركات شتى بإرادة أو غير إرادة، أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فيسمّى نفسا (س، ع، 18، 6) - كل محرّك طبيعي فهو بالطبع يطلب شيئا ويهرب عن شي ء: فحركته بين طرفين: متروك لا يقصد، ومقصود لا يترك، وليس شيء من الحركات المستديرة بهذه الصفة فإنّ كل نقطة فيها مطلوبة ومهروب عنها، فلا شيء من الحركات المستديرة بطبيعي. فإذن الحركة الموجبة للزمان نفسانية إراديّة. فالنفس علّة وجود الزمان (س، ع، 29، 6) - النفس اسم مشترك يقع على معنى يشترك فيه الإنسان والحيوان والنبات، وعلى معنى يشترك فيه الإنسان والملائكة السماوية. فحدّ المعنى الأول أنّه كمال جسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة. وحدّ النفس بالمعنى الآخر أنّه جوهر غير جسم هو كمال الجسم محرّك له بالاختيار عن مبدأ نطقي أي عقلي بالفعل أو بالقوة، والذي بالقوة هو فصل النفس الإنسانية، والذي بالفعل هو فصل أو خاصّة للنفس الملكية (س، ح، 14، 1) - إنّ النفس لا ضدّ لها، وأنّها إذا كانت صورة مادة، ولم يكن لها ضدّ يبطل بالنفس، ولم يصحّ أن تتعرّى المادة عن صورة أصلا- استحال أن تكون هذه الصورة من شأن المادة أن تفارقها (س، شط، 33، 16) - إنّ ذات النفس ليس بجسم، بل هي جزء للحيوان والنبات، هي صورة أو كالصورة أو كالكمال (س، شن، 6، 12) - إنّ النفس يصحّ أن يقال لها بالقياس إلى ما يصدر عنها من الأفعال قوة، وكذلك يجوز أن يقال لها بالقياس إلى ما تقبله من الصور المحسوسة والمعقولة على معنى آخر قوة.
و يصحّ أن يقال أيضا لها بالقياس إلى المادة التي تحلّها فيجتمع منهما جوهر نباتي أو حيواني صورة، ويصحّ أن يقال لها أيضا بالقياس إلى استكمال الجنس بها نوعا محصّلا في الأنواع العالية أو السافلة كمال (س، شن، 6، 14) - النفس ... جوهر لأنّها صورة لا في موضوع (س، شن، 23، 9) 

- النفس ... كمال كالجوهر لا كالعرض (س، شن، 26، 8) - إنّ للنفس أفعالا تختلف على وجوه، فيختلف بعضها بالشدّة والضعف، وبعضها بالسرعة والبطء (س، شن، 27، 3) - إنّ النفس محتاجة في تلقّي فيض الغيب إلى القوة الباطنة من وجهين: أحدهما ليتصوّر فيها المعنى الجزئي تصوّرا محفوظا، والثاني لتكون معيّنة لها متصرّفة في جهة إرادتها، لا شاغلة إيّاها، جاذبة إلى جهتها، فيحتاج إلى نسبة بين الغيب وبين النفس والقوة الباطنة المتخيّلة ونسبة بين النفس والقوة الباطنة المتخيّلة (س، شن، 158، 3) - النفس من جوهر بعض المبادئ التي هي تلبس المواد ما فيها من الصور المقوّمة لها، إذ هي أقرب مناسبة لذلك الجوهر من غيره، وذلك إذا استتمّ استعدادها لها (س، شن، 176، 10) - كثيرا ما تؤثّر النفس في بدن آخر كما تؤثّر في بدن نفسها تأثير العين العائنة والوهم العامل، بل النفس إذا كانت قوية شريفة شبيهة بالمبادئ أطاعها العنصر الذي في العالم وانفعل عنها ووجود في العنصر ما يتصوّر فيها (س، شن، 177، 11) - إنّ النفس إذا أكبّت على المحسوس شغلت عن المعقول من غير أن يكون أصاب آلة العقل أو ذاته آفة بوجه، وتعلم أنّ السبب في ذلك هو اشتغال النفس بفعل دون فعل (س، شن، 196، 5) - إنّ النفس ليست واحدة في الأبدان كلها (س، شن، 200، 9) - ليس تعلّق النفس بالبدن تعلّق معلول بعلّة ذاتية.
و إن كان المزاج والبدن علّة بالعرض للنفس (س، شن، 203، 5) - إنّ النفس تعقل بأن تأخذ في ذاتها صورة المعقولات مجرّدة عن المادة (س، شن، 212، 4) - النفس تتصوّر ذاتها، وتصوّرها ذاتها يجعلها عقلا وعاقلا ومعقولا (س، شن، 212، 8) - الفلك يتحرّك بالنفس، والنفس مبدأ حركته القريبة، وتلك النفس متجدّدة التصوّر والإرادة، وهي متوهّمة: أي لها إدراك للمتغيّرات كالجزئيات وإرادة لأمور جزئية بأعيانها، وهي كمال جسم الفلك وصورته (س، شأ، 386، 14) - إنّ كل نفس لكل فلك فهي كماله وصورته وليس جوهرا مفارقا (س، شأ، 407، 14) - ارجع إلى نفسك وتأمّل هل إذا كنت صحيحا، بل وعلى بعض أحوالك غيرها، بحيث تفطن للشيء فطنة صحيحة، هل تغفل عن وجود ذاتك، ولا تثبت نفسك؟ ما عندي أنّ هذا يكون للمستبصر. حتى إنّ النائم في نومه، والسكران في سكره، لا يعزب ذاته عن ذاته، وإن لم يثبت تمثّله لذاته في ذكره (س، أ 1، 320، 2) - أصل القوى المحرّكة والمدركة والحافظة للمزاج، شيء آخر لك أن تسمّيه بالنفس.
و هذا هو الجوهر الذي يتصرّف في أجزاء بدنك، ثم في بدنك (س، أ 1، 330، 1) - هذا الجوهر (النفس) فيك واحد، بل هو أنت عند التحقيق. وله فروع من قوى منبثّة في أعضائك (س، أ 1، 332، 3) - إنّما يكون أيضا للنفس (ارتسام المعقولات) إذا اكتسبت ملكة الاتصال. هذا الاتصال علّته قوة بعيدة، هي" العقل الهيولي" وقوة كاسبة هي" العقل بالملكة" وقوة تامّة الاستعداد لها أن تقبل بالنفس إلى جهة الإشراق- متى شاءت- بملكة متمكّنة وهي المسمّاة" بالعقل بالفعل" (س، أ 1، 376، 4) - كل جسم متحرّك فحركته إما من سبب من خارج وتسمّى حركة قسرية، وإما من سبب في نفس الجسم إذ الجسم لا يتحرّك بذاته. وذلك السبب إن كان محرّكا على جهة واحدة على سبيل التسخير فيسمّى طبيعة، وإن كان محرّكا حركات شتى بإرادة أو غير إرادة أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فيسمّى نفسا (س، ر، 4، 13) - إنّ النفس لها فعلان: فعل لها بالقياس إلى البدن وهو السياسة، وفعل لها بالقياس إلى ذاتها وإلى مبادئها، وهو التعقّل، وهما متعاندان متمانعان، فإنّها إذا اشتغلت بأحدهما انصرفت عن الآخر، ويصعب عليها الجمع بين الأمرين. وشواغلها من جهة البدن الإحساس، والتخيّل، والشهوات، والغضب والخوف، والغمّ والوجع (س، ف، 94، 4) - إنّ الحسّ يمنع النفس عن التعقّل، فإنّ النفس إذا أكبّت على المحسوس، شغلت عن المعقول، من غير أن يكون أصاب آلة العقل أو ذاتها آفة بوجه (س، ف، 94، 10) - إنّ النفس إنّما حدثت وتكثّرت مع تهيّؤ الأبدان (س، ف، 106، 3) - إنّ الجسم الحيّ جسم مركّب طبيعي يمايز غير الحيّ بنفسه لا ببدنه، ويفعل الأفاعيل الحيوانية بنفسه لا ببدنه، وهو حيّ بنفسه لا ببدنه، ونفسه فيه، وما هو في الشيء وهذه صورته، فهو صورته. فالنفس إذن صورة، والصور كمالات، إذ بها تكمل هويات الأشياء، فالنفس كمال (س، ف، 153، 10) - النفس كمال أول لأنّها مبدأ، لا صادرة عن المبدأ (س، ف، 153، 13) - الكمالات منها ما هي للأجسام، ومنها ما هي للجواهر الغير الجسمانية، فالنفس كمال أول لجسم (س، ف، 153، 14) - النفس ليس بكمال جسم صناعي، فهي كمال أول لجسم طبيعي (س، ف، 153، 15) - المراد بالنفس ما يشير إليه كل أحد بقوله" أنا" (س، ف، 183، 3) - النفس من مقولة الجوهر (س، ف، 186، 7) - النفس بالجملة كمال أول لجسم طبيعي آليّ ذي حياة بالقوة (س، ن، 100، 20) - إنّ النفس ليست منطبعة في البدن بوجه من الوجوه (س، ن، 185، 18) - إن كانت النفس بسيطة مطلقة لم تنقسم إلى مادة وصورة فلم تقبل الفساد (س، ن، 188، 7) - إنّ النفس ذات واحدة ولها قوى كثيرة (س، ن، 189، 20) - كون النفس مستعدّة لقبول المعقولات غير كونها مستعدّة لأن يحصل لها الكمال ولأن يستكمل جوهرها (ب، م، 11، 10) - إنّ واجب الوجود بريء عن المواد، براءة أشدّ من براءة النفس الإنسانية لأنّ النفس تتعلّق بالمادة تعلّق الفعل فيها (غ، م، 225، 23) - كل ما له تصوّر وإرادة، فإنّا نسمّيه نفسا، إذ ليس للجسم إرادة وتصوّر، بمجرّد كونه جسما، بل بطبيعة خاصّة، وصورة مخصوصة. والعبارة عنها: النفس (غ، م، 272، 18) - كل ما هو متغيّر بتغيّر الإرادات، والتصوّرات، يسمّى نفسا، لا عقلا (غ، م، 274، 14) - للنفس قوّتان بالقياس إلى جنبتين: القوة النظرية بالقياس إلى جنبة الملائكة، إذ بها تأخذ من الملائكة العلوم الحقيقية، وينبغي أن تكون هذه القوة دائمة القبول من جهة فوق. والقوة العملية لها بالنسبة إلى أسفل، وهي جهة البدن وتدبيره وإصلاح الأخلاق، وهذه القوة ينبغي أن تتسلّط على سائر القوى البدنية، وأن تكون سائر القوى متأدّبة بتأديبها مقهورة دونها، حتى لا تنفعل ولا تتأثّر هي عنها، بل تنفعل تلك القوى عنها لئلّا يحدث في النفس من الصفات البدنية هيئات انقيادية تسمّى رذائل، بل تكون هي الغالبة ليحصل للنفس بسببها هيئات تسمّى فضائل (غ، ت، 182، 1) - إنّ للنفس فعلين: فعل بالقياس إلى البدن، وهو السياسة له وتدبيره، وفعل بالقياس إلى مبادئه وإلى ذاته، وهو إدراك المعقولات. وهما متمانعان متعاندان، فمهما اشتغل بأحدهما انصرف عن الآخر وتعذّر عليه الجمع بين الأمرين (غ، ت، 192، 19) - قالوا (الفلاسفة): إنّ النفس تبقى بعد الموت بقاء سرمديّا: إمّا في لذة لا يحيط الوصف بها لعظمها، وإمّا في ألم لا يحيط الوصف به لعظمه، ثم قد يكون ذلك الألم مخلّدا وقد ينمحي على طول الزمان (غ، ت، 204، 9) - النفس أولى المنفعلات (غ، ع، 29، 5) - إذا أقبلت النفس في بداية الفطرة، فأوّل الأشياء تكون غير قابلة للمعاني المعقولات، غير قوية على إدراك المحسوسات، ولا فيها رسوم من العلوم الأوليات، مثل التفاوت بين الكلّيات والجزئيات، ومثل الأشياء المساويات لشيء واحد فهي أيضا متساويات، فإنّ هذه الأشياء تنالها النفس بأدنى تفكّر، وأقلّ رويّة (غ، ع، 44، 1) - إنّ النفس تقبل تعلّم المفطورات، فحينئذ تكون عقلا غريزيّا (غ، ع، 44، 9) - النفس إذا قبلت صور المعلومات يقال لها عقل، وإذا تمكّنت من العبارة عن معقولاتها تسمّى نطقا (غ، ع، 45، 7) - النفس جوهرة، والنطق صفة من صفاتها، فلأجل هذا المعنى لا يطلق اسم الناطق على الباري تعالى، لأنّ الناطق هو العاقل، ولا يقال للباري عاقل، لأنّ العقل جوهر، والعاقل من جوهريته، والباري تعالى ليس بجوهر، فإذن ليس بعقل (غ، ع، 45، 8) - العقل أشرف من النفس، والنطق صفة النفس، والنفس جوهرة، والعقل في الجوهرية أشرف من النفس (غ، ع، 45، 13) - النفس استكمال لجسم طبيعي آلي.
و الاستكمال منه أول ومنه أخير (ج، ن، 28، 4) - أمّا النفس فهي تحرّك إلى المواضع المتضادّة، وهي واحدة، ويتحرّك بها الجسم إلى المواضع المتضادّة (ج، ر، 148، 2) - النفس إذا قيلت على الكمال الأول كانت قوة منفعلة، وإذا قيلت على الكمال الأخير كانت قوة فاعلة (ج، ر، 148، 15) - النفس في عبارة الحكماء بحسب ما قيل اسم مشترك يقال على أصناف من القوى الفعّالة فيقال نفس نباتية ونفس حيوانية ونفس إنسانية ونفس سمائية (بغ، م 1، 302، 23) - ليست النفس بعرض في موضوع هو البدن أو محوي في البدن (بغ، م 1، 365، 12) - النفس لها أحوال إرادية تصدر عنها بالرويّة، وأحوال طبيعية لا تتوقّف على إرادة ولا رويّة وعلاقة النفس بالبدن من جملتها (بغ، م 1، 426، 5) - حدّ النفس على ما يعمّ الأرضيات أنّه كمال أول لجسم طبيعي آلي (سه، ل، 113، 20) - إنّ للنفس قوتين: إحداهما نظرية، بها تدرك الكليات، وهي وجه عقلي لها إلى القدس، و الثانية عملية، بها تدرك الأمور المتعلّقة بالبدن فيما يتعلّق بمصالحه ومفاسده، وتستعين بالنظرية، وبها التحريك، وهي وجه عقلي للنفس إلى البدن (سه، ل، 119، 9) - (للنفس) ثلاثة استعدادات وكمال. الأول الاستعداد الأبعد الذي للإنسان كما للأطفال، ويسمّى العقل الهيولاني، والثاني حالها عند ما تحصل لها بالمعقولات الأول، ولها تحصيل الثواني بالفكر أو بالحدس، ويسمّى العقل بالملكة، والثالث أن يكون ملكة تحصيل المعقولات المفروغ عنها متى شاءت دون حاجة إلى كسب جديد، ويسمّى العقل بالفعل، وإن كانت في نفسها قوة قريبة، الرابع أن تكون المعاني المعقولة فيها حاضرة بالفعل، ويسمّى العقل المستفاد (سه، ل، 119، 12) - إنّ النفس لا تقتضي الحركة لماهيّتها، وإلّا دام تحريك كل نفس (سه، ل، 120، 20) - إنّ حدّ النفس، على ما يعمّ النفوس الأنسية والفلكية، أنّه جوهر غير جرم، ولا منطبع فيه، من شأنه أن يتصرّف في الجرم، ولو شئنا التخصيص بالفلك قيّدناه بالفعل مطلقا، أو بالإنسان قيّدناه بالقوة (سه، ل، 121، 15) - إنّ النفس وحدانية، فلا يتصوّر أن يكون لها الوجود بالفعل وقوة العدم، بل إنّما يتصوّر ذلك لما له حامل كالأعراض (سه، ل، 144، 7) - الصور المتضادة الموجودة في النفس هي بنحو صورة واحدة ولذلك قبلت النفس الصور المتضادة (ش، ت، 845، 6) - إن النفس ليس هي التي فيها جميع الصور فقط أعني المعقول والمحسوس، بل وهي التي تركّز جميع الصور في المواد وتخلقها (ش، ت، 883، 4) - إن النفس هي جوهر موجود في الجسم الذي هو قابل للنفس وهو الذي يدلّ على مجموعهما باسم الحيوان (ش، ت، 907، 10) - إن النفس يظهر من أمرها أن الحدّ الذي يعطي ماهيّتها هو نفس وجودها، وإنه ليس يظهر في حدّها عنصر أصلا وهذه هي الأشياء التي لا يظهر في حدّها غيرها. وأما التي يظهر في حدّها العنصر فهي التي يظهر في حدودها غيرها. والحدّ بتقديم إنما يقال لتلك ولهذه بتأخير (ش، ت، 907، 13) - إن النفس جوهر وكمال جسديّ أي للجسد (ش، ت، 1055، 2) - النفس مع البدن هي شيء واحد (ش، ت، 1102، 2) - إذا كانت النفس إنما هي وجود الذي هو متنفّس بالقوة متنفسا بالفعل فليس لخروجها من القوة إلى الفعل علّة إلّا المحرّك أعني المخرج لها من القوة إلى الفعل (ش، ت، 1102، 5) - في النفس أيضا مبدأ حركات سوى الحركة عن العلم، وذلك المبدأ إنما يصنع أحد الضدين فقط. مثال ذلك إن القوة المبرئة النفسانية إنما تفعل البرء فقط مثل ما تفعل الحرارة حرارة والبرودة برودة (ش، ت، 1121، 11) - إن الصناعة والطبيعة إنما تقصد الفعل دون القوة ... فإنه إن لم يكن وجود الشيء من جهة ما هو بالفعل بل من جهة ما هو بالقوة فسيكون الجاهل والعالم شيئا واحدا مثل هرمس الذي هو في غاية المعرفة وبوسوس الذي هو في غاية الجهل، وسيكون العلم وجوده في النفس كوجود خارج النفس أي ليس تختص النفس من العلم بشيء ليس هو خارج النفس، وذلك أن النفس إنما تختص بوصفها بالعلم دون سائر الموجودات إذا كانت عالمة بالفعل وبخاصّة إذا كانت على كمالها الآخر و هو حين تستعمل علمها (ش، ت، 1193، 6) - النفس أشبه شيء بالضوء ينقسم بانقسام الأجسام المضيئة، ثم يتحد عند انتفاء الأجسام. وكذلك الأمر في النفس مع الأبدان (ش، ته، 41، 13) - لا أعلم (ابن رشد) أحدا من الحكماء قال إن النفس حادثة حدوثا حقيقيا ثم قال إنها باقية إلّا ما حكاه (الغزالي) عن ابن سينا، وإنما الجميع قالوا على أن حدوثها هو إضافي، وهو اتصالها بالإمكانات الجسمية القابلة لذلك الاتصال، كالإمكانات التي في المرايا لاتصال شعاع الشمس بها. وهذا الإمكان عندهم ليس هو من طبيعة إمكان الصور الحادثة الفاسدة، بل هو إمكان على نحو ما يزعمون أن البرهان أدّى إليه، وأن الحامل لهذا الإمكان طبيعة غير طبيعة الهيولى (ش، ته، 78، 22) - النفس هي ذات ليست بجسم، حيّة عالمة قادرة مريدة سميعة بصيرة متكلّمة (ش، ته، 132، 16) - النفس ... إنما تميّزت من الجمادات بأفعالها الخاصّة الصادرة عنها، والجمادات إنما تميّزت بعضها عن بعض بأفعال تخصّها (ش، ته، 151، 5) - قيل في حدّ النفس: إنها استكمال لجسم طبيعي آلي (ش، ته، 210، 15) - قوى النفس واحدة بالموضوع القريب لها التي هي الحرارة الغريزية كثيرة بالقوة كالحال في التفاحة، فإنها ذات قوى كثيرة باللون والطعم والرائحة، وهي مع ذلك واحدة. إلّا أن الفرق بينهما أن هذه أعراض في التفاحة وتلك جواهر في الحرارة الغريزية (ش، ن، 30، 13) - النفس صورة لجسم طبيعي آلي، وذلك أنه إذا كان كل جسم مركّب من مادة وصورة، وكان الذي بهذه الصفة في الحيوان هو النفس والبدن، وكان ظاهرا من أمر النفس أنها ليست بمادة للجسم الطبيعي، فبيّن أنها صورة (ش، ن، 34، 2) - النفس يظهر بالحسّ من أفعالها أن أجناسها خمسة: أولها في التقديم بالزمان وهو التقدم الهيولاني والنفس النباتية، ثم الحسّاسة، ثم المتخيّلة، ثم الناطقة، ثم النزوعية، وهي كاللاحق لهاتين القوتين، أعني المتخيّلة والحسّاسة (ش، ن، 34، 16) - إنّ النفس غير متحيّزة لأني قد أكون شاعرا بمسمّى أنا حال ما أكون غافلا عن الجسم.
فأنا وجب أن لا يكون جسما (ر، ل، 67، 5) - النفس لا معنى لها إلّا المشار إليه بقولي أنا (ر، ل، 67، 7) - إنّ النفس تدرك الجزئيات (ر، ل، 70، 9) - إذا ثبت استغناء النفس عن البدن في ذاتها وجب أن لا تموت عند موت البدن (ر، ل، 110، 4) - النفس جوهر قائم بالذات لا محل له (ر، ل، 110، 9) - (النفس) لها في الاتصال جهتا العلو والسفل، هي متّصلة بالبدن من أسفل منها ومكتسبة به المدارك الحسّية التي تستعدّ بها للحصول على التعقّل بالفعل، ومتّصلة من جهة الأعلى منها بأفق الملائكة ومكتسبة به المدارك العلمية والغيبية (خ، م، 77، 9) - النفس وهي الجوهر البخاريّ اللطيف الحامل لقوّة الحياة والحسّ والحركة الإراديّة وسمّاها الحكيم الروح الحيوانيّة، فهو جوهر مشرق للبدن فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه وأمّا في وقت النوم فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه (جر، ت، 262، 13) - النفس قد تقوى على أفعالها حين يضعف البدن فإنّ الإنسان في سنّ الانحطاط يقوى تعقّله ويزداد، مع أنّ الآلة البدنية في الانتقاص والانحطاط (ط، ت، 325، 2) - إنّ النفس لو كانت هي البدن، أو في البدن، لم يكن الشخص الموجود الآن، هو الذي كان قبل هذا لسنين. والتالي باطل، لأنّ كل أحد يعلم بالضرورة أنّه هو الذي تولّد، ولو منذ مائة سنة (ط، ت، 326، 1) - إنّ للنفس عوارض وأحوالا يمتنع ثبوت شيء منها للجسم، أو الجسماني. وما هو كذلك فليس بجسم ولا جسماني (ط، ت، 327، 8) - إنّ النفس تقوى على أفعال غير متناهية، والجسم والجسماني يمتنع عليهما ذلك (ط، ت، 332، 3) - لا نسلّم (الطوسي) أنّ النفس لها قوة فعل أصلا، فضلا عن الأفعال الغير المتناهية.
و إنّما فاعل الجميع هو اللّه تعالى (ط، ت، 332، 8) - إنّ النفس تدرك ذاتها وإدراكها وآلاتها. ويمتنع أن يدرك الجسم أو الجسماني ذاته وإدراكه وآلاته (ط، ت، 333، 6) - إنّ النفس قد لا تكلّ ولا تضعف بتكرّر الأفاعيل، بل قد تقوى عليها كما في توالي الأفكار، فإنّها به تصير أقدر على الفكر والجسم والقوى الجسمانية، يكلّها ويضعفها دائما تكرّر الأفاعيل (ط، ت، 333، 12) - إنّ النفس تدرك الأشياء الضعيفة بعد إدراك الأشياء القوية، والجسمانيات ليست كذلك.
فإنّ الباصرة بعد إبصارها جرم الشمس لا تدرك الأشياء الحقيرة. والذائقة، بعد إدراكها الحلاوة القوية لا تدرك الحلاوة الضعيفة (ط، ت، 334، 10) - إنّ النفس تنطبع فيها صور كثيرة، من غير مدافعة بعضها لبعض. والجسم والجسماني ليسا كذلك، فإنّ صورة الفرس المنقوشة على الجدار مثلا، ما لم تمح، لا يمكن إثبات صورة أخرى في محلّها (ط، ت، 334، 15) - إنّ النفس تنطبع فيها ماهيتا المتضادين معا، ولا شيء من الجسم والجسماني كذلك (ط، ت، 335، 2) - اسم النفس إنّما يطلق على ما هو مبدأ الآثار، لا من حيث ذاته، ولا من حيث هو مبدأ الآثار، ولا باعتبار آخر، غير أنّه محصّل جسم ومنوّعه، كما ظهر من تعريفها (ط، ت، 339، 14) - قد ثبت أنّ النفس مجرّدة، فلا تحتاج في ذاتها وجوهرها إلى مادة. وإنّما تعلّقها بالبدن لمجرّد أن يكون آلة لها في اكتساب كمالاتها. فلا يوجب فساده وفناؤه فسادها وفناءها، ثم هي معلولة للمبادئ العالية، الباقية أزلا وأبدا. فهي أيضا بجميع كمالاتها، باقية ببقائها وهو المطلوب (ط، ت، 344، 4) 













مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید