- النفس الإنسانية وإن كانت قائمة بذاتها فإنها لا تنتقل عن هذا البدن إلى غيره لأن كل نفس لها مخصّص ببدنها ومخصّص هذه النفس غير مخصّص تلك النفس فلتنبذ ما تخصّصت بذلك البدن ولا يعرفها (ف، ت، 10، 16) - النفس الإنسانية إنما عقل ذاتها لأنها مجرّدة والنفوس الحيوانية غير مجرّدة فلا يعقل ذاتها لأنّ عقلية الشيء هو تجريده عن المادة.
و النفس إنما تدرك بواسطة آلات الأشياء المحسوسة والمتخيّلة، وأما الكلّيات والعقليات فإنها تدرك بذاتها ونفسها (ف، ت، 12، 15) - إنّ النفوس الإنسانية لم يكن نشؤها ولا تتميمها ولا تكميلها إلّا بتوسّط هذا الجسد المملوء من آثار الحكمة (ص، ر 3، 73، 17) - إنّ النفس الإنسانية لا تعرف حقائق المحسوسات ولا تتصوّر معاني المعقولات ولا تقدر على عمل الصنائع ولا تتخلّق بالأخلاق والأعمال الحميدة إلّا بتوسّط هذا الجسد طول حياته إلى آخر العمر (ص، ر 3، 73، 20) - إنّ للنفس الإنسانية قوى كثيرة لا يحصي عددها إلّا اللّه جلّ ثناؤه، وإنّ لها بكل قوة في عضو من أعضاء الجسد فعلا خلاف عضو آخر (ص، ر 3، 236، 16) - لا سبيل لشيء من هذه القوى (المدركة) أن يتصوّر ماهية شيء مجرّدة عن علائق المادّة وزوائدها إلّا للنفس الإنسانية، فإنّها التي تتصوّر كل شيء بحدّه كما هو منقوصة عنه العلائق الماديّة، وهو المعنى الذي من شأنه أن يوقع على كثيرين كالإنسان من حيث هو إنسان فقط (س، ع، 42، 11) - القوى النفسانية تنقسم بالقسمة الأولى أقساما جنسية ثلاثة: أحدها النفس النباتية، وهي الكمال الأول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولّد وينمى ويغتذي، والغذاء جسم من شأنه أن يتشبّه بطبيعة الجسم الذي قيل إنّه غذاؤه فيزيد فيه مقدار ما يتحلّل أو أكثر أو أقل.
و الثاني النفس الحيوانية، وهي الكمال الأول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرّك بالإرادة. والثالث النفس الإنسانية، وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما ينسب إليه أنه يفعل الأفاعيل الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي، ومن جهة ما يدرك الأمور الكلّية (س، شن، 32، 9) - إنّ النفس الإنسانية قد تكون عاقلة بالقوة، ثم تصير عاقلة بالفعل، وكل ما خرج من القوة إلى الفعل فإنّما يخرج بسبب بالفعل يخرجه. فههنا سبب هو الذي يخرج نفوسنا في المعقولات من القوة إلى الفعل، وإذ هو السبب في إعطاء الصور العقلية، فليس إلّا عقلا بالفعل عنده مبادئ الصور العقلية مجرّدة، ونسبته إلى نفوسنا كنسبة الشمس إلى أبصارنا ... فإنّ القوة العقلية إذا اطّلعت على الجزئيات التي في الخيال وأشرق عليها نور العقل الفعّال فينا الذي ذكرناه، استحالت مجرّدة عن المادة وعلائقها، وانطبعت في النفس الناطقة (س، شن، 208، 3) - إنّ النفس الإنسانية، التي لها أن تعقل، جوهر له قوى وكمالات. فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلى تدبير البدن، وهي القوة التي تختص باسم العقل العملي، وهي التي تستنبط الواجب- فيما يجب أن يفعل من الأمور الإنسانية الجزئية، لتتوصّل به إلى أغراض اختيارية،- من مقدّمات أوّلية، وذائعة، وتجريبية. وباستعانة بالعقل النظري، في الرأي الكلّي، إلى أن ينتقل به إلى الجزئي (س، أ 1، 363، 4) - لا سبيل لشيء من هذه القوى (النفسية الباطنة) إلى أن تتصوّر ماهيّة شيء مجرّدة عن علائق المادة وزوائدها إلّا النفس الإنسانية فإنّها التي تتصوّر كل شيء بحدّه كما تصدر عنه العلائق المادية (س، ر، 33، 8) - إنّ النفس الإنسانية لا تخلو عن ثلاثة أقسام:
لأنّها إما أن تكون كاملة في العلم والعمل، وإما أن تكون ناقصة فيهما، وإما أن تكون كاملة في أحدهما ناقصة في الآخر (س، ف، 187، 3) - النفس كجنس واحد ينقسم بضرب من القسمة إلى ثلاثة أقسام: أحدها النباتية وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولّد ويربو ويتغذى ... والثاني النفس الحيوانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرّك بالإرادة. والثالث النفس الإنسانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي. ومن جهة ما يدرك الأمور الكلية (س، ن، 158، 14) - للنفس الإنساني قوّتان: إحداهما: عالمة.
و الأخرى: عاملة. والقوة العالمة تنقسم: إلى القوة النظرية، كالعلم بأنّ اللّه تعالى واحد، والعالم حادث. وإلى القوة العملية: وهي التي تفيد علما يتعلّق بأعمالنا، مثل العلم بأنّ الظلم قبيح لا ينبغي أن يفعل (غ، م، 359، 8) - للنفس الإنساني وجهان: وجه إلى الجنبة العالية، وهي الملأ الأعلى، إذ منها يستفيد العلوم، وإنّما القوة النظرية للنفس الإنساني، باعتبار هذه الجهة، وحقة أن يكون دائم القبول. ووجه إلى الجنبة السافلة، وهي جهة تدبير بدنه. وإنّما يكون له القوة العملية باعتبار هذه الجهة، ولأجل البدن (غ، م، 360، 1) - إنّ النفس الإنسانية تكون عالمة بالمعقولات المجرّدة، والمعاني الكلّية في الصبي بالقوة، ثم تصير عالمة بالفعل (غ، م، 371، 21) - نفسنا ليست علّة لوجود جسمنا، ولا نفس الفلك بمجرّدها علّة لوجود جسمه عندكم، بل هما موجودان بعلّة سواهما، فإذا جاز وجودهما قديما جاز الّا تكون لهما علّة (غ، ت، 131، 5) - النفس الإنسانية جوهرة حيّة عالمة، فعّالة، درّاكة، علّامة. وأنّ هذه الجوهرة في بداية الفطرة، وأوّل الإقبال على المضغة، جوهرة ساذجة غير منقوشة، بل هي قابلة للصور، مستعدّة لتحصيل العلوم (غ، ع، 42، 7) - إنّ النفس الكلّية إذا أقبلت على الجسم يسمّى إقبالها نفسا إنسانيّا (غ، ع، 47، 2) - إنّ النفس الإنسانية التي هي جوهر غير جسماني ليست بكائنة ولا فاسدة لقوامها في وجودها بذاتها لا بالموضوع والمحل الذي تنسب إليه (بغ، م 1، 372، 20) - يقولون (الفلاسفة) إنّ النفس الإنسانية مجموع قوتين أولها قوتان قوة علمية وقوة عملية، فالذي أرادته العرب بالعقل بالقوة العملية أولى، والذي أراده يونان بالعلمية أولى (بغ، م 2، 149، 21) - إنّ النفس الإنسانية قابلة للتصوّرات وفاعلها دائم الفيض (ر، م، 13، 5) - إنّ النفس الإنسانية قابلة لإدراك حقائق الأشياء، فلا يخلو إما أن تكون خالية عن كل الإدراكات أو لا تكون خالية. فإن كانت خالية مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهي كالهيولى التي ليس لها إلّا لطبيعة الاستعداد فتسمّى في تلك الحالة عقلا هيولانيّا، وإن لم تكن خالية فلا يخلو: إمّا أن يكون الحاصل فيها من العلوم الأوليّات فقط. أو يكون قد حصلت النظريات مع ذلك. فإن لم تحصل فيها إلّا الأوليّات التي هي الآلة في اكتساب النظريات فتسمّى في تلك الحالة عقلا بالملكة أي لها قدرة الاكتساب وملكة الاستنتاج. ثم أنّ النفس في هذه المرتبة إن تميّزت عن سائر النفوس بكثرة الأوليات وسرعة الانتقال منها إلى النتائج سمّيت قوة قدسية وإلّا فلا. وأمّا إن كان قد حصل لها مع تلك الأوليّات تلك النظريات أيضا فلا يخلو:
إمّا أن تكون تلك النظريات غير حاصلة بالفعل ولكنها بحال متى شاء صاحبها واستحضرها بمجرّد تذكّر وتوجّه الذهن إليها، أن تكون تلك النظريات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقيقة حتى كأنّ صاحبها ينظر إليها. فالنفس في الحالة الأولى تسمّى عقلا بالفعل وفي الحالة الثانية تسمّى عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانية أربع (ر، م، 366، 20) - النفس الإنسانية لها قوّتان: عاملة وهي القوة التي باعتبارها يدبّر البدن، وعاقلة ولها مراتب.
فأوّلها كونها مستعدّة لقبول الصور العقلية وهذه المرتبة مسمّاة بالعقل الهيولاني. وثانيها أن تحصل فيها التصوّرات والتصديقات البديهية وهي العقل بالملكة وهذه المرتبة مختلفة بحسب كمّية تلك البديهيات وبحسب كيفية قوة النفس على الانتقال منها إلى المطالب.
و ثالثها أن يحصل الانتقال من تلك المبادئ إلى المطالب الفكرية البرهانية إلّا أنّ تلك الصور لا تكون حاضرة بالفعل بل تكون بحيث إذا شاء الإنسان أن يستحضرها فعل ذلك وهذه المرتبة هي العقل بالفعل. ورابعها أن تكون تلك الصورة العقلية حاضرة بالفعل ينظر إليها صاحبها وهي المسمّاة بالعقل المستفاد (ر، ل، 72، 4) - النفس الإنسانية محيطة بالطبيعة وحاكمة عليها بالذات (خ، م، 400، 25) - النفس الإنسانيّ هو كمال أوّل لجسم طبيعيّ آليّ من جهة ما يدرك الأمور الكلّيّات ويفعل الأفعال الفكريّة (جر، ت، 263، 17)
- نفس بسيطة
- النفس الكلّية كالواحد، والبسيطة كالآحاد والجنسية كالعشرات، والنوعية كالمئات، والأنفس الجزئية الشخصية كالألوف- وهي التي تختصّ بتدبير جزئيات الأجسام والأنفس النوعية مؤيّدة لها. والجنسية مؤيّدة للنوعية والنفوس البسيطة مؤيّدة للجنسية (ص، ر 3، 215، 7)
- نفس جزئية
- كل نفس جزئية تكون أكثر معلومات وأحكم مصنوعات، فهي أقرب إلى النفس الكلية لقرب نسبتها إليها وشدّة شبهها بها (ص، ر 1، 317، 10) - إنّ النفس الكلية رتبتها فوق الفلك المحيط، وقواها سارية في جميع أجزاء الفلك وأشخاصه بالتدبير والصنائع والحكم، وفي كل ما يحوي الفلك من سائر الأجسام، وإنّ لها في كل شخص من أشخاص الفلك قوة مختصّة به مدبّرة له مظهرة منه أفعالها. وإنّ تلك القوة تسمّى نفسا جزئية لذلك الشخص. مثال ذلك القوة المختصّة بجرم زحل المدبّرة له المظهرة منه وبه وأفعالها يسمّى نفس زحل (ص، ر 3، 192، 12)
نفس جنسية
- النفس الكلّية كالواحد، والبسيطة كالآحاد والجنسية كالعشرات، والنوعية كالمئات، والأنفس الجزئية الشخصية كالألوف- وهي التي تختصّ بتدبير جزئيات الأجسام والأنفس النوعية مؤيّدة لها. والجنسية مؤيّدة للنوعية والنفوس البسيطة مؤيّدة للجنسية (ص، ر 3، 215، 7)
نفس حسّاسة
- إن (النفس) الحساسة خمس قوى: قوة البصر، وقوة السمع، وقوة الشم، وقوة الذوق، وقوة اللمس (ش، ن، 34، 20) - النفس الحساسة أقدم (قواها) وجودا بالزمان هي قوة اللمس، ولذلك قد توجد هذه القوة معرّاة عن سائر الحواس ... ثم من بعد هذه القوة قوة الذوق فإنها أيضا لمس ما، وأيضا فإنها القوة التي بها يختار الحيوان الملائم من الغذاء من غير الملائم. ثم قوة الشم أيضا إذ كانت هذه القوة أكثر ما يستعملها الحيوان في الاستدلال على الغذاء كالحال في النمل والنحل، وبالجملة فهذه الثلاث القوى هي القوى الضرورية أكثر ذلك في وجود الحيوان.
و أما قوة السمع والإبصار فموجودة في الحيوان من أجل الأفضل لا من أجل الضرورة، ولذلك كان الحيوان المعروف بالخلد لا بصر له (ش، ن، 47، 2)
نفس حيوانية
- تكون الحركات متساوية- عن غير إرادة- وتسمّى (نفسا نباتية). أو حركة مع إرادة، أو على لون واحد، أو ألوان كثيرة كيف ما كانت، وتسمّى (النفس الحيوانية) و (النفس الفلكية).
و الحركة تتصل بها أشياء تسمّى (زمانا) ومقطع الزمان يسمى (آنا) (ف، ع، 10، 10) - أما القوى الطبيعية والأخلاق الغريزية التي تشبه القبائل والشعوب فهي ثلاثة أجناس: فمنها قوى النفس النباتية ونزعاتها وشهواتها فضائلها ورذائلها ومسكنها الكبد وأفعالها تجري مجرى الأوراد إلى سائر أطراف الجسد. ومنها قوى النفس الحيوانية وحركاتها وأخلاقها وحواسها وفضائلها ورذائلها ومسكنها القلب وأفعالها تجري مجرى العروق الضوارب إلى سائر أطراف الجسد. ومنها قوى النفس الناطقة وتمييزاتها ومعارفها وفضائلها ورذائلها ومسكنها الدماغ وأفعالها تجري مجرى الأعصاب إلى سائر أطراف الجسد (ص، ر 2، 325، 13) - النفس الحيوانية لا يليق بها محبة العلوم والمعارف واكتساب الفضائل (ص، ر 3، 269، 16) - من أتمّ حالات النفس الحيوانية أن تكون موجودة أبدا رئيسة على غيرها قاهرة لمن سواها منتقمة ممّن يؤذيها من غير عائق ولا تنغيص (ص، ر 3، 270، 18) - القوى النفسانية تنقسم بالقسمة الأولى أقساما ثلاثة: أحدها النفس النباتية، وهي الكمال الأول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولّد وينمى ويغتذي، والغذاء جسم من شأنه أن يتشبّه بطبيعة الجسم الذي قيل إنّه غذاؤه فيزيد فيه مقدار ما يتحلّل أو أكثر أو أقل. والثاني النفس الحيوانية، وهي الكمال الأول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرّك بالإرادة. والثالث النفس الإنسانية، وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما ينسب إليه أنه يفعل الأفاعيل الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي، ومن جهة ما يدرك الأمور الكلّية (س، شن، 32، 7) - للنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوتان:
محرّكة، ومدركة (س، شن، 33، 9) - القوة الفاعلة بالقصد والاختيار المختلف الموجب لاختلاف ما يقع عليها من الفعل مخصوصة باسم النفس الحيوانية (س، ف، 49، 4) - قوى تفعل في الأجسام أفعالها من تحريك أو تسكين وحفظ نوع وغيرها من الكمالات بتوسّط آلات ووجوه مختلفة. فبعضها يفعل ذلك دائما من اختيار ولا معرفة فيكون نفسا نباتية. ولبعضها القدرة على الفعل وتركه وإدراك الملائم والمنافي فيكون نفسا حيوانية. ولبعضها الإحاطة بحقائق الموجودات على سبيل الفكرة والبحث فيكون نفسا إنسانية (س، ن، 100، 18) - النفس كجنس واحد ينقسم بضرب من القسمة إلى ثلاثة أقسام: أحدها النباتية وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولّد ويربو ويتغذى ... والثاني النفس الحيوانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرّك بالإرادة. والثالث النفس الإنسانية وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يفعل الأفعال الكائنة بالاختيار الفكري والاستنباط بالرأي. ومن جهة ما يدرك الأمور الكلية (س، ن، 158، 12) - للنفس الحيوانية بالقسمة الأولى قوّتان محرّكة ومدركة (س، ن، 158، 23) - النفس الحيواني: فإن اتّفق مزاج أقرب إلى الاعتدال، وأحسن ممّا قبله، استعدّ لقبول النفس الحيواني، وهو أكمل من النباتي، إذ فيه قوى النباتي، وزيادة قوّتين: إحداهما:
المدركة. والأخرى: المحرّكة (غ، م، 347، 13) - إنّ من القوى السارية في الأجسام الفعّالة فيها ما يفعل أفعالها ويحرّك على نهج واحد إلى جهة واحدة من غير شعور ولا معرفة وهي الطبيعة. ومنها ما يحرّك إلى جهات مختلفة من غير رويّة ولا معرفة ولا شعور أيضا وهي النفس النباتية. ومنها ما يحرّك إلى جهات مختلفة وعلى أنحاء متفنّنة مع شعور ومعرفة ورويّة وهي النفس الحيوانية، ولبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات على سبيل الفكرة والبحث وهي النفس الناطقة الإنسانية. ومنها ما يفعل ويحرّك على سنن واحد بإرادة متّجهة على سنّة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة ورويّة وتسمّى نفسا سمائية (بغ، م 1، 302، 8) - النفس الحيوانيّ هو كما أوّل لجسم طبيعيّ آليّ من جهة ما يدرك الجزئيّات ويتحرّك بالإرادة (جر، ت، 263، 15)
نفس رحماني
- النفس الرحمانيّ عبارة عن الوجود العامّ المنبسط على الأعيان عينا وعن الهيولى الحاملة بصور الموجودات. والأوّل مرتّب على الثاني سمّي به تشبيها بنفس الإنسان المختلف بصور الحروف مع كونه هواء ساذجا في نفسه وعبّر عنه بالطبيعة. عند الحكماء سمّيت الأعيان كلمات تشبيها بالكلمات اللفظيّة الواقعة على النفس الإنسانيّ بحسب المخارج. وأيضا كما تدلّ الكلمات على المعاني العقليّة كذلك تدلّ أعيان الموجودات على موجدها وأسمائه وصفاته وجميع كمالاته الثابتة له بحسب ذاته ومراتبه. وأيضا كلّ منها موجود بكلمة كن فأطلق الكلمة عليها إطلاق اسم السبب على المسبّب (جر، ت، 264، 11)
نفس سمائية
- أما نفس السماء، فهي: إما صاحب إرادة جزئية. أو صاحب إرادة كلّية متعلّق بها، لينال ضربا من الاستكمال، إن كان، وفيه سرّ (س، أ 2، 137، 3) - إنّ من القوى السارية في الأجسام الفعّالة فيها ما يفعل أفعالها ويحرّك على نهج واحد إلى جهة واحدة من غير شعور ولا معرفة وهي الطبيعة. ومنها ما يحرّك إلى جهات مختلفة من غير رويّة ولا معرفة ولا شعور أيضا وهي النفس النباتية. ومنها ما يحرّك إلى جهات مختلفة وعلى أنحاء متفنّنة مع شعور ومعرفة ورويّة وهي النفس الحيوانية، ولبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات على سبيل الفكرة والبحث وهي النفس الناطقة الإنسانية. ومنها ما يفعل ويحرّك على سنن واحد بإرادة متّجهة على سنّة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة ورويّة وتسمّى نفسا سمائية (بغ، م 1، 302، 10)
نفس شهوانية
- إنّ النفس الشهوانية لا يليق بها محبة الرئاسة والقهر والغلبة (ص، ر 3، 269، 15) - أتمّ حالات النفس الشهوانية بأن تكون موجودة أبدا تتناول شهواتها وتتمتّع بلذّاتها التي هي مادة وجود أشخاصها من غير عائق ولا تنغيص (ص، ر 3، 270، 15)
نفس عاقلة
- أمّا النفس العاقلة الإنسانية، المسمّاة عندهم (الفلاسفة) بالناطقة، والمراد بالناطقة العاقلة لأنّ النطق أخصّ ثمرات العقل في الظاهر، فنسبت إليه. فلها قوّتان: قوة عالمة وقوة عاملة، وقد تسمّى كل واحدة عقلا ولكن باشتراك الاسم. فالعاملة: قوة هي مبدأ محرّك لبدن الإنسان، إلى الصناعات المرتّبة الإنسانية المستنبط ترتيبها بالرويّة الخاصة بالإنسان.
و أمّا العالمة: فهي التي تسمّى النظرية، وهي قوة من شأنها أن تدرك حقائق المعقولات المجرّدة عن المادة والمكان والجهة، وهي القضايا الكلّية. التي يسمّيها المتكلّمون" أحوالا" مرة، و" وجوها" أخرى، ويسمّيها الفلاسفة" الكلّيات المجرّدة" (غ، ت، 181، 16) - إنّ النفس العاقلة تقوى على تعقّل ما تشاء من الصور العددية والتراكيب غير المتناهية في ذواتها، ومهما ازدادت من ذلك زادت قوّتها، فقوّتها غير متناهية والقوة الغير المتناهية لا تنتصف (بغ، م 1، 358، 12)
نفس العالم
- إنّ نفس العالم نفس واحدة كما أنّ جسمه جسم واحد بجميع أفلاكه وكواكبه وأركانه ومولداته (ص، ر 1، 224، 6)
نفس عاملة
- العاملة (النفس) قوة هي مبدأ تحرك لبدن الإنسان إلى الأفاعيل الجزئية الخاصة بالرويّة على مقتضى آراء تخصّها إصلاحية، ولها اعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية النزوعية واعتبار بالقياس إلى القوة الحيوانية المتخيّلة والمتوهّمة واعتبار بالقياس إلى نفسها (س، ن، 163، 21)
نفس غاذية
- النفس الغاذية ... هي ضرورة قوة فاعلة (ش، ن، 37، 14) - مما قيل أيضا في النفس الغاذية أن آلة هذه القوة هي الحرارة الغريزية (ش، ن، 39، 22)
نفس غضبية
- إنّ النفوس المتجسّدة لما كانت ثلاثة أنواع كما قالت الحكماء والفلاسفة صارت معشوقاتها أيضا ثلاثة أنواع: فمنها النفس النباتية الشهوانية وعشقها يكون نحو المأكولات والمشروبات والمناكح، ومنها النفس الغضبية الحيوانية وعشقها يكون نحو القهر والغلبة وحب الرئاسة، ومنها النفس الناطقة وعشقها يكون نحو المعارف واكتساب الفضائل (ص، ر 3، 263، 7)
نفس فلكية
- قوى تفعل ... بآلات- ولا بأنحاء متفرّقة بل بإرادة متّجهة إلى سنّة واحدة لا تتعدّاها وتسمّى نفسا فلكية (س، ن، 100، 22) - نفسنا ليست علّة لوجود جسمنا، ولا نفس الفلك بمجرّدها علّة لوجود جسمه عندكم، بل هما موجودان بعلّة سواهما، فإذا جاز وجودهما قديما جاز الّا تكون لهما علّة (غ، ت، 131، 5) - القوة التي يصدر عنها فعل واحد على سنة واحدة مع الشعور بذلك الفعل وذلك هو النفس الفلكية (ر، م، 381، 14) - النفس الفلكية، وإن كانت كمالا أولا لجسم طبيعي آلي، إلّا أنّ ما يصدر عنها من أفاعيل الحياة، أعني الإدراك والحركة الإرادية، حاصل لها بالفعل دائما. بخلاف النفوس الأرضية، فإنّها ليست دائما في التغذية والتنمية والتوليد، ولا في الحركة والإدراك بالفعل (ط، ت، 314، 16) - أمّا النفس الفلكية فهي كمال أول لجسم طبيعي ذي إدراك وحركة دائمين (ط، ت، 315، 5)
نفس قدسية
- إنّ الإنسان مختصّ من بين سائر الحيوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّى تارة نفسا ناطقة، وتارة نفسا مطمئنّة، وتارة نفسا قدسية، وتارة روحا روحانية، وتارة روحا أمريّا، وتارة كلمة طيّبة، وتارة كلمة جامعة فاصلة، وتارة سرّا إلهيّا، وتارة نورا مدبّرا، وتارة قلبا حقيقيّا، وتارة لبّا، وتارة نهى، وتارة حجى (س، ف، 195، 9) - النفس القدسيّة هي التي لها ملكة استحضار جميع ما يمكن للنوع أو قريبا من ذلك على وجه يقينيّ وهذا نهاية الحدس (جر، ت، 264، 6) - النفس القدسيّة هي ملكة انتقاليّة من الضروريّات إلى النظريّات وفقه أو قريبا من الدفع به (جر، ت، 264، 9)
نفس الكل
- نفس الكل على قياس عقل الكل جملة الجواهر الغير الجسمانية التي هي كمالات مدبّرة للأجسام السماوية المحرّكة لها على سبيل الاختيار العقلي (س، ح، 15، 8)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)