- إنّه ليس كل هيولى لكل صورة ولكن كل هيولى وكل صورة على غير تساو، فمنها ما يحتاج إلى واسطة ومنها ما لا يحتاج إلى واسطة (جا، ر، 542، 8) - الهيولى- قوة موضوعة لحمل الصور، منفعلة (ك، ر، 166، 1) - من نظر في أقاويله (أرسطو) في الربوبية في الكتاب المعروف" بأثولوجيا" لم يشبه عليه أمره في إثباته الصانع المبدع لهذا العالم. فإنّ الأمر في تلك الأقاويل أظهر من أن يخفى.
و هناك تبيّن أن الهيولى أبدعها الباري، جلّ ثناؤه، لا عن شي ء، وأنها تجسّمت عن الباري، سبحانه، وعن إرادته، ثم ترتّبت. وقد بيّن في" السماع الطبيعي" أن الكلّ لا يمكن حدوثه بالبخت والاتفاق، وكذلك في العالم جملته. يقول في كتاب" السماء والعالم":
و يستدلّ على ذلك بالنظام البديع الذي يوجد لأجزاء العالم بعضها مع بعض" (ف، ج، 101، 15) - إن الهيولى من حيث هي هيولى شيء ومن حيث هي مستعدة شي ء، فالاستعداد صورتها- وليس كذلك فإن الاستعداد هو نفس الهيولى وهذا التحديد وهو أنه أمر مستعد لأكثرها (ف، ت، 8، 9) - الفرق بين الهيولى والمعدوم أن الهيولى معدوم بالعرض موجود بالذات، والمعدوم معدوم بالذات موجود بالعرض إذ يكون وجوده في العقل على الوجه الذي يقال أنه متصوّر في العقل (ف، ت، 16، 12) - إذا غلبت الصورة على الهيولى بطلت حكمة الهيولى (تو، م، 250، 9) - لا تبلى الهيولى ولا تبيد، لكنها أبدا في الإحالة والاستحالة والتأثير والقبول، والمتقوّم بهما هو المكفي بينهما (تو، م، 250، 14) - الهيولى عاشقة للصورة مع المنافاة بينهما، لأنّها بها تكمل، والصورة قابلة للهيولى، لأنّها بها تسحن، إلّا أن يكون المقوّم منها وافر النصيب من الأول (تو، م، 251، 1) - لا وجود لشيء إلّا بصورته وهيولاه، فأمّا الهيولى بذاتها فغير موجودة، وكذلك الصورة، فكل ما يقوم قائما يتقوّم بهما ثم يصير ذلك المتقوّم صورة أخرى محفوظة الظاهر والباطن إلى الأوّلين اللذين هما الهيولى والصورة (تو، م، 268، 14) - المنفعل الذي بالقوة دائما هو الهيولى المستحيل المتبدّل الأحوال بالصورة التي يعطيها الوجود بالفعل، والموجود بالفعل دائما من غير أن يشوبه شيء من القوة هو الذات الأبدية الوجود الذي هو سبب كل موجود بالقوة (تو، م، 286، 3) - يقال: ما الهيولى؟ الجواب هي قوة موضوعة لحمل الصور منفعلة (تو، م، 317، 3) - إنّما يسمّى الجسم هيولى للصورة التي يقبلها وهي الأشكال والنقوش والأصباغ وما شاكلها، ويسمّى موضوعا للصانع الذي يعمل منه وفيه صنعته من الأشكال والنقوش، وإذا قبل ذلك سمّي مصنوعا، وإذا استعمله الصانع في صنعته أو في صنعة أخرى يسمّى أداة (ص، ر 1، 212، 6) - سمّوا (الفلاسفة) الأشياء المتقدّمة في الوجود الهيولى، وسمّوا الأشياء المتأخّرة في الوجود الصورة (ص، ر 1، 322، 17) - إنّ معنى قول الحكماء" الهيولى" إنّما يعنون به كل جوهر قابل للصورة، وقولهم" الصورة" يعنون به كل شكل ونقش يقبله الجوهر (ص، ر 2، 4، 1) - إنّ الهيولى على أربعة أنواع منها: هيولى الصناعة، وهيولى الطبيعة، وهيولى الكل، والهيولى الأولى (ص، ر 2، 4، 11) - كان الهيولى والصورة أيضا جوهرين بسيطين روحانيين معقولين مخترعين مبدعين كما شاء باريها جلّ جلاله للفعل والانفعال، قابلين بلا كيف ولا زمان ولا مكان بل بقوله كن فكان (ص، ر 3، 5، 7) - إنّ الهيولى إذا قبلت آثار النفس قبولا تامّا ظهرت أفعال النفس في الغرض والمراد مضيئة بهيئتها، وإن عجزت عن القبول كانت دون ذلك (ص، ر 3، 132، 12) - إنّ الجسم أحد الموجودات المحسوسة وهو جوهر مركّب من جوهرين بسيطين معقولين، أحدهما يقال له الهيولى والآخر يقال له الصورة، فالهيولى هو جوهر قابل للصورة والصورة هي التي بها الشيء ما هو (ص، ر 3، 186، 7) - ليس كل هيولى تقبل كل صورة لأنّ الخشب لا يقبل صورة القميص ولا الشقة تقبل صورة الكرسي (ص، ر 3، 186، 13) - بقاء النفس علّة لوجود الهيولى، وتمامية النفس علّة لبقاء الهيولى. فمتى كملت النفس تمّت الهيولى، وهذا هو الغرض الأقصى في رباط النفس بالهيولى (ص، ر 3، 187، 21) - لما كانت الهيولى ناقصة الرتبة عن تمام فضائل النفس وغير راغبة في فيضها، احتاجت النفس إلى أن تقبل عليها إقبالا شديدا وتعنى بإصلاحها عناية تامة فتتعب ويلحقها العناء والشقاء في ذلك (ص، ر 3، 188، 9) - الهيولى أنقص رتبة من العقل والنفس لبعدها من الباري جلّ وعزّ (ص، ر 3، 198، 18) - إنّ الهيولى هي جوهرة بسيطة روحانية معقولة غير علّامة ولا فعّالة بل قابلة آثار النفس بالزمان منفعلة لها (ص، ر 3، 198، 20) - إنّ الهيولى أربعة أنواع: هيولى الصناعة، وهيولى الطبيعة، وهيولى الكل، والهيولى الأولى لتكون هذه الأربعة الأركان دالّة على مرتبتها في الموجودات. ثم الطبيعة ترتّبت بعد الهيولى كما أنّ الخمسة ترتّبت بعد الأربعة (ص، ر 3، 203، 19) - إذا قلنا الهيولى فإنّما نعني به الجوهر الذي له طول أو عرض وعمق فهو بها جسم مطلق (ص، ر 3، 212، 7) - إذا قيل لك ما الهيولى؟ فيقال جوهر بسيط قابل للصورة (ص، ر 3، 360، 6) - إنّ الهيولى وحقيقتها هو جوهر ساذج لا كيفية له ولا النقش ولا الصورة ولا الأشكال ولا الأصباغ ولا الأعراض، بل هو متهيّئ لقبولها ولا يقبلها إلا بقصد قاصد وجعل جاعل. مثال ذلك الخشب فإنّه متهيّئ لقبول صورة الألواح والسرير والكرسي والباب وغيرها ولكن بقصد من النجار وعناية منه (ص، ر 3، 429، 3) - إنّ الهيولى إنّما هي جوهر بسيط روحاني معرّى من جميع الكيفيات قابل لها على النظام والترتيب الأول فالأول (ص، ر 4، 8، 16) - المادة قد يقال اسما مرادفا للهيولى. ويقال مادة لكل موضوع يقبل الكمال باجتماعه إلى غيره ووروده عليه يسيرا يسيرا مثل المني والدم لصورة الحيوان فربما كان ما يجامعه من نوعه وربما لم يكن من نوعه (س، ح، 18، 7)
- نحن (ابن سينا) نسمّي إمكان الوجود قوة الوجود، ونسمّي حامل قوة الوجود الذي فيه قوة وجود الشيء موضوعا وهيولى ومادة وغير ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 17) - إنّ الهيولى لا تتجرّد عن الصورة الجسمية (س، أ 1، 183، 3) - إنّ الهيولى مفتقرة في أن تقوم بالفعل، إلى مقارنة الصورة. فإما أن تكون الصورة هي العلّة المطلقة الأولية لقيام الهيولى بها مطلقا، أو تكون الصورة آلة، أو واسطة، لمقيم آخر يقيم الهيولى بها مطلقا (س، أ 1، 190، 3) - الهيولى والصورة لا تكونان في درجة التعلّق والمعية على السواء. وللصورة في الكائنة الفاسدة تقدّم ما. فيجب أن يطلب كيف هو (س، أ 1، 211، 1) - إنّ كل جسم طبيعي فهو متقوّم الذات من جزءين أحدهما يقوم مقام الخشب من السرير ويقال له هيولى، ومادة والآخر يقوم مقام صورة السرير من السرير ويسمّى صورة (س، ر، 4، 6) - الهيولى بنفسها لا تقدير لها ولا كم، وإذا كانت كذلك لم يفترض لها مقدار معيّن تكتسبه دون ما هو أصغر منه أو أكبر منه بل يتبع ذلك حال القوة التي ينالها أولا ويتوسّطها بتكمّم (س، ر، 44، 2) - إنّ كل واحد من الأجسام الطبيعية مركّب من هيولى، أعني المادة، ومن صورة. أما الهيولى فمن خاصيّتها أنّ بها ينفعل الجسم الطبيعي بالذات، إذ السيف لا يقطع بحديده بل بحدّته، التي هي صورته، وإنّما ينثلم بحديده لا بحدّته ... وأما الصورة فخاصيّتها أنّ بها تؤدّي الأجسام أفاعيلها، إذ السيف ليس يقطع بحديده بل بحدّته، وأنّ الأجسام إنّما تتغاير بجنسها، أعني الصورة (س، ف، 152، 18) - قسط الصورة في الوجود أوفر من قسط المادة لأنّها علّتها المعطية لها الوجود ويليها الهيولى ووجودها بالصورة (س، ن، 101، 12) - مجرّد الهيولى جوهر، ومجرّد الصورة جوهر.
و مجموعهما- وهو الجسم- جوهر (غ، م، 143، 9) - القابل لا يخلو: إمّا أن يكون عين الاتصال أو غيره. فإن كان عين الاتصال فهو محال، لأنّ القابل هو الذي يبقى مع المقبول إذ لا يقال المعدوم قبل الوجود فالاتصال لا يقبل الانفصال، فلا بدّ من أمر آخر هو القابل للاتصال والانفصال جميعا وذلك القابل يسمّى (هيولى) بالاصطلاح. والاتصال المقبول يسمّى (صورة) (غ، م، 155، 7) - الهيولى ليس لها وجود بالفعل بنفسها دون الصورة، البتّة، بل يكون أبدا وجودها مع الصورة. وكذلك الصورة لا تقوم بنفسها دون الهيولى (غ، م، 158، 2) - إنّ الهيولى إذا فرضت مجرّدة عن الصورة، فلا تخلو: إمّا أن تنقسم، أو لا تنقسم. فإن كانت تنقسم فإذن فيها الصورة الجسمية. وإن كانت لا تنقسم فلا تخلو: إمّا أن تكون قبولها عن قبول القسمة، طبعا لها ذاتيّا، أو عارضا غريبا ينافيه (غ، م، 160، 18) - إنّ الهيولى لا توجد دون الصورة (غ، م، 161، 24) - إنّ الصورة الجسمية والهيولى أيضا، لا يوجدان دون أن ينضاف إليهما الفصل المتمّم لنوع ذلك الجسم (غ، م، 161، 24) - الهيولى توجد بالفعل مع الصورة، ويلزم من عدم الصورة، عدم الهيولى فلها تعلّق بالغير (غ، م، 211، 11)
- قوام الهيولى بالصورة، إذ لا يستغني البعض عن البعض (غ، م، 221، 8) - الهيولى، هو قابل للصورة (غ، م، 312، 11) - الصورة لا تفارق عند الحركة، وكذا الهيولى، والمكان يفارق بالحركة (غ، م، 312، 15) - الهيولى أولى المولدات (غ، ع، 29، 6) - الهيولى إمّا قريبة وإمّا بعيدة. فاللذان هيولاهما القريبة واحدة بالنوع كالهواء والماء. وأمّا اللذان هيولاهما البعيدة واحدة بالنوع والقريبة مختلفة بالنوع فكالصانع والخشب في الكرسيّ، ولذلك لا يكون صانع أعظم من صانع عند خشب واحد بعينه (ج، ن، 67، 7) - إنّ الهيولى تقال بتقديم على الهيولى الأولى المشتركة الكائنة الفاسدة وهي بالقوة ذلك الشيء الذي من شأنها أن تقبله. وهي في غير ذاتها غير مصوّرة لكنها ... مقترنة بصورة، فلذلك يوجد لها أبدا أحد الأضداد (ج، ن، 80، 11) - هيولى الإدراك مطبوعة على قبول معاني المدركات، ومحرّكها المدرك من جهة ما هو مدرك (ج، ن، 97، 3) - هيولى الإدراك نسبتها إلى الصورة نسبة أخرى تخصّها، فلذلك هي هيولى باشتراك الاسم (ج، ن، 97، 10) - قيل إنّ الجسم شيء له البعد المتقدّر صفة خاصة له. وباعتباره دون مقداره يسمّى هيولى (بغ، م 1، 7، 22) - أما الهيولى فإنّما هي سبب وعلّة للمركّب منها ومن المعنى الذي عرفنا حصوله بزواله كالحرارة والبرودة فيما يسخن ويبرد وما يشبهه فيما لم يزل كذلك كأنوار الكواكب (بغ، م 1، 8، 23) - الهيولى والموضوع يقالان على الشيء الذي هو محلّ قابل للأحوال المتبدّلة وللأعراض المختلفة في الكون والفساد والتغيّر والاستحالة (بغ، م 1، 10، 11) - قد قيل إنّ الصورة المذكورة في الطبيعيات إحدى المبادئ هي التي تقوّم الهيولى وتقرّر وجودها حاصلة بالفعل. قالوا (الفلاسفة) لأنّ الهيولى لا وجود لها بذاتها ومجرّد معنى طبيعتها وإنّما إذا اقترنت بها الصورة أوجدتها لا على أنّها فاعلتها بل موجبتها (بغ، م 1، 16، 7) - الهيولى لا تكون صورة ولا فاعلا ولا غاية (بغ، م 1، 18، 7) - الخلاء موضع لا متمكّن فيه، والمكان ما فيه متمكّن، والهيولى موضوع ومحل لما فيه من صورة وللجسم المركّب منهما (بغ، م 1، 54، 21) - يعنى بالمفعول الهيولى أعني ما منه فيقال عمل الخشب كرسيّا ومن الخشب كرسيّا (بغ، م 2، 49، 20) - إنّ الهيولى ليست من الألفاظ العربية ... لكن معناها فيما قالوا (المتكلّمون بالعربية) يقارب معنى المحل والموضوع والمادة. وقد عرّفت (البغدادي) المحل أنّه شبيه في العبارة بالمكان الذي يتمكّن فيه المتمكّن ويحلّ فيه الحالّ في ظاهر العرف (بغ، م 2، 96، 1) - قد قيل فيما عناه القدماء بما سمّوه بالهيولى في الطبيعيات ما حقّق أنّه الجسم بمجرّد معنى جسميته الذي يتصوّر في الأذهان معقولا بتجريده ولا يوجد في الأعيان على حال تجريد من الأشياء التي هي فيه التي سمّيت بالصور التي هو هيولى لها (بغ، م 2، 140، 19) - الهيولى أيضا تنقسم إلى قسمين: أحدهما هيولى الأزليات وهي متكثّرة في وجودها بصورة أشخاصها المختلفة والذي قيل فيها في الطبيعيات من أنّها لا تقبل الاتّصال والانفصال لم تثبت حجّته، والآخر هيولى الكائنات الفاسدات التي تنفصل وتتّصل وتقبل الانفعالات المغيّرة المحرّكة والمسكنة فيتكثّر واحدها ويتحدّ كثيرها (بغ، م 2، 205، 5) - إنّ المقدار والشكل للمادة التي هي الهيولى التي قلنا إنّها الجسم (بغ، م 2، 206، 11) - الشيء العديم الصورة جملة هو الهيولى، والمادة، ولا شيء من الحياة فيها، وهي شبيهة بالعدم (طف، ح، 70، 28) - إنّ الهيولى لا يتصوّر وجودها دون الصورة، لأنّها لم تخل حينئذ من الوحدة والكثرة، وأيّهما لزمها يكون مقتضيا لماهيّتها، واجبا بها، فلا يتصوّر عليها غيره أصلا إذ اللازم الحقيقي لا يفارق فلما أمكن كلاهما على الجسم، فلا لزوم فلا تجرّد (سه، ل، 100، 1) - الهيولى والصورة وجودهما عن فاعل خارج (سه، ل، 101، 1) - يقول (أرسطو) إن الهيولى يجب أن تكون محصورة في المتحرّك الذي هو المتكوّن المركّب من الهيولى والصورة أو الصور. فإن كانت توجد في المركّب من الهيولى والصورة صور لا نهاية لها وجب أن يكون المركّب المتكوّن غير متناه ولأن الكائن هو الذي تمّ كونه وفرغ ووجد بالفعل. فإن كان يوجد في متحرّك لا نهاية لعظمه شيء بالفعل وهو الشيء الحادث في المتحرّك الغير متناه، وكانت الصورة حاصرة للمتكوّن، وجب أن يكون ما بالفعل حاصر الغير المتناهي وذلك مستحيل (ش، ت، 39، 6) - الهيولى بالحقيقة هي التي لا تكون ولا تفسد (ش، ت، 56، 6) - الهيولى ليس يمكن فيها أن تتحرّك من ذاتها (ش، ت، 81، 10) - إذا كان العدد من جهة ما هو موجود خارج النفس له حدّ كما لسائر الموجودات فظاهر أن حدّ العدد يجب أن يكون موافقا ومطابقا لما قبله أي للمحدود، فيكون العدد مركّبا من هيولى وصورة ويكون حدّ العدد ليس هو عددا كما أن حدّ الإنسان ليس هو إنسانا ولذلك ... إن الهيولى هي القابلة للحدّ (ش، ت، 134، 2) - إن اسم الطبيعة إنما يقال أولا على الجوهر الذي هو الصورة الذي هو مبدأ الحركة في الأشياء الطبيعية بالذات وأولا، وأنه إنما يقال في الهيولى طبيعة لأنها تقبل هذه الطبيعة، ويقال في حركة الكون وحركة النمو إنها أيضا طبيعية لأنها طريق إلى هذه الطبيعة التي هي الصورة ومبدأ لها والصورة فيها موجودة بنوع متوسّط، أعني في الحركة بين القوة المحضة والفعل المحض أيّ جزء منها بالقوة وجزء بالفعل (ش، ت، 515، 2) - الجوهر يقال على الهيولى بجهة ما، وعلى الصورة أيضا بجهة أخرى، وعلى المجموع منهما بجهة ثالثة ... لأن الهيولى هي جوهر من حيث هي موضوعة للصورة، والصورة جوهر من حيث هي مقوّمة للموضوع، والمركّب منهما جوهر من قبل أنه مركّب منهما (ش، ت، 769، 16) - الهيولى أعرف في الجوهرية من الصورة (ش، ت، 772، 14) - الحجة على أن الهيولى هي علّة شخص الجوهر المحسوس فقط أنه إذا انتزعنا بالذهن ما عدى الهيولى من الأمور الموجودة في الشخص المشار إليه لم يبق شيء ثابت إلّا الهيولى، أي أن الهيولى لا ترتفع بارتفاع تلك وترتفع تلك بارتفاعها (ش، ت، 773، 16) - إن المعاني المفارقة في الفهم أعني التي لا تفهم بالقياس إلى غيرها كالحال في الهيولى بل تفهم بذاتها أحق باسم الجوهر، وهو المعنى المعطي وجود هذا الشيء المشار إليه وهو الذي يدل عليه الحدّ. ولذلك يظن أن الصورة أيضا جوهر إذ كانت هي الماهيّة التي يدل عليها الحدّ والمجموع أيضا من الصورة والمادة جوهر، وأن هذين أحق باسم الجوهرية من الهيولى (ش، ت، 777، 9) - الهيولى ... معترف بها عند الجميع أنها جوهر (ش، ت، 778، 14) - العنصر ما دام موجودا بالقوة فليس هو مستكملا بالصورة وليس له الوجود الذي للصورة وهو إذا صار إلى الفعل حينئذ استكمل بالصورة وصار له الوجود الذي لها، وكان هذا البيان قوته هكذا لما كانت الصورة متقدّمة بالجوهر والوجود على الهيولى، وكانت الهيولى إنما تستكمل بالأتم والأكمل من جهة الفعل لا من جهة القوة، وجب أن يكون الفعل أكمل من القوة ومتقدّما عليها في الوجود (ش، ت، 1192، 3) - إن الصورة ليس تتكوّن ولا المادة وإنما الذي يتكوّن المجموع منها، وذلك أن كل متغيّر فإنما يتغيّر من شيء وإلى شيء وعن شي ء، فأما الذي عنه يتغيّر فهو المحرّك، وأما ما منه يتحرّك فهو الهيولى، وأما ما إليه يتحرّك فهو الصورة. فلو كانت الصورة تتكوّن لكانت مركّبة من مادة وصورة لأنها كانت تتغيّر من شيء وإلى شيء وعن شي ء، وكانت الصورة لها صورة، وكان يلزم في صورة الصورة من جهة ما هي متكوّنة أن تكون ذات صورة ويمرّ الأمر إلى غير نهاية. فإذا واجب أن تكون الصورة بما هي صورة لا تتكوّن. وكذلك الأمر في الهيولى لو كانت متكوّنة لكانت مركّبة ووجدت أنواع من الهيولى لا نهاية لها، وذلك في المركّب الواحد بعينه أو كان يكون الكون من لا شيء (ش، ت، 1454، 7) - الصورة والهيولى يجب ضرورة أن تتقدّم على المركّب (ش، ت، 1455، 13) - إن الصورة والهيولى والعدم هي مبادئ المقولات العشر، لكن الصورة والعدم والهيولى التي للجوهر غير الصورة والعدم والهيولى التي لمقولة مقولة والتي لواحدة منها غير التي للأخرى (ش، ت، 1521، 14) - إن الهيولى يجب الّا تكون ضدّا لشيء (ش، ت، 1719، 10) - الهيولى هي أخص أسباب الحدوث (ش، ن، 98، 18) - الهيولى تقال على مراتب: فمنها الهيولى الأولى وهي الغير مصوّرة. ومنها ما هي ذوات صور كالحال في الاسطقسات الأربعة التي هي هيولى الأجسام المركّبة. وهذا النوع من الهيولى على ضربين: أحدهما هذا الضرب الذي ذكرناه ويخصّه أنه ليس يفسد الصورة التي فيها كل الفساد عند حلول الصورة الأخرى، بل توجد فيها صورة الهيولى بنحو متوسط على ما تبيّن ذلك في الكون والفساد. والضرب الثاني تبقى فيه صورة الهيولى عند ورود الصورة الثانية عليها بالاستعداد الذي يوجد في بعضا لأجسام المتشابهة الأجزاء لقبول النفس، وهذا أخص باسم الموضوع (ش، ما، 55، 16) - الجنس ليس شيئا أكثر من محاكي الصور العامة للمحدود التي تجري مجرى الهيولى والصورة العامة، إذ كان هذا شأن الهيولى، أعني أن تكون مشتركة، وهو بالجملة شيء عرض لصورة الشيء العامة على جهة ما يعرض الكلي لمعقول الشيء (ش، ما، 83، 11) - المشار إليه ليس هو مركّبا من مادة وصورة، على أن كل واحد منهما موجود بالفعل فيه، كالحال في الأشياء المركّبة بالصناعة، بل الهيولى وجودها في المركّب بالقوة والصورة بالفعل. ومعنى قولنا فيها أنها موجودة في الشخص بالقوة غير معنى قولنا فيها أنها قوية على صورة كذا، بل معنى قولنا فيها أنها موجودة في الشخص بالقوة أنها ستفارقها الصورة عند فساد ذلك الشخص، فيوجد مغايرا لها بالفعل بعد أن كانت بالقوة (ش، ما، 90، 9) - القابل من جهة أنّه بالقوة قابل يسمّى هيولى، ومن جهة أنّه بالفعل حامل يسمّى موضوعا بالاشتراك اللفظي بينه وبين الذي هو جزء رسم الجوهر وبين الذي هو في مقابلة المحمول، ومن حيث كونه مشتركا بين الصور يسمّى مادة وطينة، ومن حيث أنه آخر ما ينتهي إليه التحليل يسمّى أسطقسّا فإنّ معنى هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركب، ومن جهة أنّه أوّل ما يبتدئ منه التركيب يسمّى عنصرا، ومن حيث أنّه أحد المبادئ الداخلة في الجسم يسمّى ركنا (ر، م، 521، 21) - الهيولى لا تنفكّ عن الصورة الجسمية ... إنّها أيضا لا تنفكّ عن صورة أخرى (ر، ل، 53، 15) - إنّ الهيولى لا تتقرّر بالفعل إلّا مع الصورة (ر، ل، 53، 20) - إما أنّ تكون الصورة علّة للهيولى أو الهيولى علّة للصورة، أو تكون كل واحدة منهما علّة للأخرى أو لا تكون واحدة منهما علّة للأخرى (ر، ل، 53، 21) - الهيولى قابل (ر، ل، 104، 17) - الهيولى لفظ يونانيّ بمعنى الأصل والمادّة، وفي الاصطلاح هي جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتّصال والانفصال محلّ للصورتين الجسميّة والنوعيّة (جر، ت، 279، 2) - الهيولى لا يمكن تحقّقها إلّا مع صورة. ومنها ما هي مقتضية لصورة معيّنة كما هي مبيّنة في مواضعها (ط، ت، 116، 3)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)