المنشورات

هيولى أولى

- إنّ الباري جلّ ثناؤه أول شيء اخترعه وأبدعه من نور وحدانيته جوهر بسيط يقال له العقل الفعّال، كما أنشأ الاثنين من الواحد بالتكرار، ثم أنشأ النفس الكلّية الفلكية من نور العقل كما أنشأ الثلاثة بزيادة الواحد على الاثنين، ثم أنشأ الهيولى الأولى من حركة النفس، كما أنشأ الأربعة بزيادة الواحد على الثلاثة، ثم أنشأ سائر الخلائق من الهيولى ورتّبها بتوسّط العقل والنفس، كما أنشأ سائر العدد من الأربعة بإضافة ما قبلها إليها (ص، ر 1، 29، 3) - أما الهيولى الأولى فهي جوهر بسيط معقول لا يدركه الحس، وذلك أنّه صورة الوجود حسب، وهو الهوية (ص، ر 2، 4، 23) - إنّ الهيولى الأولى أول ما قبلت صورة الجسم الذي هو الطول والعرض والعمق (ص، ر 3، 186، 19) - إنّ أول شيء اخترعه اللّه جلّ ثناؤه وأوجده، جوهر بسيط روحاني في غاية التمام والكمال والفضل، فيه صور جميع الأشياء يسمّى العقل الفعّال، وإنّ من ذلك الجوهر فاض جوهر آخر دونه في الرتبة يسمّى الرتبة الكلية، وانبجس من النفس جوهر آخر يسمّى الهيولى الأولى، وإنّ الهيولى الأولى قبل المقدار الذي هو الطول والعرض والعمق، فصارت بذلك جسما مطلقا وهو الهيولى الثانية (ص، ر 3، 189، 19) - واجب الحكمة أفاض الجود والفضائل منه كما يفيض من عين الشمس النور والضياء، ودام ذلك الفيض منه متصلا متواترا غير منقطع، فيسمّى أول ذلك الفيض العقل الفعّال وهو جوهر بسيط روحاني نور محض في غاية التمام والكمال والفضائل، وفيه صور جميع الأشياء، كما تكون في فكر العالم صور المعلومات.
و فاض من العقل الفعّال فيض آخر دونه في الرتبة يسمّى العقل المنفعل وهي النفس الكلّية وهي جوهرة روحانية بسيطة قابلة للصور والفضائل من العقل الفعّال على الترتيب والنظام، كما يقبل التلميذ من الأستاذ التعليم. وفاض من النفس أيضا فيض آخر دونها في الرتبة يسمّى الهيولى الأولى، وهي جوهرة بسيطة روحانية قابلة من النفس من الصور والأشكال بالزمان شيئا بعد شيء (ص، ر 3، 198، 4) - الهيولى الأولى هي صورة روحانية فاضت من النفس الكلّية، والنفس الكلّية أيضا هي صورة روحانية فاضت من العقل الكلّي الذي هو أول موجود أوجده الباري عزّ وجلّ (ص، ر 3، 230، 19) - أما الهيولى الأولى الذي هو جوهر بسيط روحاني فله ثلاث علل: الفاعلية وهو الباري عزّ وجلّ، والصورية وهو العقل، والتمامية وهي النفس (ص، ر 3، 233، 14) - الهيولى الأولى هي ظل النفس وفيئها (ص، ر 3، 331، 18) - قد قيل إنّ الهيولى الأولى غير الجسم وإنّها لا مقدار لها، ولا نعني بالمقدار الإضافي كما قلنا بل سلب عنها معنى المقدارية القابلة للانقسام الفرضي والوجودي. وقيل إنّها شيء يتصوّر في الأذهان ولا يحسّ في الأعيان وهي الهيولى لهذا الجسم الذي ذكرناه (بغ، م 1، 12، 14) - الجسم بمجرّد معنى جسميته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّيه هيولى أولى، وباستعداده ببعضها لقبول بعض يكون هيولى قريبة ومتوسطة، ومن جهة أنّه بالفعل حامل لصوره يسمّى موضوعا، ومن جهة أنّه مشترك للصور يسمّى طينة ومادة، وإن كان قد يخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ ودخل في هيوليته أولا (بغ، م 1، 14، 9) - إنّ الهيولى الأولى بمجرّد معناها هي التي لا كثافة لها ولا ممانعة فيها كما قال أرسطوطاليس (بغ، م 2، 140، 24) - الشيء الذي يسمّى جسما هو الهيولى الأولى التي ينتهي إليها التحليل الذهني بعد رفع الصفات التي هي الصورة والأعراض وهي المعنى المشترك لسائر الأجسام بعد الاختلاف فيما عدا ذلك. فجسم السماء وجسم الكوكب و جسم النار وجسم الهواء وجسم الماء وجسم الأرض وجسم النبات وجسم الحيوان واحد في معنى الجسمية وهو معنى مشترك ذهني لها بأسرها (بغ، م 2، 203، 2) - إن الهيولى الأولى لهذه الأجسام (الكائنة) ليست مصوّرة بالذات ولا موجودة بالفعل، وإن الوجود الذي يخصّها إنما هو لها من جهة أنها قوية على قبول الصور، لا على أن القوة جوهرها بل على أن ذلك تابع لجوهرها وظل مصاحب لها، وأن سائر ما يقال عليه من الأجسام الموجودة بالفعل أنها قوية على شي ء، فإنما يقال فيها ذلك من جهة المادة إذ كان ليس يمكن أن يوجد لها القوة من جهة ما هي موجودة بالفعل بالذات وأولا (ش، ن، 27، 11) - الهيولى الأولى لا توجد إلّا بالصورة لأنها لو وجدت بغير صورة لكان ما لا يوجد موجودا (ش، ما، 106، 1)
هيولى أولى قريبة وبالحقيقة
- مثال الهيولى الأولى القريبة التي يقال فيها إنها أولى بالإضافة إلى جنس ما أو نوع ما النحاس لجميع ما يصنع منه. ومثال الهيولى التي هي أولى بالحقيقة للأشياء التي تصنع من النحاس هو الماء إن كان الماء هو الهيولى الأولى للذائبات التي النحاس واحد منها (ش، ت، 514، 1)
هيولى بالفعل
- لا يجوز وجود الهيولى بالفعل خالية عن الصورة، ولا وجود الصورة الطبيعية مجرّدة عن الهيولى، بل الهيولى محتاجة إلى الصورة لتصير بها موجودة بالفعل. ولا يجوز أن يكون أحدهما سبب وجود الآخر، بل هاهنا سبب يوجدهما معا (ف، ع، 9، 11)
هيولى ثانية
- إنّ أول شيء اخترعه اللّه جلّ ثناؤه وأوجده، جوهر بسيط روحاني في غاية التمام والكمال والفضل، فيه صور جميع الأشياء يسمّى العقل الفعّال، وإنّ من ذلك الجوهر فاض جوهر آخر دونه في الرتبة يسمّى الرتبة الكلية، وانبجس من النفس جوهر آخر يسمّى الهيولى الأولى، وإنّ الهيولى الأولى قبل المقدار الذي هو الطول والعرض والعمق، فصارت بذلك جسما مطلقا وهو الهيولى الثانية (ص، ر 3، 189، 20)
هيولى الجوهر
- لما بيّن (أرسطو) أنه يمكن أن يقال أن علل المقولات هي واحدة بطريق التناسب، يريد أن يبيّن أيضا أن الجوهر بوجه ما هو علّة لجميعها وذلك أن الهيولى التي في الجوهر هي الهيولى لجميع هيولى المقولات وهي سببها، وكذلك الأضداد التي في الجوهر هي السبب في سائر الأضداد الموجودة في سائر المقولات (ش، ت، 1532، 4)
هيولى الحكمة
- إنّ هيولى الحكمة تتّحد من إرادة الهيئة لأنّها هيولى قابلة لجميع الأشياء، وهي مادة سماوية وقوة فلكية وأسباب علوية وقوة عقلية متّصلة بجواهر روحانية وأشخاص نفسانية (ص، ر 3، 99، 12)
هيولى الصناعة
- هيولى الصناعة هي كل جسم يعمل منه وفيه الصانع صنعته كالخشب للنجارين والحديد للحدادين والتراب والماء للبنائين والغزل للحاكة والدقيق للخبازين، وعلى هذا القياس كل صانع لا بدّ له من جسم يعمل صنعته منه وفيه فذلك الجسم هو هيولى الصناعة (ص، ر 2، 4، 12)
هيولى طبيعية
- أمّا الهيولى الطبيعية فهي الأركان الأربعة وذلك أنّ كل ما تحت فلك القمر من الكائنات، أعني النبات والحيوان والمعادن، فمنها تتكوّن وإليها تستحيل عند الفساد (ص، ر 2، 4، 17)
هيولى قريبة
- الجسم بمجرّد معنى جسميته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّيه هيولى أولى، وباستعداده ببعضها لقبول بعض يكون هيولى قريبة ومتوسطة، ومن جهة أنّه بالفعل حامل لصوره يسمّى موضوعا، ومن جهة أنّه مشترك للصور يسمّى طينة ومادة، وإن كان قد يخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ ودخل في هيوليته أولا (بغ، م 1، 14، 10)
هيولى الكائنات الفاسدات
- الهيولى أيضا تنقسم إلى قسمين: أحدهما هيولى الأزليات وهي متكثّرة في وجودها بصورة أشخاصها المختلفة والذي قيل فيها في الطبيعيات من أنّها لا تقبل الاتّصال والانفصال لم تثبت حجّته، والآخر هيولى الكائنات الفاسدات التي تنفصل وتتّصل وتقبل الانفعالات المغيّرة المحرّكة والمسكنة فيتكثّر واحدها ويتحدّ كثيرها (بغ، م 2، 205، 7)
هيولى الكل
- أمّا هيولى الكل فهي الجسم المطلق الذي منه جملة العالم، وأعني الأفلاك والكواكب والأركان والكائنات أجمع لأنّها كلها أجسام وإنّما اختلافها من أجل صورها المختلفة (ص، ر 2، 4، 20)
هيولى كلّي
- إنّ الأمور الطبيعية أحدثت وأبدعت على تدريج ممرّ الدهور والأزمان، وذلك أنّ الهيولى الكلّي أعني الجسم المطلق قد أتى عليه دهر طويل إلى أن تمخّض وتميّز اللطيف منه من الكثيف (ص، ر 3، 331، 7)
هيولى متوسطة
- الجسم بمجرّد معنى جسميته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّيه هيولى أولى، وباستعداده ببعضها لقبول بعض يكون هيولى قريبة ومتوسطة، ومن جهة أنّه بالفعل حامل لصورة يسمّى موضوعا، ومن جهة أنّه مشترك للصور يسمّى طينة ومادة، وإن كان قد يخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ ودخل في هيوليته أولا (بغ، م 1، 14، 10)
هيولى المركّب
- قد يقال إن أجزاء المركّب من جهة الكمية هيولى المركّب، وبهذه الجهة يطلق القائلون بالأجزاء التي لا تتجزّى عليها اسم الهيولى (ش، ما، 56، 5)
هيولى مطلقة
- أما الهيولى المطلقة فهي جوهر وجوده بالفعل إنّما يحصل بقبوله الصورة الجسمية لقوة فيه قابلة للصور وليس له في ذاته صورة تخصّه إلّا معنى القوة (س، ح، 17، 9) - الصورة المطلقة والهيولى المطلقة ... غير كائنة ولا فاسدة. ولهذا ما يجب ضرورة أن تكون (ش، ما، 87، 21)











مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید