المنشورات

واحد

- إنّ الواحد يقال على كل متّصل، وعلى ما لم يقبل الكثرة أيضا؛ فهو يقال إذن على أنواع شتى، منها الجنس والصورة والشخص والفصل والخاصة والعرض العامّي (ك، ر، 126، 14) - الواحد إذن يقال على كل واحد من المقولات والكائن من المقولات بأنّه جنس، وبأنّه نوع، وبأنّه شخص، وبأنّه فصل، وبأنّه خاصة، وبأنّه عرض عام، وبأنّه كلّ، وبأنّه جزء، وبأنّه جميع، وبأنّه بعض (ك، ر، 128، 4) - قد يقال الواحد أيضا بالإضافة إلى غيره ...
كالميل، فإنّه يقال: ميل واحد، إذ هو كلّ للغلوات، وجزء للفرسخ، ولأنّه متّصل ومجتمع، لأنّ غلواته متّصلة ومجتمعة؛ فهو جميع لغلواته، ولأنّه منفصل من أميال أخر، أعني اللاتي جميعها فرسخ: فليست الوحدة في ذلك أيضا بحقيقة، بل هي عرض (ك، ر، 131، 19) - الواحد لا ينقسم، فانقسامه أيس ليس؛ وهذا خلف لا يمكن، فليس الواحد إذن عددا (ك، ر، 147، 4) - الواحد وباقي الأعداد إنّما يقال إنّها أعداد باشتباه الاسم لا بالطبع (ك، ر، 147، 12) - الواحد ليس بعدد بالطبع، بل باشتباه الاسم؛ إذ ليس تقال الأعداد إلّا بالإضافة إلى شيء واحد، فالطبّيات إلى الطب والمبرئات إلى البرء (ك، ر، 147، 14) - الواحد ركن العدد، لا عدد بتّة (ك، ر، 150، 20) - الواحد الحقّ لا حركة (ك، ر، 154، 9) - إنّ الواحد يقال إمّا بالذات، وإمّا بالعرض؛ أمّا بالعرض فكنوع المقول بالاسم المشترك، وأمّا بالأسماء المترادفة أو جامع أعراض كثيرة كقولنا: الكاتب والخطيب واحد، إذا كانا يقالان على رجل واحد، أو على الإنسان، أو:
الإنسان والكاتب واحد، وما كان كذلك؛ وأمّا بالذات فباقي ما يقال عليه الواحد ممّا ذكرنا أنّه يقال: واحد؛ وهي جميعا ما جوهرها واحد، وينقسم قسمة أولى: إمّا بالاتصال، وهو من حيّز العنصر؛ وإمّا بالصورة، وهو من حيّز النوع؛ وإمّا بالاسم، وهو من حيّزهما جميعا؛ وإمّا بالجنس، وهو من حيّز الأول (ك، ر، 159، 3) - الواحد- هو الذي بالفعل، وهو فيما وصف به تارة بالعرض (ك، ر، 168، 12) - كما أنّ أفلاطون بيّن في كتابه المعروف" بطيماوس" أنّ كل متكوّن فإنما يكون عن علّة مكوّنة له اضطرارا، وأن المتكوّن لا يكون علّة لكون ذاته. كذلك أرسطوطاليس بيّن في كتاب" أثولوجيا" أن الواحد موجود في كل كثرة، لأن كل كثرة لا يوجد فيها الواحد لا يتناهى أبدا البتة (ف، ج، 102، 1) - بيّن (أرسطو) أنّ الواحد الحق هو الذي أفاد سائر الموجودات الواحدية. ثم بيّن أنّ الكثير بعد الواحد، لا محالة. وأنّ الواحد تقدّم الكثرة. ثم بيّن أنّ كل كثرة تقرب من الواحد الحق كان أول كل كثرة مما يبعد عنه؛ وكذلك بالعكس (ف، ج، 102، 10) - إنّ أحد المعاني التي يقال عليها الواحد هو ما لا ينقسم. فإن كل شيء كان لا ينقسم من وجه ما، فهو واحد من تلك الجهة التي بها لا ينقسم؛ فإنه إن كان من جهة فعله، فهو واحد من تلك الجهة، وإن كان من جهة كيفيته، فهو واحد من جهة الكيفية. وما لا ينقسم في جوهره فهو واحد في جوهره (ف، أ، 29، 12) - الواحد اسم مشترك يدلّ على معان كثيرة، أحدها وهو أحقّها بهذا الاسم، فهو واحد بالعدد (تو، م، 286، 17) - يقال أيضا الواحد على ما هو واحد في الجنس، كما يقال: إنّ الإنسان والفرس واحد في الحيوانية، ويقال أيضا: واحد بالنوع كما يقال: زيد وعمرو واحد في الإنسانية، ويقال أيضا واحد بمعنى أنّه غير متجزّئ بمنزلة النقطة والآن، وعلى هذا الوجه أيضا يقال في الشخص إنّه واحد وإنّه متجزّئ من قبل أنّه جزئي فشذ؛ ويقال أيضا واحد في الموضوع (تو، م، 287، 5) - الواحد يقال على الوجهين: إما بالحقيقة وإما بالمجاز، فالواحد بالحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتّة ولا ينقسم، وكل ما لا ينقسم فهو واحد من تلك الجهة التي بها لا ينقسم، وإن شئت قلت الواحد ما ليس فيه غيره بما هو واحد؛ وأما الواحد بالمجاز فهو كل جملة يقال لها واحد كما يقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد (ص، ر 1، 24، 10) - كما أنّ الواحد أصل العدد ومنشأه وأوله وآخره، كذلك اللّه عزّ وجلّ هو علّة الأشياء و خالقها وأولها وآخرها (ص، ر 1، 29، 14) - كما أنّ الواحد هو نشوء الأعداد كذلك الباري موجد الموجودات (ص، ر 3، 203، 12) - إنّ الأشياء هي أعيان أي صور غيريات أفاضها وأبدعها الباري تعالى، كما أنّ العدد هو أعيان أي صور غيريات فاض من الواحد بالتكرار في أفكار النفوس. والأشياء كانت في علم الباري تعالى قبل إبداعه واختراعه لها، كما أنّ الواحد لم يتغيّر عمّا كان عليه قبل ظهور العدد منه في أفكار النفوس (ص، ر 3، 328، 8) - إنّ الواحد يقال بالتشكيك على معان تتّفق في أنّها لا قسمة فيها بالفعل من حيث كل واحد هو هو، لكن هذا المعنى يوجد فيها بتقدّم وتأخّر، وذلك بعد الواحد بالعرض (س، شأ، 97، 4) - الواحد قد يطابق الموجود في أنّ الواحد يقال على كل واحد من المقولات كالموجود، لكن مفهومهما ... مختلف، ويتّفقان في أنّه لا يدلّ واحد منهما على جوهر بشيء من الأشياء (س، شأ، 103، 7) - إنّ الواحد هو الذي لا يتكثّر ضرورة (س، شأ، 104، 5) - أما الكثرة فمن الضرورة أن تحدّ بالواحد، لأنّ الواحد مبدأ الكثرة، ومنه وجودها وماهيّتها (س، شأ، 104، 6) - إنّ الواحد لا يتجرّد عن الأعيان قائما بنفسه إلّا في الذهن؛ فكذلك ما يترتّب وجوده على وجود الواحد (س، شأ، 119، 9) - الواحد والموجود قد يتساويان في الحمل على الأشياء حتى أنّ كل ما يقال إنّه موجود باعتبار يصحّ أن يقال له إنّه واحد باعتبار، وكل شيء فله وجود واحد (س، شأ، 303، 6) - للواحد أشياء تقوم مقام الأنواع وأشياء تقوم مقام الأصناف واللواحق. وأنواع الواحد بوجه التوسّع: الواحد بالجنس، والواحد بالنوع، والواحد بالعرض، والواحد بالمشاركة في النسبة، والواحد بالعدد، ولواحقه، المساواة، والمشابهة، والمطابقة، والمجانسة، والمشاكلة، والهو هو (س، ن، 199، 14) - يقال واحد لما هو غير منقسم من الجهة التي قيل له إنّه واحد (س، ن، 223، 21) - الواحد لا يصدر منه إلّا واحد، فلا بدّ من عدد، حتى يصدر عن كل واحد واحد (غ، م، 286، 14) - إنّ الواحد لا يوجد إلّا واحدا (غ، م، 288، 8) - الواحد لا يصير كثيرا، كما لا يصير الكثير واحدا؛ إلّا إذا كان له حجم ومقدار، فيتّصل مرة وتنفصل أخرى (غ، م، 369، 4) - انقسام الواحد الذي ليس له عظم في الحجم بكمّية مقدارية محال بضرورة العقل، فكيف يصير الواحد اثنين بل ألفا ثم يعود ويصير واحدا (غ، ت، 47، 3) - كل واحد ممكن على معنى أنّ له علّة زائدة على ذاته، والكلّ ليس بممكن على معنى أنّه ليس له علّة زائدة على ذاته خارجة عنه (غ، ت، 100، 2) - يكون للهيولاني ضربان من التغيّر، يتقدّم أحدهما الآخر على نحو ما يتقدّم مبدأهما:
أمّا الواحد فهو التغيّر في المكان ومبدأه الوجود الهيولاني من أجل أنّه هو في موضوع. فإنّ الهيولاني إنما يدلّ عليه من أجل أنّه كاين لا من أجل أنه موجود؛ والتغيّر الآخر من أجل هذا الوجود الخارج عن ذاته الذي يتقدّم ذلك الوجود الآخر كما تتقدّم حركة المكان سائر الحركات (ج، ن، 76، 9) - يقال واحد لما هو بالنوع وبالجنس وبالعرض، و بالجملة لما اشترك في كلّي ما. وموضوع هذا الصنف الواحد كثير. فإنّ أشخاص الخيل واحدة بالنوع وأشخاص النبات كلّها واحدة بالجنس (ج، ر، 156، 2) - يقال الواحد بالعدد ... فيقال للمتّصل ما دام متّصلا أنّه واحد، وإذا انقسم صار كثيرا (ج، ر، 156، 5) - يقال الواحد في المعقول إذا دلّ عليه لفظ مفرد وبلفظ مركّب تركيب تقييد (ج، ر، 156، 17) - الواحد في المفاوضات يقال على الواحد بالجنس كالإنسان والفرس فإنّهما واحد في الحيوانية. وعلى الواحد بالنوع كزيد وعمرو في الإنسانية. وعلى الواحد بالشخص كزيد وعمرو. وعلى الواحد بالذات كالنفس الواحدة. وعلى الواحد بالعرض كالعسكر والقبيلة. وعلى الواحد بالاتّصال كالأشياء الملتصق بعضها ببعض وذلك هو الاتّصال العرضي. وعلى الواحد بالحقيقة لما لا كثرة فيه بوجه من هذه الوجوه. وعلى الواحد بالمجاز كالذي فيه كثرة بهذه الوجوه المذكورة (بغ، م 1، 25، 16) - إن الجملة والواحد يختلفان بالواحد والكثير ولا يختلفان بالطبع والماهيّة، فإنّ ماهيّة الجملة وماهيّة الواحد من الجملة واحدة بالطبيعة والوجود (بغ، م 2، 23، 23) - يقال واحد للواحد بالشخص كشخص الإنسان الواحد مع كثرة أعضائه وأخلاطه وجواهره وأعراضه ووحدانيته بالاتصال والحركة في المكان معا بالانتقال، ويقال واحد للواحد بالنوع كما يقال لأشخاص كثيرة مثل زيد وعمرو إنّها واحد بالإنسانية وهو معنى مشترك بالمماثلة في الذهن. ويقال واحد بالجنس لما يشترك فيه من الأنواع الكثيرة كالفرس والإنسان في الحيوانية، ويقال واحد للواحد بالصنف كأشخاص السودان والبيضان من الناس وغيرهم، ويقال واحد بالعرض كالعسكر بما فيه من الأشخاص، ويقال واحد بالذات أو العدد كالشمس مثلا وواحد بالهوهو كالشيء البسيط الذي لا تركيب فيه ولا له أجزاء.
فيكون الحاصل من جميع ذلك أنّ الواحد يقال لما لا ينقسم ولا كثرة فيه بوجه من الجهة التي قيل فيه أنّه واحد بها (بغ، م 2، 58، 6) - إنّ الواحد بالواحد واحد يعني بصفات وجدت له بذاته ومن ذاته لا من غيره (بغ، م 2، 60، 10) - قال المتأخّرون (الفلاسفة) أنّ الواحد لا يصدر عنه إلّا واحد (بغ، م 2، 150، 20) - الواحد على أنحاء: الأول ما لا ينقسم بالقوة ولا بالفعل. والثاني هو الواحد بالاتصال كالخط الواحد والماء الواحد، وينقسم في الكمّ إلى أجزاء متشابهة. والثالث الواحد بالاجتماع كالكرسي من المختلفات (سه، ل، 125، 20) - من الواحد ما هو غير حقيقي، وهو: إمّا بحسب شركة في محمول، فما بحسب اتّحاد النوع يسمّى مشاكلة، وما بحسب الجنس مجانسة، وما بحسب الوضع مطابقة، وما بحسب الكيف مشابهة، وما بحسب الكم مساواة، وما بحسب الإضافة يسمّى واحدا بالنسبة، كما يقال نسبة النفس إلى البدن كنسبة الملك إلى المدينة. وإمّا في الموضوع كما يقال: الحلو والأصفر واحد، أي موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 1) - لا يمكن أن يكون الواحد والموجود جنسا لجميع الأشياء لأن هاهنا أجناسا عالية ليس بعضها داخلا تحت بعض وكل واحد ينفرد بفصل واحد يخصّه من غير أن يشترك في طبيعة واحدة. فاسم الموجود المقول عليهما ليس يعرّف منها طبيعة واحدة إذا كانت طبائعها مختلفة (ش، ت، 225، 16) - إن كان الواحد والهويّة جنسا يعمّ المقولات العشر أي يقال عليها بتواطؤ، فلا يجب أن يكون للمقولات فصول تباين بها بعضها بعضا في جميع طبائعها ثم تكون طبيعة الجوهر والكيف طبيعة واحدة (ش، ت، 226، 9) - أما أصحاب العلم الطبيعي مثل ابندقليس وغيره فإنهم وافقوا الفيثاغوريين وأفلاطون في أن اسم الواحد والموجود يدلّان من الأشياء على طبائع واحدة وبسيطة (ش، ت، 266، 2) - إن الفيثاغوريين قالوا إن هذا الواحد والموجود الذي هو جوهر الموجودات هو العدد نفسه.
و قال أفلاطون إنه الصور العددية. وأما أصحاب العلم الطبيعي فإنهم جعلوا الواحد والموجود هو أسطقسّ الأشياء المحسوسة وذلك بحسب اعتقادهم في الشيء الذي يرون من المحسوسات أسطقسّا لجميعها إما النار على قول بعضهم أو الهواء أو الماء (ش، ت، 266، 5) - الواحد والهويّة كما قال (أرسطو) أكثر كلّية من سائر الأشياء وأوجب (ش، ت، 268، 7) - أما الواحد فإنما يفهم منه أنه معنى قائم بنفسه ليس له موضوع ولا له وضع، فهو إذا جوهر واحد أي جزئيّ (ش، ت، 269، 9) - لا يمكن أن يقال أن الواحد والهويّة يدلّان على جوهر واحد بالعدد (ش، ت، 270، 2) - اسم الواحد والموجود يقالان على أنحاء كثيرة (ش، ت، 272، 1) - إن الواحد إذا زيد عليه شيء لا يكون أكبر ولا كنه يكون أكثر فلذلك لا يجب أن يكون عظما (ش، ت، 273، 15) - الواحد من طبيعة المنفصل (ش، ت، 274، 11) - إما أن يكون الواحد والهويّة يدلّان على معنى واحد من جميع الجهات أعني بالحدّ والموضوع، وإما أن يكون كل واحد منهما منعكسا على صاحبه ولازما له من قبل أنهما يدلّان على طبيعة واحدة بالموضوع اثنان بالحدّ مثل الأول والعلّة (ش، ت، 311، 12) - إن الواحد ينظر فيه الذي ينظر في الموجود وإن ظننّا أن حدّهما مختلف، فإنه من المعلوم بنفسه أنهما متلازمان تلازما تاما أعني المنعكس، وذلك أن كل ما هو موجود فهو واحد وكل ما هو واحد فهو موجود (ش، ت، 311، 17) - وجب أن يكون الواحد والموجود يدل على طباع واحد لا على طبيعتين مختلفتين من قبل أن المفهوم من قولنا إنسان واحد وإنسان هو أيّ موجود وهذا إنسان هو طبيعة واحدة عند ما نكرّر هذه الألفاظ وإن كانت تدل منها على أحوال مختلفة (ش، ت، 312، 9) - إن جوهر كل واحد الذي هو به واحد هو هويّته التي بها صار موجودا (ش، ت، 315، 11) - إن الواحد: إما أن يقابل الكثرة بالسلب والإيجاب، أو بالملكة والعدم، لأن بين السلب والعدم فرقا وهو أن السلب نفي الشيء المسلوب بإطلاق والعدم هو نفي عن طبيعة محدودة (ش، ت، 320، 15) - الواحد يقال على كثرة (ش، ت، 321، 15) - إن الموجود والواحد يقالان على أنحاء كثيرة (ش، ت، 333، 16) - إن القول بأن الواحد يدل على كثرة هو قول جائز، وإن لم تكن الهويّة والواحد يدلّان على معنى واحد كلّي في جميع الأشياء مقول بتواطؤ و لا كان أيضا مباينا لجميع الأشياء (ش، ت، 334، 5) - يقال الواحد على الأشياء الواحدة بالصورة المنقسمة بالكمّية وهي الأشياء المتشابهة الأجزاء وهي التي تشترك أجزاؤها في الاسم والحدّ، مثل أن جزء العظم عظم وجزء الماء ماء. وهذه كما قال (أرسطو) لا تتجزّأ بالموضوع وبالمكان (ش، ت، 532، 12) - الدليل على أن الواحد يقال على المتصل وعلى الصورة وعلى ما هو كل أي غير ناقص، أن الكثرة تقال على الأشياء المنفصلة المختلفة بالصورة ولا يقال أيضا واحد لما نقصه ما كان من قبله كلّا وتامّا مثل الناقص عضوا (ش، ت، 542، 4) - حدّ الواحد أنه مبدأ العدد لا أنه عدد (ش، ت، 545، 11) - إنما كان الواحد مبدأ العدد لأن الأشياء إنما تكال وتقدّر أولا وبالذات بالشيء الأول الذي هو فيها غير منقسم وهو الذي منه تركّب.
فيجب في كل مقدار أول أن يكون بهذا أولا بما هو وأن يكون هو المبدأ، وذلك أن في كل جنس يوجد في الموجود فيه أول في الوجود وفي المعرفة (ش، ت، 545، 13) - الواحد في كل جنس هو ابتداء المعرفة في ذلك الجنس (ش، ت، 546، 10) - ليس الواحد في جميع الأجناس الذي به يعرف جنس جنس هو طبيعة واحدة بعينها بل هو في كل جنس غيره في الآخر. مثال ذلك أن الواحد في النغم هي النغمة التي تسمّى الإرخاء، وأحسب هذه هي التي تسمّى عندنا البعد الطنيني (ش، ت، 546، 15) - الواحد بالجملة ... هو الذي لا يتجزّأ إما في الكمّية وإما في الصورة والكيفيّة. فما كان منه لا يتجزّأ البتة في الكمّية ولا له وضع من شيء فهو الواحد الذي هو مبدأ العدد ... وما كان منه لا يتجزّأ أيضا البتة في الكمّ وكان له وضع فهي ... وما كان مما له وضع ولا يتجزّأ إلّا بجهة واحدة فقط فهو الخط ... وما يتجزّأ بنوعين أي في الطول والعرض فهو السطح ... وما يتجزّأ إلى طول وعرض وعمق فهو الجسم وهو الواحد بالكلّية أي التام (ش، ت، 547، 11) - إذ قد تبيّن أن الواحد يقال على أنواع كثيرة، وكانت الكثرة تقابل الواحد، فبيّن أنّ الكثرة تقال على أنواع كثيرة أي لكل واحد كثرة يقابلها (ش، ت، 551، 2) - الواحد من حيث هو مبدأ العدد ومكياله فهو أيضا داخل في المضافات التي في العدد (ش، ت، 615، 12) - إنما كان الكل والواحد معنى متشابها لأن الوحدانية كأنها كلّية ما للكمّية. يريد (أرسطو) الوحدانية التي تقال على المتصل وذلك أنها كالكلّية المحيطة بالأجزاء (ش، ت، 670، 5) - بيّن أنه لا يمكن أن يكون الواحد والهويّة جوهرا لأشياء كثيرة (ش، ت، 1001، 7) - إن الواحد الذي يدل عليه الحدّ الواحد هو واحد بالجوهر الذي هو الصورة أي بالصورة الأخيرة والفصل الأخير (ش، ت، 1067، 10) - إذا كانت الكلّيات ليست جواهر فبيّن أن الموجود العام ليس بجوهر موجود خارج النفس كما ليس الواحد العام جوهرا ... من قبل أن الواحد والهويّة محمولات كلّية لا وجود لها إلّا من حيث هي في الذهن (ش، ت، 1271، 13) - اسم الواحد والموجود والهوية مترادفان (ش، ت، 1271، 15) - إن الواحد في كل جنس هو طبيعة ما بسيطة من طبيعة ذلك الجنس وليس الواحد بعينه هو طبيعة لشيء منها، أي ليس يوجد الواحد الكلّي طبيعة لشيء منها (ش، ت، 1277، 12) - كما نقول إن الموجود ينقسم إلى جوهر وإلى كم وكيف وغير ذلك من سائر المقولات، كذلك نقول إن الواحد منه واحد جوهر وواحد كيف، أعني أن الواحد ينقسم بأقسام معادة لاسم الموجود (ش، ت، 1279، 8) - الواحد يقابل الكثرة على جهة ما يقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا يتجزّى والمتحد هو عدم التجزّي والتجزّي هو كالملكة والصورة لهذا العدم ... والسبب في ذلك أن المتجزّي هو كثرة، والكثرة أعرف من المنفرد، والذي يتجزّى أيضا أعظم من الذي لا يتجزّى، والأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 5) - يقال واحدا ما كان واحدا بالصورة والعنصر مثل زيد المشار إليه فإن صورته واحدة أي غير منقسمة وكذلك مادته (ش، ت، 1288، 6) - لزم أن يكون كل موجود: إما واحد بالطبع وإما كثير، لأن كل واحد هو إما واحد بالطبع وإما كثير. وذلك أن الواحد بالصناعة مثل السرير هو كثير لأنه واحد بالعرض والواحد بالعرض هو كثير، فلذلك يقتسم الصدق والكذب على كل شيء قولنا في هذا المعنى من اسم الواحد إما أن يكون واحدا وإما كثيرا وذلك أن السرير هو كثير لا واحد بالطبع (ش، ت، 1296، 14) - إنه لا يمكن أن يكون لواحد أضداد كثيرة (ش، ت، 1307، 1) - إن كانت أوائل المتضادات وأجناسها هي الواحد والكثرة فمن قبل أن الواحد مأخوذ في حدّ المتضادة (ش، ت، 1320، 6) - إن الواحد هو مقابل الكثرة لا على جهة المضاف المتضاد مثل القليل والكثير بل على جهة المضاف الذي ليس فيه تضاد مثل مقابلة الكيل للمكيل والمقدار للمقدّر (ش، ت، 1344، 10) - إن كان الواحد والموجود أسطقسّ للجوهر والمضاف، وكان الأسطقسّ ليس هو وما هو له أسطقسّ واحد، فالجوهر والمضاف وسائر المقولات ليس هي واحدا ولا موجودا. وإن لم يكن شيء منها واحدا ولا موجودا، أي إن ارتفع عنه أنه واحد، لم يكن واحد منها شيئا موجودا لا الجوهر ولا المضاف ولا باقي المقولات لأن غير الموجود هو معدوم لكن مضطر أن يكون اسم الواحد يصدق على جميعها (ش، ت، 1514، 5) - ليس الواحد والموجود طبيعة واحدة مشتركة (ش، ت، 1516، 8) - إن الواحد الذي يقال على المتصل ليس إنما يدل هو والبسيط المطلق على معنى واحد، وذلك أن الواحد الذي يقال على المتصل إنما يدل على ما هو كثير بالقوة واحد بالفعل.
و ذلك أن المتصل يمكن أن ينقسم، وأما البسيط بإطلاق فهو الذي يدل على ما لا ينقسم أصلا لا بالقوة ولا بالفعل (ش، ت، 1603، 10) - القضية القائلة أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد هي قضية اتفق عليها القدماء حين كانوا يفحصون عن المبدأ الأول للعالم بالفحص الجدلي وهم يظنونه الفحص البرهاني، فاستقر رأي الجميع منهم على أن المبدأ واحد للجميع وأن الواحد يجب الّا يصدر عنه إلا واحد (ش، ته، 111، 20) - جمع أرسطو بين الوجود المحسوس والوجود المعقول وقال: إن العالم واحد صدر عن واحد، وإن الواحد هو سبب الوحدة من جهة، وسبب الكثرة من جهة (ش، ته، 114، 8) - الواحد سبب لوجود النظام ووجود الأشياء الحاملة للنظام (ش، ته، 144، 5) - أسباب الكثرة عند أرسطو من الفاعل الواحد هي الثّلاثة الأسباب ورجوعه إلى الواحد هو بالمعنى المتقدّم، وهو كون الواحد سبب الكثرة (ش، ته، 153، 5) - الواحد بما هو واحد متقدّم على كل مركّب، وهذا الفاعل الواحد إن كان أزليا ففعله الذي هو إفادة جميع الموجودات الوحدات التي بها صارت موجودة واحدة هو فعل دائم أزلي لا في وقت دون وقت، فطن الفاعل الذي يتعلّق فعله بالمفعول في حين خروجه من القوة إلى الفعل هو فاعل محدث ضرورة ومفعوله محدث ضرورة، وأما الفاعل الأول ففيه تعلّق بالمفعول على الدوام والمفعول تشوبه القوة على الدوام. فعلى هذا ينبغي أن يفهم الأمر في الأول سبحانه مع جميع الموجودات (ش، ته، 191، 10) - الواحد بما هو واحد إنما هو بالصورة ولذلك ليس هو منقسم أصلا بل هو أكثر شيء تبرّأ عن المادة، فأما الكثرة والتزيّد فمن قبل المادة (ش، سط، 58، 8) - الواحد في الحركة ... يقال فيها على وجوه:
أحدها هو الواحد بالجنس، والثاني الواحد بالنوع، والثالث والواحد بالعدد (ش، سط، 84، 20) - الواحد: يقال بنوع من أنواع الأسماء المشكّكة. فمن ذلك الواحد بالعدد يقال أولا، وأشهر ذلك على المتصل كقولنا خط واحد وسطح واحد وجسم واحد، وأولى ما قيل فيه من هذه واحد ما كان تامّا وهو الذي ليس يمكن فيه زيادة ولا نقصان كالخط المستدير والجسم الكري، والمتّصل قد يكون متّصلا بذاته، مثل الخط والسطح، وقد يكون متّصلا بمعنى فيه مثل الأجسام المتشابهة الأجزاء. وبذلك نقول في الماء المشار إليه إنه واحد- وقد يقال واحد على المرتبة المتماسة وهي التي حركتها واحدة، وأحرى ما قيل فيها واحد ما كان مرتبطا بالطبيعة، وهي الأشياء الملتحمة كاليد الواحدة والرجل الواحدة. ومن هذه ما لم تكن لها إلّا حركة واحدة فقط. وقد يقال دون ذلك على المرتبطة بالصناعة كالكرسي الواحد والخزانة الواحدة.
و قد يقال الواحد على الشخص الواحد بالصورة، مثل زيد وعمرو. فهذه هي أشهر المعاني التي يقال عليها الواحد بالعدد. وهو بالجملة إنما يدلّ به الجمهور على هذه الأشياء من حيث هي منحازة عن غيرها ومنفردة بذاتها، ومن هذه الجهة يجرّد العقل معنى الواحد الغير المنقسم الذي هو مبدأ العدد (ش، ما، 43، 13) - الواحد ... مبدأ العدد. فإن العدد جماعة الآحاد (ش، ما، 44، 20) - أما في هذه الصناعة (ما بعد الطبيعة) فإن الواحد يستعمل فيها مرادفا للموجود. فمن ذلك الواحد بالعدد قد يدل به على الشخص الذي لا يمكن أن ينقسم بما هو شخص، كقولنا إنسان واحد وفرس واحد، وبقريب من هذا نقول في الشيء الممتزج من أشياء كثيرة أنه واحد كالسكنجبين المؤلّف من الخل والعسل (ش، ما، 45، 7) 

- الواحد ... إذا أريد به الواحد بالشخص إنما يدلّ به على انحياز للشخص المشار إليه في ذاته وماهيّته لا على انحياز شيء خارج عن ذاته، كقولنا في هذا الماء المشار إليه إنه واحد بالعدد. فإن الانحياز في مثل هذا إنما هو عرض في الماء (ش، ما، 45، 18) - الواحد في هذه الصناعة (ما بعد الطبيعة)، فقد لاح أنه مرادف هاهنا للموجود، وأنه لا فرق في هذه الصناعة بين أن يطلب الموجود الأول في جنس جنس من أجناس الموجودات، وبخاصة جنس الجوهر، وبين أن يطلب الواحد الأول في جنس جنس، إلّا أنه يلحق المبدأ من حيث هو واحد غير ما يلحقه من حيث هو موجود (ش، ما، 47، 20) - اسم الواحد ينحصر في أربعة أجناس: الواحد بالاتصال، والواحد بأنه كل وتام، والأول البسيط في جنس جنس، والواحد الكلّي المقول بتقديم وتأخير أو تشكيك (ش، ما، 48، 10) - إن الواحد يقال على الأنحاء التي ... ترجع إلى معنيين: أحدهما الواحد بالعدد، والثاني الواحد بالمعنى الكلّي، والواحد بالمعنى الكلّي كما قيل ينقسم إلى الواحد بالنوع والواحد بالجنس ... وكذلك الواحد بالعدد يقال على المتصل أولا ثم ثانيا وعلى التشبيه على الملتحم ثم على المرتكز ثم على المرتبط. وقد يقال الواحد بالعدد على الشخص المشار إليه الذي لا ينقسم بما هو شخص نوع ما مثل زيد وعمرو. وقد يقال على ما لا ينقسم لا بالكمية ولا بالعموم، وهذا هو الواحد الذي هو مبدأ العدد. وقد يقال على ما لا ينقسم بالكلمة والحد، وهذا هو الانقسام الذي يخصّ المركّبات. وهذا أحرى ما قيل عليه الواحد بالعدد (ش، ما، 113، 7) - قد يقال الواحد بمعنى حقيقي بسيط وهو الذي لا ينقسم في جنس جنس، مثل اللون الأبيض في الألوان والبعد الطنيني في الألحان والحرف المصوّت وغير المصوّت في الألفاظ، ومثل الواحد في الكمية وهو الذي لا ينقسم فيها.
و كل واحد من هذه الأجناس فكما أن فيه واحدا أول كذلك فيه أيضا عدد والعدد الذي في الكمية هو الذي ينظر فيه صاحب التعاليم (ش، ما، 114، 1) - الواحد يقال على المقولات العشر، وكذلك العدد. وليس الواحد الذي هو مبدأ الكمية المنفصلة هو الواحد المقول بتقديم وتأخير على جميع الأجناس، ولا العدد الذي في الكمية هو العدد الموجود في جنس جنس (ش، ما، 114، 6) - الواحد ليس يدلّ على الأشياء التي تقال عليها دلالة مشتركة، إذ كانت المعاني المشتركة ليس يلفى فيها محمول ذاتي ولا يكون لها حدّ واحد، ودلالته أيضا عليها دلالة تواطؤ (ش، ما، 116، 5) - الواحد ... هو مبدأ العدد (ش، ما، 117، 23) - الواحد ... يدلّ به على جميع المقولات وأنه مرادف للموجود (ش، ما، 118، 17) - الواحد ... إن ألفي مفارقا للهيولى كان أحرى باسم الوحدانية إذ كان أحرى باسم الموجود (ش، ما، 120، 14) - لما كان معنى الوحدة في واحد واحد من تلك المفارقات إنما هو أن يكون المعقول منها واحدا، وذلك بأن تترقّى المعقولات الكثيرة التي تجوهر بها واحد واحد منها إلى معقول واحد، لزم ضرورة أن يكون معنى الوحدة إنما يوجد حقيقة وأولا للأول ثم لما يليه ثم لما يليه في الرتبة، حتى يكون أكثر العقول كثرة معقولات هذا العقل الذي فينا، وهذا هو الواحد الذي لم نزل نطلبه بالقول المتقدّم وهو الواحد في الجوهر الذي به استفادت سائر الجواهر وحداتها (ش، ما، 159، 21) - صدر عن الواحد واحد ولم يمكن أن يصدر عنه اثنان، ولا أمكن فيما ذاته منقسمة إلى ثلاثة أن يصدر عنه أربعة (ش، ما، 163، 3) - إنّ الواحد لا يصدر عنه إلّا الواحد (ر، م، 460، 6)
واحد أول
- الواحد الأول صدر عنه صدورا أولا جميع الموجودات المتغايرة (ش، ته، 112، 18)
واحد بالاتصال
- الواحد بالاتصال هو الواحد بالعنصر أو بالرباط، وهو الذي يقال له: واحد بالعدد، أو بالشكل (ك، ر، 159، 11) - إن الواحد بالاتصال ينقسم إلى أجزاء هي أيضا متّصلة وكذلك الواحد بالعدد من الأجسام المتشابهة الأجزاء بخلاف الواحد بالكل، مثل الإنسان فإنه لا ينقسم إلى أشياء هي إنسان.
و بالجملة فهذه حال الأجسام الآلية فإن اليد لا تنقسم إلى يد (ش، ت، 540، 15) - إن الفرق بين الواحد بالاتصال والواحد بالكل أن الواحد بالكل والتمام لسنا نقول فيه إنه واحد باتصال أجزائه بل بصورته فإنه لا ينقصه شيء مما هو به واحد. مثل ذلك الخفّ فإنه إنما يقال فيه إنه واحد بصورته التامة لا باتصال أجزائه ولذلك إذا نقص منه جزء لم نقل فيه إنه واحد، وأما الخطّ فإنه يقال فيه باتصال أجزائه واحد وكذلك الجسم وإن توهّم أنه قد نقص منه شيء (ش، ت، 542، 11)
واحد بالجنس
- (التي حدّها) الواحد بالجنس هي التي حدّ محمولها واحد؛ والتي بالاسم، أعني بها ما هي بالمساواة، واحد (ك، ر، 159، 12) - الواحد بالجنس قد يكون بالجنس القريب، وقد يكون بالجنس البعيد. والواحد بالنوع كذلك قد يكون بنوع قريب لا يتجزّأ إلى أنواع، وقد يكون بنوع بعيد (س، شأ، 98، 2) - كل ما هو واحد بالنوع فهو واحد بالجنس، مثال ذلك إن زيدا وعمرا واحد بالنوع لأن كليهما إنسان وهما واحد بالجنس لأن كليهما حيوان وليس ينعكس هذا، ولا بد مثال ذلك أن زيدا وهذا الفرس هما واحد بالجنس لأن كليهما حيوان وليس هما واحدا بالنوع لأن هذا إنسان وهذا فرس (ش، ت، 550، 12) - كل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس، وليس ينعكس هذا حتى يكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة. وإنما كان ذلك كذلك لأن المساواة جنس ما (ش، ت، 550، 15)
واحد بالحقيقة
- ليس إذن الواحد بالحقيقة قابلا للإضافة إلى مجانسه، وإن كان له جنس قبل أن يضاف إلى مجانسه، فإذن لا جنس للواحد الحق بتّة (ك، ر، 153، 1) - الواحد يقال على الوجهين: إما بالحقيقة وإما بالمجاز، فالواحد بالحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتّة ولا ينقسم، وكل ما لا ينقسم فهو واحد من تلك الجهة التي بها لا ينقسم، وإن شئت قلت الواحد ما ليس فيه غيره بما هو واحد؛ وأما الواحد بالمجاز فهو كل جملة يقال لها واحد كما يقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد (ص، ر 1، 24، 10) - الواحد بالحقيقة، هو الجزئي المعيّن (غ، م، 183، 14)
واحد بالذات
- إن الواحد بالذات منه ما يقال فيه واحد من قبل أنه متّصل؛ والمتّصل: إما أن يكون متّصلا بغرا وإما برباط وإما بدساتير وإما بالطبع مثل الخط والسطح والجسم (ش، ت، 528، 8) - يقال الواحد بالصورة على أوجه خمسة:
أحدها الواحد بالنوع كقولنا زيد وعمرو واحد بالإنسانية. والثانية الواحد بالجنس كقولنا في شخص إنسان وفرس أنهما واحد بالحيوانية والجنس منه قريب ومنه بعيد، وكلّما كان واحدا بالنوع فهو واحد بالجنس، وليس ينعكس ويقرب من الواحد بالجنس الواحد بالهيولى. والثالث والواحد بالموضوع الكثير بالحدّ، كالتام والناقص. والرابع الواحد بالمناسبة، كقولنا إن نسبة الربان إلى السفينة والملك إلى المدينة نسبة واحدة. والخامس الواحد بالعرض كقولنا الثلج والكافور واحد بالبياض. فهذه جميع المعاني التي يقال عليها الواحد بالذات (ش، ما، 47، 15)
واحد بسيط
- الواحد البسيط بما هو واحد بسيط إنما يلزم عنه واحد (ش، ما، 160، 12)
واحد بالصورة
- (التي حدّها) الواحد بالصورة هي التي حدّها واحد (ك، ر، 159، 12) - الذي هو واحد بالصورة هو النوع الأخير الذي لا ينقسم إلى نوع آخر بل إلى الأشخاص ...
فأما الشخص مثل زيد فهو المركّب من الصورة والعنصر (ش، ت، 1379، 11) - يقال الواحد بالصورة على أوجه خمسة:
أحدها الواحد بالنوع كقولنا زيد وعمرو واحد بالإنسانية. والثانية الواحد بالجنس كقولنا في شخص إنسان وفرس أنهما واحد بالحيوانية والجنس منه قريب ومنه بعيد، وكلّما كان واحدا بالنوع فهو واحد بالجنس، وليس ينعكس ويقرب من الواحد بالجنس الواحد بالهيولى. والثالث والواحد بالموضوع الكثير بالحدّ، كالتام والناقص. والرابع الواحد بالمناسبة، كقولنا إن نسبة الربان إلى السفينة والملك إلى المدينة نسبة واحدة. والخامس الواحد بالعرض كقولنا الثلج والكافور واحد بالبياض. فهذه جميع المعاني التي يقال عليها الواحد بالذات (ش، ما، 47، 7)
واحد بطريق التناسب
- إنه ليس أسطقسّات المقولات العشر شيئا واحدا بعينه حتى يكون اسم الموجود مقولا بتواطؤ ... وإذا تبيّن أنها ليست واحدة بإطلاق ولا مختلفة بإطلاق، فتكون واحدة بجهة ما وغير واحدة بجهة أخرى. وهذا هو الواحد بطريق التناسب (ش، ت، 1518، 13)
واحد بالعدد
- الواحد بالعدد إما أن يكون فيه بوجه من الوجوه كثرة بالفعل فيكون واحدا بالتركيب والاجتماع- وإما أن لا يكون (س، ن، 224، 7) 

- الواحد بالعدد إذا كان جسما أو جسمانيا، كالبياض مثلا، قيل له شخص. وأمّا الواحد بالعدد والمجرّد عن الهيولى فليس بشخص، بل يجري مجراه والشخص قد يلحقه تغيير (ج، ر، 157، 5) - إن الواحد بالاتصال ينقسم إلى أجزاء هي أيضا متّصلة وكذلك الواحد بالعدد من الأجسام المتشابهة الأجزاء بخلاف الواحد بالكل، مثل الإنسان فإنه لا ينقسم إلى أشياء هي إنسان وبالجملة. فهذه حال الأجسام الآلية فإن اليد لا تنقسم إلى يد (ش، ت، 540، 16) - من الأشياء ما يقال واحد بالعدد، ومنها واحد بالصورة، ومنها واحد بالمساواة، ومنها واحد بالجنس ... والواحد بالعدد قد يقال على الذي عنصره واحد. والفرق بين هذا وبين الواحد الذي هو مبدأ العدد أن هذا الواحد هو في هيولى والواحد الذي هو مبدأ العدد هو في غير هيولى ... والكثرة بالعدد أي بالعنصر التي هي واحدة بالصورة هي التي حدّها واحد، وهذه هي التي هي واحدة بالنوع الحقيقي وهو الذي ينقسم إلى الأشخاص ... والتي يقال فيها إنها واحدة بالجنس هي التي هي داخلة تحت مقولة واحدة ... والتي بالمساواة واحد هي التي نسبتها واحدة كنسبة الشيء إلى شيء آخر (ش، ت، 548، 16) - إن كل ما كان واحدا بالعدد فإنه يلزمه أن يكون مع ما هو مغاير له بالعدد أيضا واحد بالنوع.
مثال ذلك إن زيدا لما كان واحدا بالعدد لزم أن يكون هو وعمرو واحدا بالصورة (ش، ت، 549، 16) - الواحد بالعدد لا يعرف أصلا بالحدّ وإنما يعرف بالحس ولذلك لم يكن له حدّ (ش، ت، 913، 8) - يقال الواحد بالعدد في هذه الصناعة (ما بعد الطبيعة) على الجواهر المفارقة وهي بالجملة أحرى ما قيل فيها واحد بالعدد، إذ كانت لا تنقسم بالكيفية على جهة ما ينقسم المشار إليه إلى مادة وصورة، ولا أيضا بالكمية على جهة ما ينقسم المتصل. وهذا النوع من الواحد بالعدد يبيّن من أمره أخيرا أنه يشبه الواحد الشخصي بالنوع بجهة ويشبه الواحد بالنوع بجهة. أما شبهة للشخص فمن جهة أنه لا يحمل على كثيرين ولا يقال بالجملة على موضوع. وأما شبهه بالنوع فمن جهة أنه معنى واحد مقول بذاته (ش، ما، 46، 21) - إن الواحد يقال على الأنحاء التي ... ترجع إلى معنيين: أحدهما الواحد بالعدد، والثاني الواحد بالمعنى الكلّي، والواحد بالمعنى الكلّي كما قيل ينقسم إلى الواحد بالنوع والواحد بالجنس ... وكذلك الواحد بالعدد يقال على المتصل أولا ثم ثانيا وعلى التشبيه على الملتحم ثم على المرتكز ثم على المرتبط، وقد يقال الواحد بالعدد على الشخص المشار إليه الذي لا ينقسم بما هو شخص نوع ما مثل زيد وعمرو، وقد يقال على ما لا ينقسم لا بالكمية ولا بالعموم. وهذا هو الواحد الذي هو مبدأ العدد. وقد يقال على ما لا ينقسم بالكلمة والحد، وهذا هو الانقسام الذي يخصّ المركّبات. وهذا أحرى ما قيل عليه الواحد بالعدد (ش، ما، 113، 11) - بالجملة فإنما يقال الواحد بالعدد على كل ما انحاز بذاته وانفرد عن غيره إما بالحس وإما بالوهم وإما بذاته. وأشهر الانحيازات هي الانحيازات الحسية، ومن هذه انحيازات الأشياء بأماكنها ثم بأغشيتها (ش، ما، 113، 18) 

- الواحد بالعدد إذا أخذ بما هو واحد من الكمية كان مبدأ للكثرة العددية (ش، ما، 115، 4) - الواحد بالعدد طبيعته غير طبيعة سائر الوحدات، وذلك أن الواحد العددي هو معنى الشخص مجرّدا عن الكمية، أعني الذي به الشخص شخص لأنه أيضا هو شخص بمعنى غير منقسم فيجرّده الذهن من المواد ويأخذه معنى مفارقا. وذلك أن الواحد بالعدد والوحدة العددية إنما هو شيء تفعله النفس في أشخاص الموجودات، ولو لا النفس لم تكن هنالك وحدة عددية ولا عدد أصلا بخلاف الأمر في الخط والسطح، وبالجملة الكم المتصل.
و لذلك كان العدد أشد تبرّيا من المادة (ش، ما، 116، 21)
واحد بالعرض
- الواحد بالعرض هو أن يقال في شيء يقارن شيئا آخر، أنّه هو الآخر، وأنّهما واحد. وذلك إما موضوع ومحمول عرضي، كقولنا: إنّ زيدا وابن عبد اللّه واحد، وإنّ زيدا والطبيب واحد؛ وإمّا محمولان موضوع، كقولنا: الطبيب هو وابن عبد اللّه واحد، إذ عرض أن كان شيء واحد طبيبا وابن عبد اللّه؛ أو موضوعان في محمول واحد عرضي، كقولنا: الثلج والجص واحد، أي في البياض، إذ قد عرض أن حمل عليهما عرض واحد (س، شأ، 97، 7) - يقال الواحد بالعرض أيضا في مقابلة ما بالذات، كقولنا إن الطبيب والبنّاء واحد بعينه إذا عرض أن كان بنّاء طبيبا، وهذا إنما يتصوّر في المعاني المركّبة، فأما المفردة فلا إذ كانت ذات الشيء المشار إليه لا تحصل بالعرض (ش، ما، 47، 16)
واحد بالكل
- إن الواحد بالاتصال ينقسم إلى أجزاء هي أيضا متّصلة وكذلك الواحد بالعدد من الأجسام المتشابهة الأجزاء بخلاف الواحد بالكل، مثل الإنسان فإنه لا ينقسم إلى أشياء هي إنسان.
و بالجملة فهذه حال الأجسام الآلية فإن اليد لا تنقسم إلى يد (ش، ت، 540، 16) - إن الفرق بين الواحد بالاتصال والواحد بالكل أن الواحد بالكل والتمام لسنا نقول فيه إنه واحد باتصال أجزائه بل بصورته فإنه لا ينقصه شيء مما هو به واحد. مثل ذلك الخفّ فإنه إنما يقال فيه إنه واحد بصورته التامة لا باتصال أجزائه ولذلك إذا نقص منه جزء لم نقل فيه إنه واحد، وأما الخطّ فإنه يقال فيه باتصال أجزائه واحد وكذلك الجسم وإن توهّم أنه قد نقص منه شيء (ش، ت، 542، 11) - إن الواحد بالكل لما كان هو التام الذي ليس يمكن أن يزاد عليه ولا أن ينقص منه ويبقى واحدا بعينه، وكان الواحد بالاتصال بخلاف هذا، كان خط الدائرة من قبل أنه لا يمكن أن يزاد فيه تام الوحدة لأن الدائرة ليس يمكن فيها زيادة ولا نقصان فتبقى دائرة كالحال في الخفّ والبيت وجميع الأشياء الواحدة بالكل (ش، ت، 542، 18)
واحد بالمجاز
- كل واحد غير الواحد بالحقيقة فهو الواحد بالمجاز لا بالحقيقة (ك، ر، 161، 11) - الواحد يقال على الوجهين: إما بالحقيقة وإما بالمجاز، فالواحد بالحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتّة ولا ينقسم، وكل ما لا ينقسم فهو واحد من تلك الجهة التي بها لا ينقسم، وإن شئت قلت الواحد ما ليس فيه غيره بما هو واحد؛ وأما الواحد بالمجاز فهو كل جملة يقال لها واحد كما يقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد (ص، ر 1، 24، 13) - إطلاق اسم الواحد على أشياء كثيرة (مجازا) لاندراجها تحت كلّي واحد، وذلك خمسة:
الأول: الاتحاد بالجنس، كقولك: الإنسان والفرس واحد بالحيوانية. الثاني: اتحاد النوع، كقولك: زيد وعمرو واحد بالإنسانية.
الثالث: الاتحاد بالعرض، كما يقال: الثلج والكافور واحد بالبياض. الرابع: في النسبة كقولك: نسبة الملك إلى المدينة، ونسبة النفس إلى البدن، واحدة. الخامس: في الموضوع، كقولك في السكر: إنّه أبيض وحلو، فنقول:
الأبيض والحلو واحد، أي موضوعهما واحد (غ، م، 184، 13)
واحد بالمساواة
- (التي حدّها) الواحد بالمساواة هي التي نسبتها واحد، كالأشياء الطبّية المنسوبة جميعا إلى الطّب (ك، ر، 159، 14) - أما الواحد بالمساواة فهو بمناسبة ما، مثل أنّ حال السفن عند الربّان وحال المدينة عند الملك واحدة، فإنّ هاتين حالتان متّفقتان، وليس وحدتهما بالعرض، بل وحدة ما يتّحد بهما بالعرض، أعني وحدة السفينة والمدينة بهما هي وحدة بالعرض (س، شأ، 102، 7) - كل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس، وليس ينعكس هذا حتى يكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة وإنما كان ذلك كذلك لأن المساواة جنس ما (ش، ت، 550، 16)
واحد بالمعنى الكلّي
- إن الواحد يقال على الأنحاء التي ... ترجع إلى معنيين: أحدهما الواحد بالعدد، والثاني الواحد بالمعنى الكلّي، والواحد بالمعنى الكلّي كما قيل ينقسم إلى الواحد بالنوع والواحد بالجنس ... وكذلك الواحد بالعدد يقال على المتصل أولا ثم ثانيا وعلى التشبيه على الملتحم ثم على المرتكز ثم على المرتبط، وقد يقال الواحد بالعدد على الشخص المشار إليه الذي لا ينقسم بما هو شخص نوع ما مثل زيد وعمرو، وقد يقال على ما لا ينقسم لا بالكمية ولا بالعموم. وهذا هو الواحد الذي هو مبدأ العدد. وقد يقال على ما لا ينقسم بالكلمة والحد، وهذا هو الانقسام الذي يخصّ المركّبات. وهذا أحرى ما قيل عليه الواحد بالعدد (ش، ما، 113، 9) - الواحد بالمعنى الكلّي إذا أنزل أنه إنما يدل على عرض مشترك للمقولات العشر فلا تخلو دلالته على ذلك العرض الموجود في واحد واحد منها أن تكون دلالته تواطئوا ودلالة الاسم المشكّك، أعني الذي يقال بتقديم وتأخير أو دلالة اشتراك محض (ش، ما، 116، 1)
واحد بالنسبة
- من الواحد ما هو غير حقيقي، وهو: إمّا بحسب شركة في محمول، فما بحسب اتّحاد النوع يسمّى مشاكلة، وما بحسب الجنس مجانسة، وما بحسب الوضع مطابقة، وما بحسب الكيف مشابهة، وما بحسب الكم مساواة، وما بحسب الإضافة يسمّى واحدا بالنسبة، كما يقال نسبة النفس إلى البدن كنسبة الملك إلى المدينة. وإمّا في الموضوع كما يقال: الحلو والأصفر واحد، أي موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 4) - كل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس، وليس ينعكس هذا حتى يكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة. وإنما كان ذلك كذلك لأن المساواة جنس ما (ش، ت، 550، 15)
واحد بالنوع
- الواحد بالجنس قد يكون بالجنس القريب، وقد يكون بالجنس البعيد. والواحد بالنوع كذلك قد يكون بنوع قريب لا يتجزّأ إلى أنواع، وقد يكون بنوع بعيد (س، شأ، 98، 3) - إن ما هو واحد بالنوع فليس هو واحد بالعدد أصلا لأن الواحد بالنوع مما يصدق أقل ذلك على اثنين بالعدد (ش، ت، 550، 3) - كل ما هو واحد بالنوع فهو واحد بالجنس، مثال ذلك إن زيدا وعمرا واحد بالنوع لأن كليهما إنسان وهما واحد بالجنس لأن كليهما حيوان وليس ينعكس هذا، ولا بد مثال ذلك أن زيدا وهذا الفرس هما واحد بالجنس لأن كليهما حيوان وليس هما واحدا بالنوع لأن هذا إنسان وهذا فرس (ش، ت، 550، 9)
واحد تام
- من الواحد تام، وهو الذي لا يمكن الزيادة فيه كخط الدائرة، ومنه ناقص، وهو الذي يمكن فيه ذلك كالخط المستقيم. وأحقّ الأقسام بالوحدة الأول، ثم ما يليه من الثلاثة. والتامّ أحقّ بها من غيره، ومن لواحق الكثرة الاختلاف والتقابل (سه، ل، 126، 8)
واحد حق
- ليس إذن الواحد بالحقيقة قابلا للإضافة إلى مجانسه، وإن كان له جنس قبل أن يضاف إلى مجانسه، فإذن لا جنس للواحد الحق بتّة (ك، ر، 153، 2) - الواحد الحق أزليّ؛ ولا يتكثّر بتّة بنوع من الأنواع أبدا؛ ولا يقال: واحد، بالإضافة إلى غيره؛ فإذن هو الذي لا هيولى له ينقسم بها، ولا صورة مؤتلفة من جنس وأنواع؛ فإنّ الذي هو كذلك يتكثّر بما ألّف منه؛ ولا هو كمّية بتّة، ولا له كمّية؛ لأنّ الذي هو كذلك أيضا ينقسم (ك، ر، 153، 4) - الواحد الحق لا أسماء مترادفة (ك، ر، 155، 16) - ليس الواحد الحق واحدا بنوع اشتباه الاسم (ك، ر، 156، 5) - الواحد الحق لا يقال بنوع العنصر بتّة (ك، ر، 156، 20) - إنّ الواحد الحق ليس هو شيء من المفعولات، ولا هو عنصر و، لا جنس، ولا نوع، ولا شخص، ولا فصل، ولا خاصة، ولا عرض عام، ولا حركة، ولا نفس، ولا عقل، ولا كل، ولا جزء، ولا جميع، ولا بعض، ولا واحد بالإضافة إلى غيره، بل واحد مرسل، ولا يقبل التكثير ولا هو المركّب، ولا كثير، ولا واحد مما ذكرنا أنّه موجود فيه أنواع جميع أنواع الواحد التي ذكرنا، ولا يلحقه ما يلحق أساميها (ك، ر، 160، 6) - الواحد الحق إذن لا ذو هيولى، ولا ذو صورة، ولا ذو كمّية، ولا ذو كيفية، ولا ذو إضافة، ولا موصوف بشيء من باقي المفعولات، ولا ذو جنس، ولا ذو فصل، ولا ذو شخص، ولا ذو خاصة، ولا ذو عرض عام، ولا متحرّك، ولا موصوف بشيء مما نفى أن يكون واحدا بالحقيقة؛ فهو إذن وحدة فقط محض، أعني لا شيء غير وحدة (ك، ر، 160، 13) - الواحد الحق هو الواحد بالذات الذي لا يتكثّر بتّة بجهة من الجهات، ولا ينقسم بنوع من الأنواع، ولا من جهة ذاته، ولا من جهة غيره، ولا هو زمان، ولا مكان، ولا حامل، ولا محمول، ولا كل، ولا جزء، ولا جوهر ولا عرض، ولا ينقسم بنوع من أنواع القسمة أو التكثّر بتّة (ك، ر، 161، 1) - علّة الإبداع هو الواحد الحق الأول، والعلّة التي منها مبدأ الحركة، أعني المحرّك مبدأ الحركة، أعني المحرّك، هي الفاعل. فالواحد الحق الأول، إذ هو علّة مبدأ حركة التهوّي- أي الانفعال- فهو المبدع جميع المتهوّيات (ك، ر، 162، 8) - الواحد الحق إذن هو الأول المبدع الممسك كل ما أبدع، فلا يخلو شيء من إمساكه وقوته إلّا عاد ودثر (ك، ر، 162، 11) - بيّن (أرسطو) أنّ الواحد الحق هو الذي أفاد سائر الموجودات الواحدية. ثم بيّن أنّ الكثير بعد الواحد، لا محالة. وأنّ الواحد تقدّم الكثرة. ثم بيّن أنّ كل كثرة تقرب من الواحد الحق كان أول كل كثرة مما يبعد عنه؛ وكذلك بالعكس (ف، ج، 102، 9)
واحد عام
- إذا كانت الكلّيات ليست جواهر فبيّن أن الموجود العام ليس بجوهر موجود خارج النفس كما ليس الواحد العام جوهرا ... من قبل أن الواحد والهويّة محمولات كلّية لا وجود لها إلّا من حيث هي في الذهن (ش، ت، 1271، 11)
واحد عددي
- ليس يقال في المحدود المشار إليه إنه واحد كما يقال في الواحد العددي الذي هو مبدأ العدد، أو كما يقال في النقطة أي إنه لا وجود له سوى أنه غير منقسم، بل إنما صار الشيء الذي هو مشار إليه واحدا من قبل فعل فيه واحد وطبيعة واحدة أي من قبل أنه واحد بالصورة (ش، ت، 1067، 14) - الواحد العددي هو المشار إليه في الذهن الغير منقسم فيه إلى كمية ولا كيفية ولا وضع (ش، ما، 114، 11) - الواحد في الأعداد هو السبب في كون سائر أنواع العدد موجودة ومعدودة ومعلومة (ش، ما، 119، 12)
واحد في كل جنس
- إن الواحد في كل جنس هو الذي بمعرفته يعرف ذلك الجنس أتى بالحد العام لجميع الآحاد وهو الدال في الحقيقة على انية الواحد وجوهره. فقال (أرسطو) وفي جميع الأشياء الواحد هو الذي لا يتجزأ أما بالكميّة وأما بالصورة (ش، ت، 547، 8)
واحد في مادة
- الواحد الذي في مادة لا يتكرّر بالشخص (ش، ت، 139، 14)
واحد كلّي
- إن لم يكن الواحد الكلّي والموجود يدلّان على جواهر قائمة بذاتها لم يكن هاهنا واحد هو جوهر إلّا الأشياء الجزئية (ش، ت، 268، 11) - إن الواحد الكلّي ليس بجوهر لأنه لا يمكن أن يوجد شيء مشترك لأشياء كثيرة هو جوهر إلّا من حيث هو في النفس فقط (ش، ت، 1271، 2)
واحد كلّي عام
- قالوا (الأقدمون من الطبيعيين) إن الواحد الكلّي العام لجميع ما يقال عليه واحد هو السبب في وجود سائر الموجودات التي يقال عليها واحد والسبب في تقديرها (ش، ما، 119، 20)
واحد مبدأ العدد
- من الأشياء ما يقال واحد بالعدد، ومنها واحد بالصورة، ومنها واحد بالمساواة، ومنها واحد بالجنس ... والواحد بالعدد قد يقال على الذي عنصره واحد. والفرق بين هذا وبين الواحد الذي هو مبدأ العدد أن هذا الواحد هو في هيولى والواحد الذي هو مبدأ العدد هو في غير هيولى ... والكثرة بالعدد أي بالعنصر التي هي واحدة بالصورة هي التي حدّها واحد، وهذه هي التي هي واحدة بالنوع الحقيقي وهو الذي ينقسم إلى الأشخاص ... والتي يقال فيها إنها واحدة بالجنس هي التي هي داخلة تحت مقولة واحدة ... والتي بالمساواة واحد هي التي نسبتها واحدة كنسبة الشيء إلى شيء آخر (ش، ت، 548، 17)
واحد مطلق
- حدّ الواحد المطلق هو أن يقال فيه إنه مكيال العدد وإنه غير منقسم بنحو من الانقسامات (ش، ما، 114، 10) - لا يخلو أن يكون الموضوع للواحد المطلق:
إما شيئا مشتركا لعشر المقولات كلها كما يقول ابن سينا، وإما أن يكون مرادفا لاسم الموجود، أعني يقال بتقديم وتأخير لأنه يدل منه على عرض مشترك، كما يرى ذلك ابن سينا، وإما أن يكون شيئا مفارقا كما يرى كثير من القدماء في طبيعة الواحد. فأما هذا القول فيتكلّف إبطاله أرسطو فيما بعد (ش، ما، 115، 12) - الواحد المطلق أعم من الواحد الذي هو مبدأ العدد (ش، ما، 118، 7)
واحد وكثرة
- إن الواحد هو غير متجزّئ والكثرة متجزّئة فإن الكثرة إنما يقال لما قد جزّئ أو لما يجزّى، وأما الواحد بما هو واحد فإنه لا يتجزّى (ش، ت، 1284، 1) - الكثرة والواحد يضاد أحدهما الثاني بما يضاد به العدم للملكة، وإنما سمّي العدم والملكة أضدادا لأن الأضداد الحقيقية ترقى إلى هذا الجنس (ش، ت، 1284، 12) - الواحد يقابل الكثرة على جهة ما يقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا يتجزّى والمتحد هو عدم التجزّي والتجزّي هو كالملكة والصورة لهذا العدم ... والسبب في ذلك أن المتجزّئ هو كثرة، والكثرة أعرف من المنفرد، والذي يتجزّى أيضا أعظم من الذي لا يتجزّى، والأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 5) - إن الواحد والكثرة تتقابل من جهة الهو هو والغير المتشابهة وغير المتشابه (ش، ت، 1291، 11) - الواحد والكثير من المتضادات (ش، ت، 1320، 10) - إذا قسّم (الواحد) إلى الأشياء التي بها يقال فيها أنها واحد بإطلاق انتظم جميع آحاد المقولات العشر، وتكون الكثرة أيضا بهذه الجهة من لواحق المقولات العشر. وذلك أن الموضوع للواحد المطلق ليس شيئا أكثر من المقولات العشر، أعني من الوحدات الموجودة في المقولات العشر (ش، ما، 115، 7) - إن الواحد يقابل الكثرة بأوجه كثيرة، أحدها بالمنقسم وغير المنقسم، وهذا كأنه يشبه التقابل الذي بين الملكة والعدم. وذلك أن الواحد هو عادم للانقسام الموجود في الكثرة، وأيضا فإن الواحد يقابل الكثرة من جهة خواصها بأن للواحد الهو هو وللكثرة الغير والخلاف، إلّا أن الذي يقابل من هذه للواحد في جهة ما هو هو هي الغيرية، وذلك أن كل شيء باضطرار إما أن يكون هو هو وإما أن يكون غيرا، وذلك أيضا بحسب الأصناف التي عددنا أنه يقال عليها الهو هو والغير (ش، ما، 121، 6) - إنه ليس يمكن أن يكون الواحد يقابل الكثرة على جهة التضاد، وإذ كانت المضادة للكثرة إنما هي القلة والواحد ليس بقليل، إذ القليل من أوصاف المنقسم، وإنما يعرض للواحد أن يكون قليلا من جهة ما يكون الواحد شيئا منقسما لا من جهة ما هو واحد (ش، ما، 126، 22) - إن كان الواحد قليلا فيكون الاثنان كثيرا، فإن القليل والكثير يقالان بالإضافة، وعلى هذا فسيكون الواحد كثرة ما، وهذا كله ممتنع (ش، ما، 127، 3) - إن الضد ... إنما يوجد له ضد واحد، وهما في جنس واحد. وليس هكذا شأن الواحد والكثرة (ش، ما، 127، 6) - إن الواحد من جهة أنه شيء غير منقسم والكثرة منقسمة ... قد لحقه عدم الانقسام الذي هو موجود للكثرة (ش، ما، 127، 8) - الواحد يعرض له أن يكون كائلا والكثرة مكيلة والكيل والمكيل من باب المضاف إلا أن هذه الإضافة ليست في جوهر الواحد بل عارضة له، ولذلك لا يقال الواحد بالإضافة إلى الكثرة على جهة ما يقال الأشياء المضافة بعضها إلى بعض. والأمر في ذلك كالأمر في العلّة والمعلول، فإن النار علّة للأشياء النارية، لكن كونها نارا غير كونها علّة، ولذلك هي من حيث نار في مقولة الجوهر ومن حيث هي علّة في مقولة الإضافة (ش، ما، 127، 19) - يشبه أن يكون اسم الكثرة دالّا عليها (النار) لا من حيث لها هذه النسبة، وإن كانت ليس تتقوّم إلا بها بل اسم الكثرة إنما يقال بالإضافة إلى القلة. ولذلك هذه الإضافة التي بين الكثرة والواحد إنما هي للكثرة من حيث هي مكيلة وللواحد من حيث هو كائل، أو نقول إن الواحد قد يقابل الكثرة بالوجهين جميعا من جهتين مختلفتين، فيكون تقوم الكثرة لا من جهة ما عرض له أنه عدم الكثرة بل من جهة ما هو مبدأ لها. وبهذه الجهة يكون تقابلهما من المضاف؛ ويكون أيضا من جهة ما عرض له هذا العدم الموجود في الكثرة، أعني الانقسام يقابل الكثرة على جهة الملكة والعدم (ش، ما، 128، 3) - لما كان الواحد في كل جنس هو ما لم يكن منقسما ولا كثيرا بالانقسام الموجودة في ذلك الجنس، وكانت الكثرة الموجودة في واحد واحد من هذه المفارقات لها إنما توجد لها من جهة أنها تعقل من ذاتها كثرة على ما لاح من القول المتقدّم، فيجب عن هذا ضرورة أن يكون الواحد في هذا غير منقسم فيما يعقل من ذاته. فلذلك لا يعقل إلّا شيئا واحدا بسيطا وهي ذاته، ولا يمكن فيه أن يعقل كثرة ما لا في ذاته ولا خارجة عن ذاته، وهو واحد بسيط في جوهره وغيره إنما صار واحدا به (ش، ما، 159، 8) 















مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید