- إنّ وجود العالم عن الباري ليس كوجود الدار عن البنّاء، أو كوجود الكتاب عن الكاتب الثابت المستقلّ بذاته المستغني عن الكاتب بعد فراغه من الكتابة وعن البنّاء بعد فراغه عن أبنية الدار، ولكن كوجود الكلام عن المتكلّم الذي إن سكت بطل وجود الكلام، فالكلام يكون موجودا ما دام المتكلّم يتكلّم به، ومتى سكت بطل وجوده (ص، ر 3، 318، 22) - قالوا (الفلاسفة): وجود العالم ممكن قبل وجوده، إذ يستحيل أن يكون ممتنعا ثم يصير ممكنا، وهذا الإمكان لا أوّل له، أي لم يزل ثابتا، ولم يزل العالم ممكنا وجوده إذ لا حال من الأحوال يمكن أن يوصف العالم فيه بأنّه ممتنع الوجود (غ، ت، 63، 13) - مقايسة الموجودات بعضها إلى بعض، في التقدّم والتأخّر إذا كانت مما شأنها أن تكون في زمان. فأما إذا لم تكن في زمان فإن لفظ" كان" وما أشبهه ليس يدل في أمثال هذه القضايا إلا على ربط الخبر بالمخبر، مثل قولنا: وكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً. وكذلك إن كان أحدهما في زمان والآخر ليس في زمان مثل قولنا: كان اللّه تعالى ولا عالم، ثم كان اللّه تعالى والعالم. فلذلك لا يصحّ في مثل هذه الموجودات هذه المقايسة التي تمثل بها. وإنما تصحّ المقايسة صحة لا شك فيها إذا ما قسنا عدم العالم مع وجوده، لأن عدمه مما يجب أن يكون في زمان، إن كان العالم وجوده في زمان. فإذا لم يصحّ أن يكون عدم العالم في وقت وجود العالم نفسه، فهو ضرورة قبله.
و العدم يتقدّم عليه والعالم متأخّر عنه، لأن المتقدّم والمتأخّر في الحركة لا يفهمان إلا مع الزمان (ش، ته، 61، 29)
وجود عقلي
- أما الوجود الصوري فهو الوجود العقلي وهو الوجود الذي إذا تقرّر في شيء صار للشيء به عقل، والذي يحتمل نيله هو عقل بالقوة، والذي ناله بعد القوة هو عقل بالفعل على سبيل الاستكمال، والذي هو له ذاته هو عقل بذاته (س، شأ، 356، 18)
وجود عيني
- إنّ الوجود العيني نفس الكون في الأعيان لا ما به الكون في الأعيان (ر، م، 35، 8)
وجود في البسيط
- إن الوجود في البسيط هو نفس الماهية (ش، ته، 226، 12)
وجود في المركّب
- الوجود في المركّب صفة زائدة على ذاته، وإن هذه الصفة إنما استفادها من الفاعل (ش، ته، 225، 15)
وجود الكلّي
- وجود الكلّي ليس فيه شك وإنما الشك في طبيعته ما هو (ش، ت، 238، 10)
وجود الماضي
- الزمان الماضي والوجود الماضي: فالمتكلّمون يرون أنه متناه، وهذا هو مذهب أفلاطون وشيعته. وأرسطو وفرقته يرون أنه غير متناه كالحال في المستقبل (ش، ف، 41، 19)
وجود المخصّص
- الوجود من لوازم الماهيّات لا من مقوّماتها لكن الحكم في الأول الذي لا ماهيّة له غير الإنيّة يثبت أن يكون للوجود حقيقة إذا كان على صفة وتلك الصفة هكذا الوجود. وليس هكذا الوجود ووجود المخصّص بالتأكّد بل هو معنى لا اسم له يعبّر عنه بتأكّد الوجود ويثبت أن يكون أولى ما يقول فيه أن حقيقة الواجبية بالمعنى المطلق لا الواجبية بالمعنى العام؛ ومعناه أنه يجب له الوجود وقد يعبّر عن القوى باللوازم إذ ليس نعرف حقيقة كل قوة. ولو كانت تعرف حقيقة الأول لكان وجوب الوجود شرح اسم لتلك الحقيقة (ف، ت، 6، 6)
وجود المستقبل
- الزمان المستقبل غير متناه، وكذلك الوجود المستقبل (ش، ف، 41، 18)
وجود مطلق
- الممكن وجوده صنفان: أحدهما الضروري وهو ما لا يمكن عدمه، والآخر الموجود المطلق وهو ما هو موجود وقتا ما، فبيّن أن الوجود المطلق قد كان معدوما وقتا ما (ج، ن، 43، 6)
وجود معقول
- الوجود ... وجودان: وجود محسوس ووجود معقول، وأن الوجود المعقول هو الوجود المحسوس من حيث نعرفه ونفهم ماهيّته (ش، ما، 87، 11)
وجود ممكن
- إنّ إمكان الوجود لا ينقطع، فكذلك الوجود الممكن يجوز أن يكون على وفق الإمكان (غ، ت، 70، 13)
وجود واجب
- الوجود الواجب ماهيّة، وحقيقة كلّية، وطبيعة حقيقية، كما أنّ الإنسانية والشجرية والسمائية ماهيّة، إذ لو ثبت له ماهيّة لكان الوجود الواجب لازما لتلك الماهيّة، غير مقوّم لها، واللازم تابع ومعلول، فيكون الوجود الواجب معلولا، وهو مناقض لكونه واجبا (غ، ت، 106، 11)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)