- قيل في حدّ الوحدة العددية إنها التي بها يقال في شيء شيء إنه واحد. فمن هذه الأشياء ما هي منحازة بأماكنها التي تحويها وهو أشهر الانحيازات، ومنها ما هي منحازة بنهاياتها فقط وهي المتماسّة، ومنها ما انحيازها بالوهم فقط، وبهذه الجهة تلحق العدد المتّصل. وإذا كان هذا هكذا فالواحد العددي في هذه الأشياء إنما يدل منها على أمور هي خارجة عن ذاتها (ش، ما، 44، 12) - الواحد بالعدد طبيعته غير طبيعة سائر الوحدات، وذلك أن الواحد العددي هو معنى الشخص مجرّدا عن الكمية، أعني الذي به الشخص شخص لأنه أيضا هو شخص بمعنى غير منقسم فيجرّده الذهن من المواد ويأخذه معنى مفارقا. وذلك أن الواحد بالعدد والوحدة العددية إنما هو شيء تفعله النفس في أشخاص الموجودات، ولو لا النفس لم تكن هنالك وحدة عددية ولا عدد أصلا بخلاف الأمر في الخط والسطح، وبالجملة الكم المتصل.
و لذلك كان العدد أشد تبرّيا من المادة (ش، ما، 117، 1)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)