- الوهم- وقوف شيء للنفس بين الإيجاب والسلب، لا يميل إلى واحد منهما (ك، ر، 169، 8) - إنّ وراء المشاعر الظاهرة شركا وحبائل لاصطياد ما يقنصه الحس من الصورة. ومن ذلك قوة تسمّى مصوّرة وقد رتّبت في مقدم الدماغ وهي التي تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس وملاقاتها فتزول عن الحس وتبقى فيها. وقوة تسمّى وهما وهي التي تدرك من المحسوس ما لا يحس مثل القوة في الشاة إذا تشبّح صورة الذئب في حاسة الشاة فتشبّحت عداوته ورداءته فيها إذ كانت الحاسّة لا تدرك ذلك. وقوة تسمّى حافظة وهي خزانة ما يدركه الوهم كما أن المصوّرة خزانة ما يدركه الحس. وقوة تسمّى مفكّرة وهي التي تتسلّط على الودائع في خزانتي المصوّرة والحافظة فيخلط بعضها ببعض ويفصل بعضها عن البعض. وإنما تسمّى مفكّرة إذا استعملها روح الإنسان والعقل فإن استعملها الوهم سمّيت متخيّلة (ف، ف، 12، 5) - الوهم والحس الباطن لا يدرك المعنى صرفا بل خلطا ولكن يستثبته بعد زوال المحسوس، فإن الوهم والتخيّل أيضا لا يحضران في الباطن صورة إنسانية صرفة بل على نحو ما يحس من خارج مخلوطة بزوائد وغواش من كم وكيف وأين ووضع. فإذا حاول أن تمثّل فيه الإنسانية من حيث هي إنسانية بلا زيادة أخرى لم يمكنه ذلك إنما يمكنه استثبات الصورة الإنسانية المخلوطة المأخوذة عن الحس وإن فارق المحسوس (ف، ف، 13، 1) - يقال: ما الوهم؟ الجواب: هو الوقوف بين الطرفين لا يدرى في أيّهما القضية الصادقة (تو، م، 312، 12) - لا يقدر الوهم على أن يتوهّم شيئا بلا شكل ولا قدر جرى (تو، م، 333، 23) - أما القوى المدركة في الباطن فمنها القوة التي تنبعث منها قوى الحواسّ الظاهرة وتجتمع بتأديتها إليها وتسمّى الحسّ المشترك ...
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّيه الحواسّ إليه من صور المحسوسات، حتى إذا غابت عن الحسّ بقيت فيه بعد غيبها.
و هذا يسمّى الخيال والمصوّرة وعضوهما مقدّم الدماغ. وهاهنا قوة أخرى في الباطن تدرك في الأمور المحسوسة ما لا يدركه الحسّ، مثل القوة في الشاة التي تدرك من الذئب ما لا يدركه الحسّ ولا يؤدّيه الحسّ- فإنّ الحسّ لا يؤدّي إلّا الشكل واللون؛ فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ ومنفور عنه فتدركه قوة أخرى وتسمّى وهما. وكما أنّ للحسّ خزانة هي المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّى الحافظة والمتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 19) - الوهم قد يدرك أمورا غير مادية، ويأخذها عن المادة، كما يدرك أيضا معاني غير محسوسة وإن كانت مادية (س، شن، 52، 12) - إنّ الوهم هو الحاكم الأكبر في الحيوان، ويحكم على سبيل انبعاث تخيّلي من غير أن يكون ذلك محقّقا؛ وهذا مثل ما يعرض للإنسان من استقذار العسل لمشابهته المرار، فإنّ الوهم يحكم بأنّه في حكم ذلك، وتتبع النفس ذلك الوهم وإن كان العقل يكذّبه (س، شن، 162، 5) - القوى (النفسية)، آلة جسمانية خاصة، واسم خاص. فالأولى: هي المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسيا"، وآلتها الروح المصبوب في مبادئ عصب الحسّ، لا سيّما في مقدّم الدماغ. والثانية: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخيال"، وآلتها الروح المصبوب في البطن المقدّم، لا سيّما في الجانب الأخير. والثالثة الوهم وآلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجويف الأوسط.
و تخدمها فيها قوة رابعة لها أن تركّب وتفصّل ما يليها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، والمعاني المدركة ب" الوهم". وتركّب أيضا الصور بالمعاني وتفصّلها عنها، وتسمّى عند استعمال العقل مفكّرة، وعند استعمال الوهم متخيّلة. وسلطانها في الجزء الأول من التجويف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، ويتوسّط الوهم للعقل. والباقية من القوى هي الذاكرة، وسلطانها في حيّز الزوج الذي في التجويف الأخير، وهو آلتها (س، أ 1، 357، 1) - هاهنا قوة أخرى في الباطن تدرك في الأمور المحسوسة ما لا يدركه الحسّ مثل القوة التي في الشاة التي تدرك من الذئب معنى لا يدركه الحسّ ولا يؤدّيه الحسّ ... وتسمّى وهما (س، ر، 28، 16) - أما الوهم فإنّه وإن استثبت معنى غير محسوس فلا يجرّده إلّا معلّقا بصورة خيالية (س، ر، 33، 5) - قوة تسمّى وهما وهي التي تدرك من المحسوس ما لا يحسّ مثل القوة التي في الشاة التي إذا تشبّح صورة الذئب في حاسّة الشاة تشبّحت عداوته وردائته فيها إذا كانت الحاسّة لا تدرك ذلك (س، ر، 62، 9) - الوهم والحسّ الباطن لا يدرك المعنى صرفا بل خلطا ولكنه يستثبته بعد زوال المحسوس، فإنّ الوهم والتخيّل أيضا لا يحضران في الباطن صورة إنسانية صرفة بل على نحو ما يحسّ من خارج مخلوطة بزوائد وغواشي من كم وكيف وأين ووضع (س، ر، 63، 5) - أما الوهم فإنّه قد تعدّى قليلا عن هذه المرتبة في التجريد، لأنّه ينال المعاني التي ليست هي في ذواتها بمادية، وإن عرض لنا أن تكون في مادة؛ وذلك لأنّ الشكل واللون والوضع وما أشبه ذلك، أمور لا يمكن أن تكون إلّا لمواد جسمانية (س، ف، 71، 10) - إنّ الوهم لو أراد أن يتوهّم نفسه، وهو الوهم، لم يمكنه (غ، م، 363، 10) - الوهم لا يسكن عن تقدير ... الزمان (غ، ت، 56، 16) - الوهم يعجز عن فهم وجود مبدأ، إلّا مع تقدير وجود قبل له محقّق، هو الزمان (ط، ت، 106، 18) - الوهم، وهي قوة تنطبع فيها صور المعاني الجزئية الكائنة في المحسوسات، كصداقة زيد المدركة لعمرو، عند الإحساس به وبأحواله.
و عداوة الذئب المدركة للبهيمة عند إحساسها به (ط، ت، 320، 15)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)