المنشورات

سويقة

بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، على لفظ التصغير: موضع بشقّ اليمامة. قال سوادة بن عدىّ بن زيد:
ولقد أفود بعاتق فسويقة ... رحب الجوانح كالصّليف مشذّبا
العاتق: موضع هناك أيضا. والصّليف: العود المعترض فى القتب.
وسويقة أخرى: مذكورة فى رسم ضريّة، وفى رسم الأشعر، وهى على مقربة من المدينة، وبها كانت منازل بنى حسن بن حسن بن علىّ. وحدّث يموت بن المزرّع، عن ابن الملّاح، عن أبيه، عن إسماعيل ابن جعفر بن إبراهيم، عن موسى بن عبد الله بن حسن، قال: خرجت من منالنا بسويقة جنح وليل، وذلك قبل خروج محمّد أخى، فإذا أنا بنسوة توهّمت أنّهنّ خرجن من دارنا، فأدركتنى الغيرة «1» ، فاتّبعتهنّ لأنظر حيث يردن «2» ، حتّى إذا كان «3» بطرف الجمير، التفتت إحداهنّ وهى تقول:
سويقة بعد ساكنها يباب ... لقد أمست أجدّ بها الخراب
فقلت لهنّ: أمن الإنس أنتنّ فلم يراجعننى. فخرج محمّد بعد هذا، فقتل وخرّبت ديارنا.
وبالإسناد عن إسماعيل، قال: لقينى موسى بن عبد الله، فقال لى: هلمّ حتّى أريك ما صنع بنا بسويقة، فانطلقت معه، فإذا بنخلها قد عضد من آخره، ومصانعها قد خرّبت، فخنقتنى العبرة. فقال: إليك، فنحن «4» والله كما قال دريد بن الصّمّة:
تقول ألا تبكى أخاك وقد أرى ... مكان البكا لكن جبلت على الصّبر
وقال سعيد بن عقبة: نزلت ببطحاء سويقة، فاستوحشت لخرابها، إلى أن خرجت ضبع من دار عبد الله بن حسن، فقلت:
إنّى مررت على دار فأحزننى ... لمّا مررت عليها منظر الدار
وحشا خرابا كأن لم تغن عامرة ... بخير أهل لمعتر وزوّار
لا يبعد الله قوما كان يجمعهم ... جنبا سويقة أخيارا لأخيار
الرافعين لسارى الليل نارهم ... حتّى يؤمّ على ضوء من النار 

والرافعين عن المحتاج خلّته ... حتّى يجوز الغنى من بعد إقتار
وقال الفرزدق:
ألم تر أنى يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتنى هنيدة ماليا
وقال دريد بن الصّمّة:
تأبّد من أهله معشر ... فحزم سويقة فالأصفر
فجزع الحليف إلى واسط ... فذلك مبدى وذا محضر
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید