المنشورات

سلطان العارفين أبو إسحق إبراهيم

بن أدهم بن منصور بن عامر (5) بن يزيد بن جابر بن ثعلبة بن سعد بن حلام بن غزية بن أسامة بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل بن لخم التميمي العجلي البلخي (6)، المتوفى مرابطاً بسواحل الشام سنة 162 اثنتين وستين ومائة وهو المحفوظ في تاريخ وفاته على ما ذكره الحافظ ابن عساكر. قال: وذكروا أنه توفي بجزيرة من جزائر بحر الروم وهو مرابط ثم حمل ودفن بصور (7). انتهى
كان أبوه من أعيان بلخ وكان من ملوك خراسان على ما نقله صاحب "مجمع الأخبار" من رواية عن خادمه إبراهيم بن بشار (8) أنه سأله عن بدء أمره، فحكى ذلك وأنه تاب في شبابه وتنسك، فحجّ ورجع إلى الشام للكسب والجهاد، فأقام بطرسوس ومصّيصة فعمل بها في بستان أياماً ثم عاد إلى رملة.
وحج وصحب سفيان الثوري وفضيل بن عياض بمكة، ثم رجع إلى الشام وأقام بها أربعاً وعشرين سنة يحصد الزرع ويحفظ البساتين ويغزو إلى أن توفي. قال: أقمت بها لا لجهاد ورباط وإنما نزلتها لأشبع من خبز حلال.
وكان كبير الشان في الورع من سادات التابعين وقدوة العارفين. قال يوماً لشقيق (1) كيف حال أصحابكم؟ قال: إن رزقوا أكلوا وإن مُنعوا صبروا، قال: هكذا يفعل كلاب بلخ، فسأل شقيق عنه فقال: إذا رزقنا آثرنا وإذا منعنا شكرنا، فقام وجلس بين يديه وقال: أنت أستاذنا وأستاذ مشايخنا. قيل له: فلان يتعلم النحو. قال: هو إلى تعلم الصمت أحوج. وكان قد حدَّث عن الأعمش ومقاتل وشعبة ومالك بن دينار والأوزاعي وربما يتسامر هو والثوري الليلة التامة، فروى عنه خلق، ثم ترك الرواية وتزهد ووثَّقه الترمذي والنسائي وشهد ابن المبارك بجلالة قدره وهذا خلاصة ما ذكروا في التواريخ.
 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید