المنشورات

أَبْرَهَة الأَشْرَم الحَبَشيّ، صاحب الفيل

تولى اليمن من قبل النجاشي بعد ملوك حِمْيَرَ تغلباً على أَرْيَاط بن أضحم (6) نائب النجاشي، فإنه تبارز معه على أن يكون الأمر للغالب، فرفع أرياط الحربة يريد يافوخه فوقعت على جبهته فشرمت حاجبه وأنفه وعينه وشفته، فبذلك لُقِّبَ الأشرم، ثم وثب غلامه عَثْوَرَة على أَرْيَاط من خلفه فقتله وأرسل أبرهة بالهُدنة إلى النجاشي يعترف له بالعبودية، ثم إنه رأى أن الناس يتجهّزون أيام الموسم للحج، فقال: لأبنينَّ لكم خيراً منه، فبنى كنيسة بصنعاء وسَمّاها القُلَّيْس (7) وحلاّها بالذهب والفضة وكتب إلى النجاشي يعلمه بما فعل ويستأذنه بصرف الحج إليها، فخرج رجل من كنانة فجاء ليلة بعذرة فلطخ قبلتها، فأغضبه ذلك، فحلف ليهدمنَّ الكعبة وسار بجيش ومعه فيلة، منها فيل أبيض
يقال له محمود، فلما تهيأ للدخول وقَدَّم الفيل، فكان كلما وجّهوه إلى الحرم برك وإذا وجّهوه إلى جهة أخرى هَزوَلَ، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل فأهلكهم كما ذكر في القرآن (1)، وأصيب أَبْرَهَةُ في جسده فتساقط أنامله حتى قدموا به صنعاء وهو كفرخ الطّير، فهلك. من التواريخ.
 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید