المنشورات

قدوة الشغراء أبو الطَّيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، المعروف بالمتنبي

الشاعر المشهور، المتوفى قتيلًا بالنعمانية من نواحي بغداد
في رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وعمره إحدى وخمسون سنة.
ولد بالكوفة في محلّة كندة وكان أبوه يعرف بعيدان الشِقاء. انتقل إلى الشام ونشأ أبو الطيب ببادية الشام وتأدب ففاق أهل زمانه وقد ادعى حين كان مع بني كليب بأرض السماوة أنه علوي حسيني، ثم ادعى أنه نبي، فتبعه جماعة، فخرج إليه نائب حمص لؤلؤ فقاتله وأسره وحبسه طويلًا ثم استتاب [وأشهد عليه بالتوبة] وأطلق فلقب بالمتنبي وقيل غير ذلك وهذا أصحّ" كما قال ابن خَلِّكان وفي بعض المجاميع بخط (1) الفاضل ابن الحنائي (قنالي زاده) يروى عن المتنبي أنه [كان] يقول: إنما سميت لقولي في قصيدة:
أنا في أمة تداركها الله ... غريب كصالح في ثمود
وأظن أن الصحيح هذا لأن متابعة جمع كثير لصبي غير بالغ لمجرد الشعر مع صدوره من أكثر العرب في ذلك الزمان بعيد جدًا. انتهى.
ويمكن أن يقال: إن حالة الصبي يقوى بها ظنهم في أنه من الخوارق ثم التحق بسيف الدولة ابن حمدان سنة 337 ومدحه بقصائد ثم فارقه بسبب ودخل مصر ومدح كافور الإخشيدي سنة 346، فلما لم يرضه هجاه وفارقه سنة 350 هاربًا إلى بغداد، فطمع واليها المهلّبي وزير معز الدولة أن يمدحه فلم يمدحه فشق ذلك عليه فأغرى شعراء بغداد على هجوه فهجوه فلم يجبهم لأنهم ليسوا من طبقته ثم خرج واقتصد (2) ابن العميد بأرَّجان زائرًا له ومادحًا إياه رغمًا للمهلبي فأكرمه، ثم ارتحل إلى شيراز وبها عضد الدولة فمدحه وأكثر العضد صلاته، ثم عاد إلى الكوفة وسئل عن عطايا العضد والسيف فقال: هذه أجزل وفيها تكلّف وتلك أقل ولكن عن طيب، فذُكر ذلك للعضد فدس عليه طائفة من الأعراب فوقفوا له في الطريق وهو راجع إلى بغداد فقتلوه مع ابنه محسَّد وغلامه مفلح ودفن هناك وديوانه مشهور وكان من المكثرين من نقل اللغة وله معان جيدة في النثر والناس في شعره على طبقات، فمنهم من يرتجحه على أبي تمام كثيرًا ومنهم من عكس وقد شرحوا ديوانه بنحو من ستين شرحًا ولم يتفق ذلك لغيره. ذكره أصحاب التواريخ.
 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید