المنشورات

خاتمة الحفاظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر العسقلاني

الأصل الكناني الشافعي (2)، المتوفى بالقاهرة في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة عن تسع وسبعين سنة.
ولد بمصر العتيقة ومات أبواه فنشأ يتيماً في كنف أحد أوصيائه في غاية العفَّة وحفظ القرآن ومختصرات وعرضها على جماعة من الأئمة وكان سريع الحفظ يحفظ الحزب في يوم وكان حفظه تأملاً. ولما بلغ سبع عشرة سنة جدَّ في السماع ودار على الشيوخ في الرواية والدراية ولازم [الحافظ] العراقي عشرة أعوام وتخرَّج به وقرأ عليه "ألفيته" وشرحها و"نكته"، فأذن له في التدريس وسمع أيضاً بالحجاز واليمن والشام من البرهان الأبناسي والبرهان التنوخي وخرَّج له "المائة العشاريات" ولازم البلقيني في الفقه إلى أن أذن له بالإفتاء وابن الملقن والشيخ نور الدين الأَدَمي وغيرهم. وابتدأ في التصانيف سنة 796 فألفَّ ما يزيد على مائة وخمسين تصنيفاً، منها ما كمل ومنها ما لم يتم.
الجمع بين الصحيحين"، "المطالب العالية برواية المسانيد الثمانية"، "مختصر الترغيب [والترهيب] " للمنذري "بلوغ المرام بأدلة الأحكام" (1) "الاعجاب عن بيان الأسباب" "إقامة الدلائل على معرفة الأوائل" "القول المسدّد في الذّبّ عن مسند أحمد" "بذل الماعون في فضل الطاعون" "تعليق التعليق" وهو أول تآليفه، "التشويق إلى المبهم من التعليق" "تخريج أحاديث شرح الذخيرة" لابن الملقن، "هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة" لخصه من كتاب شيخه الصدر المناوي، "تسديد القوس مختصر مسند الفردوس" "تخريج أحاديث سيرة ابن هشام"، "تهذيب التهذيب"، "تقريب التهذيب"، "الإصابة في تمييز الصحابة"، "نكت ابن الصلاح"، "شرح النخبة"، "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" واختصر كتاب "الروض" وشَرَحَه شرحاً عظيماً جمع فيه ما لايوجد، حتى غار منه بعض الحسدة فسرقه ورماه في الماء فاستأنف ثانياً وشرح "الإرشاد" شرحين عظيمين. وانتفع به خلائق، فدرس وأفتى بجامع الأزهر والحجاز وأملا بخانقاه بيبرس نحواً من عشرين سنة أكثر من ألف مجلس، ثم انتقل إلى دار الحديث الكاملية وناب في الحكم في ابتدائه مدة طويلة، ثم تنزه وتولى قضاء القضاة الشافعية بمصر مراراً من سنة 827 إلى أن عزل نفسه سنة 852 ومرض أكثر من شهر وانتهت إليه الرحلة والرئاسة في الحديث بالدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه وختم به الفنّ ولما مات صلى عليه الخليفة بحضرة السلطان وحمل نعشه على رؤوس الأصابع يتزاحم الأكابر عليه وكان يوماً عظيماً لم ير في القاهرة مثيله ودفن بالقَرَافَة.
وابن حجر: نسبة إلى آل حجر تسكن الجنوب عن بلاد الجريد وأرضهم قابِس كما في "المنهل".
وقد جمع له تلميذه السخاوي ترجمة حافلة سمّاها "الجواهر والدرر" في مجلد (2). وصنّف العَلَم البلقيني أيضا "الفجر والبجر في ترجمة ابن حجر".

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید