المنشورات

معمّر الحفاظ عماد الدين أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سِلْفَة

الأصفهاني الشافعي السلفي (1)، العلاَّمة مسند الدنيا، المتوفى بالإسكندرية في ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمسمائة، عن ست ومائة سنة.
ولد بمحلة جَرْوَاآن من محلات أصفهان ورحل وهو ابن سبع عشرة، فأدرك أبا الخطاب بن النظر ببغداد واشتغل بها على الكِيَا أبي الحسن في الفقه وعلى الخطيب التبريزي باللغة وروى عن ابن السَّرَّاج وغيره من الأئمة وعمل معجماً لشيوخ بغداد وجمع (2) فيه الجمّ الغفير وفوائد، ثم حجَّ فسمع بالكوفة والحرمين والبصرة والجبل وأذربيجان وخراسان وفارس والشام، ممن لا يحصى وحدَّث بدمشق، ثم خرج إلى مصر فأكثر وأتقن في المذهب وبرع في الأدب وجوَّد القراءات بروايات. ودخل ثغر (3) الإسكندرية سنة 511 (4) حافياً فقيراً لطلب العلم والحديث. وتمكّن بها وصارت له وجاهة وقصده الناس من الأماكن البعيدة وانتفعوا به ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله. وبنى له العادل ابن السلاَّر الوزير مدرسة بالثغر وفوضها إليه. وقد مكث نيفاً وثمانين سنة يسمع عليه وهذه مزيّة ما حصلت لأحد غالباً وهو مشتغل بالنسخ والإفادة وتحصيل الكتب.
روى عنه القاضي عياض ومحمد بن طاهر المقدسي وسبطه أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي. وقرئ عليه الحديث ليلة الخامس من شهر ربيع الآخر إلى أن غربت الشمس وهو يرد على القارئ التصحيف الخفي فلما صلى الصبح في أول وقتها قضى نحبه فجأة وقد جاوز المائة بلا ريب وإنما النزاع في مقدار الزيادة وقد أفرد الذهبي أخباره في جزء.
والسِّلَفي: بكسر السين، معرّب سِلْفَة وهو لقب جده إبراهيم لأن شفته الواحدة مشقوقة مثل شفتين. ذكره ابن خلكان وغيره.
 

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید