النداء
هو: توجيه الدعوة إلى المخاطب، وتنبيه للإصغاء، وسماع ما يريده المتكلم2. وأشهر حروفه ثمانية: الهمزة المفتوحة، مقصورة أو ممدودة - يا - أيا - هيا - أي، مفتوحة الهمزة المقصورة أو الممدودة، مع سكون الياء في الحالتين - وا - … 3. ولكل حرف منها موضع يستعمل فيها: أ- فالهمزة المفتوحة المقصورة لاستدعاء المخاطب القريب4 في المكان الحسي أو المعنوي؛ كالتي في قول الشاعر ينصح ابنه أسيدا: أأسيد إنْ مالا ملكـ … ـت فسر به سيرا جميلا وكالتي في قول الآخر: أرب الكون: ما أعظم قدرتك، وأجل شأنك. ب- ستة أخرى؛ "هي: آ - يا4 - أيا - هيا - أي، بسكون الياء مع فتح الهمزة مقصورة وممدودة" لاستدعاء المخاطب البعيد1 حسا أو معنى، والذي في حكم البعيد؛ كالنائم، والغافل. فمثال "يا"1 قول الشاعر في مدح الرسول: كيف ترقى رقيك الأنبياء … يا سماء ما طاولتها سماء ومثال "أيا" قول بعضهم: "أيا متوانيا وأنت سليل العرب الأبطال، لا تنس مجدهم على الأيام". ومن الممكن وضع حرف آخر من الأحرف الباقية موضع "أيا" في هذا المثال. أما تحديد القرب والبعد فمتروك للعرف الشائع: سواء أكانا حسيين أو معنويين. ج- "وا" ويستعمل لنداء المندوب2؛ كقول الشاعر في الرثاء: وامحسنا ملك النفوس ببره … وجرى إلى الخيرات سباق الخطا وقول الآخر: واحر قلباه ممن قلبه شبم3 د- وقد تسعمل: "يا" للندبة4 بشرط وضوح هذا المعنى في السياق. وعدم وقوع لبس فيه؛ كالآية الكريمة التي تحكي قول العاصي يوم القيامة: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} . وقول الشاعر في رثاء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز: حملت أمرا عظيما، فاصطبرت له … وقمت فيه بأمر الله يا عمرا فإنشاء الشعر بعد موت "عمر" العادل دليل على أن "يا" للندبة. فإن التبس الأمر بين أن تكون "يا" للندبة أو لا تكون، وجب ترك "يا"، والاقتصار على: "وا"؛ كأن تقول: في ندبة "عمر": وا عمر، ولا يصح مجيء "يا" إذا كان أحد الحاضرين يسمى: عمر5