المتوفى بدمشق في سنة ثمان وثمانون وسبعمائة وله نحو ثمانين سنة. اشتغل في بلاده، ثم قدم دمشق، فأقام يشغل الناس إلى أن فاق وارتفع صيته وخضع له الأكابر وكان لا يقبل من أحد شيئاً ولا يلي وظيفة ولا يخرج من بيته وكان له حُرمة عند السلطان فمن دونه ولا يسمي أحداً إلا باسمه وكان إماماً في علوم، سيما المعاني والبيان، شيخ الحنفية في عصره، أقبل آخر عمره على الحديث وله اختيارات يخالف [فيها] المذهب لأجل الحديث وكان تعانى الفروسية وآلات القتال وغزا وكان من أفراد الدهر في العلم والعمل والزّهد والانقطاع وصنّف من الكتب ما يدل على غزارة علمه ودقيق فهمه، منها "درر البحار" في الفقه و"مختصر شرح مسلم" للنووي وله "التخليص في شرح تلخيص المفتاح" و"شرح مجمع البحرين" عشرة أجزاء وآخر ملخص منه و"مختصر المفصّل" في النحو و"شرح عمدة النّسفي" وغير ذلك. وكان يعمل بنفسه وأولاده في البستان الذي يسكنه ويقنع منه بسد رمقه
وكان قوياً لا يَهَابُ ملكاً ولا أميراً، مهاباً، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. ذكره تقي الدين.
مصادر و المراجع :
١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول
المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)
تعليقات (0)