المنشورات

مراد [الثالث] بن سليم بن سليمان

 [السلطان الثاني عشر، ولد سنة 953 وتربّى في حجر السعادة حتى حصل العلوم وبرع واشتغل في التصوف وفوض إليه أبوه إمارة مغنيسا في سنة .... فلم يزل بها إلى أن توفي أبوه فدعى الوزير محمد باشا إلى التخت فسار حتى وصل إليها بعد عشاء ليلة الأربعاء لثامن رمضان سنة 982 واستقر على سرير السلطنة فهنؤه العلماء والأشراف ومدحه الشعراء ثم شرع يتفقد أمر الرعية بنفسه ... وفي ليلة الاثنين الخامس من جمادى الأولى بالسنة المذكورة توفي السلطان مراد خان قريب الصبح وله من العمر خمسون سنة ومدة ملكه عشرون سنة وثمانية أشهر فأرسل فرهاد باشا قائم المقام إلى ولده محمد خان بمغنيسا يستدعيه فلما وصل وجلس على التخت يوم الجمعة السادس عشر من الشهر المذكور أظهروا وفاته وصلوا عليه بعد العصر بإمامة بستان زاده المفتي ودفنوه في تربته عند أبيه في جنب أيا صوفيه. كان السلطان المذكور ملكا جليلا عالي الهمة محب المشايخ والصلحاء مربي العلماء والشعراء عاقلا كريم الطبع مائلا إلى التصوف له شعر وكلام فيه صنف كتاب سماه "فتوحات الصيام" وله أشعار في الألسنة الثلاثة بمخلص المرادي سخر الممالك بسيفه وهو جالس في داره وكان له من الأولاد ما لم يكن لغيره من السلاطين بلغ عددهم إلى مائة واثنين، قتل منهم تسعة عشر نفرًا يوم الجلوس، ودفنوا عنده أكبرهم مصطفى
خان ولد في سنة 993 وكان نجيبا قرأ العلوم وبلغ مبالغ الرجال في صباه، وبايزيد خان ولد سنة 994 وعثمان خان وعبد الله خان وما عدا المذكورين صغار وبناته كثيرة أيضا. وله من أبنية الخير بعض آثار في الحرمين الشريفين وغيره].

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید