المنشورات

وليد بن عبد الملك بن مروان [أبو العباس الأموي

 أمه ولادة بنت العباس بويع بالخلافة بعهد من أبيه بعد موته ولقب بالمنتقم بالله وكان أسمر طويلا أفطس بوجهه أثر
الجدري وكان مختالا في مشيته قليلًا وكان أبواه مرهفين له فشب بلا أدب وكان لحانا، نقش خاتمه: ربي الله لا أشرك به شيئًا. قال ابن عساكر: كان الوليد عند أهل الشام من أفضل خلفائهم كان يعطي أكياس الدراهم لتفرق على الصالحين وأفرض للمجزومين ومنع عن السؤال وأعطى كل مقعد خادما وكل أعمى قائدا وكان يبر حَمَلَة القرآن ويقضي عنهم ديونهم وبنى الجامع الأموي بدمشق وهدم كنيسة يوحنا وزادها فيه وذلك في ذي القعدة سنة ست وثمانين ولم يساعد عمره لإتمامه فأتمه أخوه سليمان وكان جملة ما انفق على بنائه نحو أربعمائة صندوق في كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار وكان فيه ستمائة سلسلة ذهبا للقناديل ومازالت إلى أيام عمر بن عبد العزيز فجعلها في بيت المال وجعل عوضها صُفْرًا وحديدًا وبنى قبة الصخرة ببيت المقدس وبنى المسجد النبوي ووسعه حتى دخلت الحجرة الشريفة فيه وله آثار حسنة، وفي أيامه فتحت بلاد الأندلس وحملت إليه منها مائدة سليمان -عليه السلام- وبلاد الترك وأكثر بلاد الهند. وكان من محاسنه الكرم والنهى عن محارم الله. روي أنه قال: لولا أن الله تعالى ذكر آل لوط في القراَن: ما ظننت أن أحدا يفعل هذا وكان مشغوفا بحب النساء وكان أبوه عهد الخلافة بعده إلى أخيه سليمان واجتهد في خلعه وتولية ولده عبد العزيز فامتنع سليمان من ذلك حتى عاجلت الوليد المنية وتوفي في خامس عشر جمادى الآخرة وقيل الأولى سنة 96 بديرمران وحمل إلى دمشق وصلى عليه عمر بن عبد العزيز ودفن بباب الصغير وكانت مدة خلافته تسع سنين وثمانية أشهر ونصف وقد بلغ من العمر تسعة وأربعين عاما وخلّف أربعة عشر ولدا أو أزيد: عبد العزيز، محمد، عباس، إبراهيم، خالد، يمام، عبد الرحمن، مبشر، مورود، أبو عبيدة، صدقة، منصور، مروان، عتبة، عمر، روح، بشير، يزيد، يحيى، وكان وزيره قعقعاع بن الخليل. كذا في "حبيب السير"].

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید