المنشورات

بادت وغيّر آيهنّ من البلى … إلا رواكد جمرهنّ هباء ومشجّج أمّا سواء قذاله … فبدا وغيّر ساره المعزاء

[البيتان في كتاب سيبويه ج 1/ 173، هارون].
وقوله: بادت، أي: هلكت. ويريد بها المنازل. وآيهن: علامتهنّ. والرواكد: أحجار الأثفية. وهبا الرماد يهبو، إذا اختلط بالتراب ومشجج: المراد به وتد الخباء الذي شجّ رأسه من الدقّ. وساره: بقيته. وسواء قذاله: وسطه. والمعزاء: الأرض الصلبة ذات الحصى. يقول: لم يبق من آثار منازل الأحباب سوى أحجار الأثافي ورمادها المختلط بالتراب ووتد الخباء المكسور الرأس، المتغير بطول بقائه في الأرض.
والشاهد: رفع مشجج، ولم يعطفه على رواكد - المنصوب - على تقدير «وفيها مشجج» وحمل مشجج بالرفع على المعنى، لأن المعنى: بادت إلا رواكد، بها رواكد، فحمل مشجج على ذلك، ومثله بيت الفرزدق الذي سيأتي:
«لم يدع .. من المال إلا مسحتا أو مجلّف»
[وقد استشهد الزمخشري في الكشاف، بالبيتين في تفسير سورة الواقعة عند قوله تعالى وَحُورٌ عِينٌ بالرفع، على تقدير «وفيها حور عين»، والخزانة/ 5/ 147].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید