المنشورات

وكمتا مدمّاة كأنّ متونها … جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

 البيت للشاعر طفيل بن كعب الغنوي، من شعراء الجاهلية، اشتهر بوصف الخيل، حتى قال عبد الملك بن مروان، من أراد أن يتعلم ركوب الخيل فليرو شعر طفيل .. والبيت في وصف الخيل أيضا.
والكمت: جمع أكمت، وإن لم يكن هذا المفرد مستعملا، وإنما المستعمل كميت بزنة المصغر. وهو الذي لونه الحمرة يخالطها سواد. ومدمّاة: شديدة الحمرة. وجرى:
سال. واستشعرت لون مذهب: جعلت هذا اللون شعارها، وأصل الشعار: بوزن كتاب:
العلامة يتخذها المحارب ليعرف بها، أو هو ما يلي الجسد من الثياب. والمذهب:
المموه بالذهب.
والشاهد: جرى فوقها واستشعرت لون مذهب، فإن هذا الكلام من التنازع، فقد تقدم عاملان هما: جرى - واستشعرت وتأخر عنهما معمول - وهو لون مذهب - وكلاهما يطلبه وقد أعمل الشاعر العامل الثاني في لفظ المعمول، فنصبه على المفعولية. ولو أعمل الأول لرفع «لون مذهب» لأن الأول يطلبه فاعلا، ولأتى بضمير المعمول بارزا مع العامل الثاني، فكأنه يقول: جرى فوقها واستشعرته لون مذهب [سيبويه/ 1/ 39، والإنصاف ص 88، والأشموني/ 2/ 104].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید