المنشورات

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به … فقد تركتك ذا مال وذا نشب

 البيت لعمرو بن معد يكرب الزّبيدي، وهو من شواهد سيبويه .. والنشب: المال الثابت كالضياع ونحوها. وأراد بالمال الذي ذكره قبل ذلك، الإبل خاصة لأنها غالب أموال العرب ..
والشاهد فيه: قوله: أمرتك الخير. وقوله: أمرت به، فقد تعدى الفعل «أمر» في العبارة الأولى إلى المفعولين بنفسه. وفي الثانية، تعدى للأول بنفسه (التاء - نائب الفاعل) وتعدى للثاني بحرف الجرّ (به) .. ويفهم من كلام سيبويه أن الفعل «أمر» يتعدى إلى ثاني مفعوليه بحرف الجرّ، ثم قد يحذف حرف الجرّ فيصل الفعل إلى المفعول الثاني بنفسه ..
وعلى هذا فالنصب يكون على نزع الخافض.
وقال الأعلم: أراد الشاعر «أمرتك بالخير» فحذف ووصل الفعل ونصب، وسوغ الحذف والنصب أنّ «الخير» اسم دال على الحدث، يمكن وضع أن والفعل، موضعه «وأن» يحذف معها حرف الجرّ كثيرا، تقول: أمرتك أن تفعل، تريد بأن تفعل فإن قلت:
أمرتك بزيد، لم يجز أن تقول «أمرتك زيدا، لأن زيدا ليس اسم حدث، ولا تحلّ «أن والفعل» مكانه. [سيبويه/ 1/ 17، وشرح المفصل/ 2/ 44، والخزانة/ 9/ 124].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید