المنشورات

ولست بنازل إلا ألمّت … برحلي أو خيالتها الكذوب فقد جعلت قلوص بني زياد … من الأكوار مرتعها قريب

الشعر لرجل من بني بحتر بن عتود، وقد رواه أبو تمام في الحماسة.
وقوله: «ألمّت»: الفاعل ضمير مستتر يعود على الحبيبة. والخيالة: الطّيف، يقال:
خيال وخيالة. والكذوب: صفة الخيالة، ووصفها بالكذوب: لأنه لا حقيقة لها. ولم يؤنث الكذوب، لأن «فعولا» يستوي فيه المذكر والمؤنث .. يقول: لا أنزل محلا إلا رأيت الحبيبة تتصور لي من شدة شوقي إليها، أو رأيت خيالها في النوم، ولا أنفكّ منها في يقظة أو نوم.
وقوله: «أو خيالتها»: معطوف على الضمير المستتر في ألمّت، مع عدم توكيد المستتر بمنفصل، واكتفى بوجود الفصل بالجار والمجرور.
... والقلوص: الناقة الشابّة. والأكوار: جمع كور - بالضم - وهو الرحل بأداته يقول:
إذا سرحت لم تبعد في المرعى لشدة كلالها.
وقد اختلفوا في معنى «جعل» في البيت الثاني. منهم من قال: إنها بمعنى «طفق» من أفعال المقاربة، يكون خبره جملة فعلية. ومنهم من قال: إنها بمعنى «صيّر» تنصب مفعولين. وعلى الرأي الأول: يكون خبر طفق الجملة الاسمية (مرتعها قريب) وتكون قد نابت الجملة الاسمية مناب الفعلية .. وهو قول مهلهل.
وعلى الرأي الثاني: يكون فاعل «جعلت»: ضميرا مستترا يعود على المرأة، في البيت السابق. وتكون «قلوص» منصوبة، مفعولا أولا. وجملة مرتعها قريب: مفعول ثان ..
وهذا الإعراب أجود، وبه يرتبط البيتان .. [الهمع/ 2/ 141، والمرزوقي/ 310، والخزانة ج 5/ 119].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید