المنشورات

كلاهما حين جدّ السير بينهما … قد أقلعا، وكلا أنفيهما رابي

.. البيت للفرزدق يعرض فيه بجرير بن عطية، وكان قد زوج جرير ابنته من أحد أقارب زوجته، ثم خلعها منه ... وقبله:
ما كان ذنب التي أقبلت تعتلها … حتى اقتحمت بها أسكفّة الباب
.. تعتلها: أي تجذبها جذبا عنيفا .. و «كلاهما» في البيت الشاهد: يريد ابنة جرير وزوجها .. جدّ السير: اشتد. أقلعا: أي: تركا الجري. رابي: النفس العالي المتتابع.
وهذا تمثيل وتشبيه. يقول: إنّ بنت جرير وزوجها افترقا حين وقعت الألفة بينهما، ولم يمضيا على حالهما، فهما كفرسين جدّا في الجري ووقفا قبل الوصول إلى الغاية .. وقد وهم شرّاح الشاهد فقالوا إن الوصف لفرسين، لأنهم لم يقرؤوا البيت في سياقه من القصيدة. والشاهد فيه: على أنه يجوز مراعاة لفظ «كلا» ومراعاة معناها، وقد اجتمعا في البيت. وكلاهما: مبتدأ، وجملة قد أقلعا خبره، وأتى بالألف ضمير الاثنين لرعاية معنى (كلا) وقوله: وكلا أنفيهما: كلا: مبتدأ مضاف، ورابي: خبره، وأفرد الضمير فيه لرعاية لفظ «كلا». [الإنصاف/ 262، وشرح المفصل ج 1/ 54، وشرح أبيات المغني/ 4/ 260، والهمع/ 1/ 41، والأشموني ج 1/ 78].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید