المنشورات

فلست لإنسيّ ولكن لملأك … تنزّل من جوّ السماء يصوب

البيت منسوب لرجل من عبد القيس يمدح النعمان، ومنسوب لأبي وجزة يمدح عبد الله ابن الزبير. وقوله: يصوب، من «صاب» أي: نزل. وفي البيت شاهد على أن قولهم «ملك» حذفت منه همزته وخففت بنقل حركتها على ما قبلها
بدليل قولهم: ملائكة، فأعيدت الهمزة في الجمع، وبقول الشاعر «ولكن لملأك» فأعاد الهمزة. والأصل في الهمزة أن تكون قبل اللام، لأنه من الألوكة، وهي الرسالة، فكأنّ أصل «ملأك» أن يكون «مألكا» وإنما أخّروها بعد اللام ليكون طريقا إلى حذفها، لأن الهمزة متى ما سكن ما قبلها، جاز حذفها، وإلقاء حركتها على ما قبلها. هذا ما نقله ابن منظور في «اللسان» مادة «صوب» والحقيقة علمها عند الله. فتأويلات أهل النحو، أشبه بلعبة الشطرنج، وما
أظن العرب كانوا يفكرون فيما نسبناه إليهم، لأن السليقة والمعنى هما الدافعان للتعبير، ثم صار أمرهم كما قال المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها … ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
[وانظر المفضليات/ 394].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید