المنشورات

من يك ذا بتّ فهذا بتّي … مقيّظ مصيّف مشتّي

.. ينسب هذا البيت لرؤبة بن العجّاج .. والبتّ: الكساء الغليظ المربّع وقيل:
طيلسان من خزّ، وجمعه بتوت .. يريد أن يقول: إذا كان لأحد من الناس كساء فإن لي كساء أكتفي به في زمان القيظ وزمان الصيف وزمان الشتاء. يعني أنه يكفيه الدهر كلّه ..
من: اسم شرط .. يك: فعل الشرط مجزوم بالسكون على النون المحذوفة للتخفيف، وهو فعل ناقص، اسمه مستتر. ذا: خبره منصوب بالألف. فهذا .. الفاء رابطة: وهذا:
مبتدأ بتّي: خبره، والجملة جواب الشرط. ومن: مبتدأ: خبره الجملة الشرطية.
والشاهد: قوله: فهذا بتّي مقيظ مصيّف مشتّي .. فإنها أخبار متعددة لمبتدأ واحد من غير عاطف .. على خلاف من يقول ... إن الأخبار لا تتعدد إلا بعاطف. ولكن هل يصح
الإخبار ب «مقيظ» عن هذا؟ فلا بدّ معه من التأويل. ويظهر أنّ الذي جعلهم يميلون إلى هذا الإعراب، كون قافية الشطر الأول مضافة إلى ياء المتكلم، وكذلك قافية الشطر الثاني وأحسن منه أن يجعل: (مقيظ) وما بعده أخبارا لمبتدأ جديد تقديره: (أنا) أو رفعه على البدل، ولو كان في غير هذا الشعر لكان الوجه نصبها على الحال. [سيبويه 1/ 258، والإنصاف/ 725، وشرح المفصل/ 1/ 99، والهمع/ 1/ 108 وج 2/ 67، والأشموني/ 1/ 222، واللسان (بتت)].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید