المنشورات

قالت وعيش أبي وحرمة إخوتي … لأنبهنّ الحيّ إن لم تخرج فخرجت خيفة قولها فتبسّمت … فعلمت أنّ يمينها لم تحرج فلثمت فاها آخذا بقرونها … شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج

الأبيات لعمر بن أبي ربيعة، يصف أحد خيالاته، وليس فيها من الحقيقة شيء لأنّ الشاعر عاش في النصف الثاني من القرن الأول، حيث كانت الحجاز تعجّ بالعلماء والأتقياء، وكانت المدينة ومكة مشغولتين بثوراتها على الأمويين، وليس من المعقول أن يكون لعمر هذا الميدان الذي يجول فيه ويصول ... وتنسب الأبيات لجميل بن معمر في الكامل وغيره، وهي نسبة لا تكون، لأننا لم نعهد في الغزل العذري هذا الوصف.
والشاهد في البيت الثالث، وقوله: النزيف: المحموم الذي منع من الماء، وقوله:
الحشرج: الحسي يكون في حصى، وهو مناسب، لأنه جعل تقبيل ثغرها وامتصاص ريقها - وفي الثغر الأسنان - كأنه ماء بارد على حصى. والقرون: جمع قرن بالفتح، وهو الضفيرة من شعر الرأس، ونصب «شرب» على المصدر المشبه به كأنه قال: شربت ريقها كشرب النزيف للماء البارد.
والشاهد فيه: (ببرد) على أن الباء فيه للتبعيض بمعنى (من) وقيل: الباء زائدة، وقد تتضمن (شرب) معنى (الريّ) فتكون الباء أصلية، لأن روي يتعدى بالباء. [شرح أبيات المغني/ 2/ 313، والهمع/ 2/ 21].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید