المنشورات

كأن لم يمت حيّ سواك ولم تقم … على أحد إلا عليك النوائح

البيت للشاعر أشجع السلمي، عباسي، عاصر الرشيد، وشعره لا يستشهد به، وقوله:
«كأن لم يمت» كأن مخففة، واسمها ضمير شأن، يقول: أفرط الحزن عليك حتى كأنّ
الموت لم يعهد قبل موتك، وكأن النياحة لم تقم على من سواك.
والبيت شاهد على أنه إذا وقع مرفوع بعد المستثنى في الشعر، أضمروا له عاملا من جنس الأول، أي: قامت النوائح.
والبيت من قطعة في حماسة أبي تمام برقم (280) من شرح المرزوقي، وهي في رثاء (ابن سعيد) حيث يقول في أول القطعة:
مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق … ولا مغرب إلا له فيه مادح
وما كنت أدري ما فواضل كفّه … على الناس حتى غيّبته الصفائح
فأصبح في لحد من الأرض ميّتا … وكانت به حيّا تضيق الصحاصح
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض … فحسبك منّي ما تجنّ الجوانح
وما أنا من رزء وإن جلّ جازع … ولا بسرور بعد موتك فارح
كأن لم يمت ... البيت.
لئن حسنت فيك المراثي وذكرها … لقد حسنت من قبل فيك المدائح
يرثي عمرو بن سعيد بن قتيبة الباهلي ولكنني أسأل: هل كانت لابن سعيد هذا مزارع، ينفق على المحتاجين من ريعها، وهل كانت له تجارة يديرها فتدر عليه ربحا ويتصدق على المحتاجين؟ فإذا لم يكن زارعا أو تاجرا، وكان ذا مال وفير، نسأله: من أين لك هذا؟ وليس عنده جواب إلا القول: إنه سرق حقوق الناس في بيت مال المسلمين، ثم فرّقه على من لا يستحقه من المادحين الكاذبين!! [الحماسة/ 589، والخزانة/ 1/ 295 وشرح الحماسة للأعلم/ 1/ 473].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید