المنشورات

وكان سيّان أن لا يسرحوا نعما … أو يسرحوه بها واغبرّت السّوح

البيت من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، يرثي صديقا. وقوله: سيّان؛ مثنى «سيّ» بالكسر، بمعنى «مثل»، وسرحت الإبل. رعت بنفسها، وسرحتها: يتعدى، ولا يتعدى، والنّعم: الإبل، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وقوله: (بها) الضمير يعود على السنة المجدبة، أو على البقعة التي يصفها بالجدب في القصيدة. واغبرّت: اسودّت في عين من يراها، والسوح: جمع ساحة. والواو: للحال، و «قد» مقدّرة، أي: وقد اغبرت السوح.
وسيّان: مبتدأ: خبره المصدر المؤول «أن لا يسرحوا» أو «سيّان» خبر، والمبتدأ ...
المصدر المؤول، وهو الأقوى في المعنى، لأنّ قصده الإخبار عن السرح وعدمه بأنهما سيّان، وليس المراد الإخبار عن سيّين بأنهما السّرح وعدمه.
والشاهد في البيت: أنّ «أو» في البيت بمعنى الواو، أي: لمطلق الجمع لأن سواء، وسيين يطلبان شيئين، فلو جعلت (أو) لأحد الشيئين - كما هو معناها الأصلي - لكان المعنى: سيّان أحدهما، وهذا مستحيل. والذي حسّن استخدام «أو» بمعنى الواو، لأننا نقول: «اقرأ الفقه أو الحديث». ويجوز الجمع بينهما، فيقرأ العلمين معا. [الخزانة/ 5/ 134، وشرح أبيات المغني/ 2/ 30، وشرح المفصل/ 2/ 86، وج 8/ 91 وشعر الهذليين/ 1/ 197].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید