المنشورات
جزى الله ربّ الناس خير جزائه … رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد هما نزلا بالبرّ ثمّ ترحّلا … فأفلح من أمسى رفيق محمد فيا لقصيّ ما زوى الله عنكم … به من فعال لا تجازى وسؤدد
هذا شعر مروي في قصة الهجرة النبوية، على أنّ الجنّ أنشدته من كان في مكة من المسلمين، فعرفوا به مكان الرسول وصاحبه. وقوله: قالا: نزلا وقت القيلولة. أم معبد:
اسمها عاتكة بنت خالد الخزاعية، فيا لقصيّ: أراد آل قصيّ بن مرّة، وهو أحد أجداد النبي صلّى الله عليه وسلّم. ما زوى الله عنكم، يريد: أي شيء صرفه عنكم من المجد والرفعة بسبب خلافكم على رسول الله وإلجائكم إياه إلى الهجرة.
ربّ الناس: صفة للفظ الجلالة. خير: مفعول ثان ل جزى، ورفيقين: مفعول أول.
قالا: فعل ماض وفاعله. خيمتي: منصوب على الظرفية المكانية بالياء. فيالقصي: يا:
أداة نداء واستغاثة، لقصي: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف نابت عنه (يا)، أو ب (يا) نفسها. ما: استفهامية وهي مبتدأ، خبرها جملة زوى، به: جار ومجرور متعلقان بزوى. (من فعال) متعلقان بحال محذوفة من (ما) الاستفهامية الواقعة مبتدأ.
الشاهد قوله: «قالا خيمتي أم معبد»، فإنه نصب «خيمتي» على معنى (في)، أي: قالا في خيمتي أم معبد، أي: قضيا وقت القيلولة في خيمتي أم معبد ونصب مثل ذلك ضرورة وقعت في شعر من يحتج بكلامهم ولا يقاس عليها، لأن
ظروف المكان المحددة لا تنصب على الظرفية. [السيرة/ 330، والشذور/ 235، والهمع/ 1/ 200].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
19 أغسطس 2023
تعليقات (0)