المنشورات

رحيب قطاب الجيب منها رفيقة … لجسّ الندامى بضّة المتجرّد

البيت لطرفة بن العبد من معلقته، وقبل البيت الشاهد:
نداماي بيض كالنجوم وقينة … تروح علينا بين برد ومجسد
يصف الشاعر مجلس شرابه، فيذكر أهل مجلس شرابه بأنهم سادات مشاهير بيض كالنجوم، ويذكر المغنية، وأنها تأتي إليهم مرة بثوب وشي، ومرة بالثوب الذي يلي الجسد، ويتابع وصفها في البيت الشاهد: فيصف أولا ثوبها، وأنه رحيب (واسع)، قطاب الجيب. والجيب: مدخل الرأس من الثوب، والقطاب من الجيب: مجتمعه حيث قطب، أي: جمع، ووصف قطاب جيبها بالسعة، لأنها كانت توسّعه ليبدو صدرها فينظر إليه، ويتلذذ به. وقوله:
رفيقة: من الرفق، وهو اللين، والجسّ: قيل: لمس أوتار العود، وقيل: جس الندامى: هو أن يحسوا بأيديهم، فيلمسوها تلذذا، وكانت القينة، يفتّق فتيق في كمها إلى الإبط، فإذا أراد الرجل أن يلمس منها شيئا أدخل يده فلمس، ثم يصف جسمها بأنه ناعم أبيض رقيق الجلد.
والشاهد: «رحيب قطاب الجيب منها»: فقد روي بإضافة رحيب إلى قطاب وهي إضافة رديئة، كما يرون، والصحيح في إنشاد البيت:
«رحيب» بالتنوين، وقطاب: يرتفع ب (رحيب)، وضمير «منها» يعود إلى الأول، ويكون رحيب: نعت سببي لقينة، ويكون «الرحب» وصفا للقينة في اللفظ، ووصفا لقطاب الجيب في المعنى، والمعنى: رحب قطاب جيبها، أي: اتسع، وضمير منها للقينة. [اللسان «قطب»، والخزانة/ 4/ 303].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید