المنشورات
كأنّه خارجا من جنب صفحته … سفّود شرب نسوه عند مفتأد
هذا البيت من معلقة النابغة الذبياني التي يمدح فيها النعمان بن المنذر. وقد وصف النابغة ناقته التي ارتحل عليها النعمان، ثم شبهها بثور وحشي، ثم تخيّل معركة بين الثور الوحشي وكلب صيد، فشكّ الثور الكلب بقرنه، فقدّم لنا لوحة فنيّة نادرة المثال. وقوله (كأنه) في البيت الشاهد، الهاء عائدة على قرن الثور، والضمير في صفحته راجع إلى الكلب، والسفّود: خبر كأنّ، وهي الحديدة التي يشوى بها اللحم.
والشّرب: جمع شارب، ونسوه: أي: تركوه حتى نضج ما فيه. شبه قرن الثور النافذ في الكلب بسفّود فيه شواء، والمفتأد: مكان الشواء، والفأد: الطبخ، سواء أكان في قدر أو شواء، والشاهد في البيت قوله «خارجا» فقالوا: إنه حال من الفاعل المعنوي وهو الهاء، لأن المعنى: يشبه خارجا، وعامل الحال: ما في كأنّ من معنى الفعل. [الخزانة/ ج 3/ 186].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
19 أغسطس 2023
تعليقات (0)