المنشورات

بكلّ تداوينا فلم يشف ما بنا … على أنّ قرب الدار خير من البعد على أن قرب الدار ليس بنافع … إذا كان من تهواه ليس بذي ودّ

.. البيتان لابن الدّمينة عبد الله بن عبيد الله، من مقطوعة في حماسة أبي تمام. من أرقّ الشعر وأعذبه، وكانت محلّ معارضة الشعراء: ومطلعها:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد … لقد زادني مسراك وجدا على وجد
.. وقوله: بكلّ تداوينا: أي: بالقرب والبعد من دار الحبيب .. وقوله: يشفى يجوز أن يكون مبنيا للمعلوم، ويجوز بناؤه للمجهول.
والشاهد في البيتين على أن «على» هنا، للاستدراك والإضراب .. فهي في البيت الأول، إضراب عن قوله «لم يشف» فجعل قرب الدار فيه بعض الشفاء وفي البيت الثاني، استدراك لعموم معنى البيت الأول، ويريد أنه لا يكون قرب الدار خيرا إلا مع الودّ .. أما تعلق على ومجرورها ففيه ثلاثة أقوال: الأول: أن تتعلق بالفعل المتقدم قبلها، كما تعلّقت (حاشا) الاستثنائية بما قبلها، لكونها أوصلت معنى ما قبلها إلى ما بعدها على وجه الإضراب والإخراج، الثاني: أنها مع مجرورها في موضع خبر لمبتدأ محذوف، كأنه قيل: والتحقيق على أن الأمر، والوجه الثالث: في موضع نصب على الحال. [الأشموني/ 2/ 223، والحماسة/ 1299، وشرح أبيات مغني اللبيب/ 3/ 259].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید