المنشورات

تركت ضأني تودّ الذئب راعيها … وأنّها لا تراني آخر الأبد الذئب يطرقها في الدهر واحدة … وكلّ يوم تراني مدية بيدي

البيتان في حماسة أبي تمام، غير منسوبين.
والضأن: الغنم - وتركت: بمعنى: جعلت. يتعدى لمفعولين. أصلهما المبتدأ والخبر الأول: ضأني. والثاني: جملة: تودّ. وتودّ: فعل ينصب مفعولين. الذئب: أولهما.
وراعيها الثاني، وقيل: راعيها: حال .. لأنّه وإن كان معرفة فإن فيه معنى النكرة، لأنه لا يريد راعيا معّينا. وكأنه قال: تودّ الذئب راعيا. وآخر: منصوب على الظرفية .. وإنما كانت ضأنه تتمنى أن يكون الذئب راعيا لها وأنها لا ترى صاحبها أبدا. لأنه شرّ من الذئب عليها.
والبيت الثاني: استئناف بياني لإظهار العلة في المواددة .. ويطرقها: يأتيها ليلا.
وقوله: في الدهر: الدهر يطلق على الزمن، قلّ أو كثر. وقوله: واحدة: منصوب على الظرف، أي: مرة واحدة، ويجوز أن يكون صفة لمصدر منصوب، أي: طرقة واحدة ..
والشاهد في البيت الثاني: «مدية بيدي» على أنّ مدية: مبتدأ - و «بيدي» خبر وصح الابتداء بالنكرة لوقوعها في أول جملة حالية. ويجوز نصب «مدية».
على بدل الاشتمال من الياء، أي: ترى مدية بيدي. و «بيدي»: الجار والمجرور صفة [الحماسة/ 1570، والأشموني/ 1/ 206، وشرح أبيات المغني/ 7/ 33.].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید