المنشورات
وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة … عشيّة لاقينا جذام وحميرا
هذا البيت للشاعر الفارس زفر بن الحارث الكلابي من أبيات أوردها أبو تمام في
الحماسة قالها الشاعر في معركة «مرج راهط» أيام مروان بن الحكم، وكان الشاعر في جيش الضحاك بن قيس الفهري، يدعو لابن الزبير. وقوله: «كل بيضاء شحمة» هذا من قولهم «ما كلّ بيضاء شحمة» ومثله «ما كل سوداء تمرة» ومعناه ليس كل ما أشبه شيئا يكون ذلك الشيء، وجذام، وحمير .. قبيلتان من أصل يمني، كانتا تحاربان في صفّ مروان بن الحكم. والمعنى: إننا ظننا أن سبيل هاتين القبيلتين كسبيل سائر الناس لما التقينا معهم، بأنا نقهرهم قهرا قريبا، ثم وجدناهم بخلافه، ومما يستجاد بعد البيت الشاهد:
فلما قرعنا النّبع بالنّبع بعضه … ببعض أبت عيدانه أن تكسّرا
ولما لقينا عصبة تغلبيّة … يقودون جردا للمنيّة ضمّرا
سقيناهم كأسا سقونا بمثله … ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
وهذه - لعمري - الروح الرياضية الحقة، حيث اعترف لعدوّه بالتفوق في الصبر على المكاره، مع شدة بأس جماعته.
والبيت الشاهد: ذكره الكوفيون، شاهدا على أن «قد» تقدر قبل الفعل الماضي الواقع خبرا لكان، واشترطها البصريون قبل الفعل الماضي الواقع حالا، ظاهرة أو مقدرة.
[شرح أبيات المغني/ 7/ 230].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
26 أغسطس 2023
تعليقات (0)