المنشورات

إذا قلت: هذا حين أسلو يهيجني … نسيم الصّبا من حيث يطّلع الفجر

هذا البيت لأبي صخر الهذلي (عبد الله بن سالم السهمي الهذلي) من قصيدة تعدّ من أرقّ النسيب، وقد جاءت بعض أبياتها في حرف الراء، شواهد نحوية، وهذا المختار منها مجموعا:
لليلى بذات الجيش دار عرفتها … وأخرى بذات البين آياتها سطر
كأنهما ملآن لم يتغيّرا … وقد مرّ للدارين من عهدنا عصر
وقفت بربعيها فعيّ جوابها … فقلت وعيني دمعها سرب همر
ألا أيّها الركب المخبون هل لكم … بساكن أجراع الحمى بعدنا خبر
فقالوا طوينا ذاك ليلا وإن يكن … به بعض من تهوى فما شعر السّفر
أما والذي أبكى وأضحك والذي … أمات وأحيا والذي أمره الأمر
لقد كنت آتيها وفي النفس هجرها … بتاتا لأخرى الدهر ما طلع الفجر
فما هو إلّا أن أراها فجاءة … فأبهت لا عرف لديّ ولا نكر
وأنسى الذي قد كنت فيها هجرتها … كما قد تنسّي لبّ شاربها الخمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى … أليفين منها لا يروعهما الذّعر
ويمنعني من بعض إنكار ظلمها … إذا ظلمت يوما وإن كان لي عذر
مخافة أني قد علمت لئن بدا … لي الهجر منها ما على هجرها صبر
إذا قلت هذا .. البيت الشاهد.
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها … وينبت في أطرافها الورق الخضر
وإني لتعروني لذكراك هزّة … كما انتفض العصفور بلله القطر
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها … فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
... والبيت الشاهد، ذكره ابن هشام في المغني (ش 912) شاهدا على جواز بناء المضاف، إذا كان المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه فعلا معربا، وجاء في حاشية التحقيق أن «حين» مبني على الفتح في محلّ رفع خبر المبتدأ «هذا»، لعله يشير إلى أن الشاهد في البيت «حين أسلو» ولكنّ في البيت ظرفا آخر مضافا وهو «حيث يطّلع».
[شرح أبيات مغني اللبيب ج 1/ 338].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید