المنشورات

أفي الحقّ أنّي مغرم بك هائم … وأنّك لا خلّ هواك ولا خمر

البيت لعابد بن المنذر العسيري، كما قال السيوطي ومعناه أن حبّها له ملتبس عليه، فلا هو صدّ يوقع اليأس، ولا إقبال يوقع الأمل في النفس، وقد ذكر ابن هشام البيت في باب «أما» بالفتح والتخفيف، وذكر من معانيها أن تكون بمعنى «حقا» أو «أحقا» وتفتح أنّ بعدها كما تفتح بعد «حقا» وقال بعضهم إن «أما» اسم بمعنى حقا، أو الهمزة للاستفهام، و «ما» اسم بمعنى شيء، وذلك الشيء «حقّ» فالمعنى «أحقا» وموضع «ما»
النصب على الظرفية، كما انتصب «حقا» على ذلك بدليل دخول «في» عليه في البيت وأنّ وصلتها مبتدأ والظرف خبره.
وقوله: «لا خلّ هواك .. الخ» يقول: لا يدخل في الحقّ ووجوهه أن يكون حبي لك غراما وحبّك لا يرجع إلى معلوم، وقال الميداني في مجمع الأمثال: «ما أنت بخلّ ولا خمر» قال أبو عمرو: بعض يجعل الخمر للذتها خيرا، والخلّ لحموضتها شرا، وأنه لا يقدر على شربه وبعضهم يجعل الخمر شرا، والخلّ خيرا، ويقولون: لست من هذا الأمر في خلّ ولا خمر، أي: لست منه في خير ولا شرّ.
وقبل البيت الشاهد:
هل الوجد إلّا إنّ قلبي لودنا … من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر
وبعده: أي: بعد البيت الشاهد:
فإن كنت مطبوبا فلا زلت هكذا … وإن كنت مسحورا فلا برأ السحر
وقوله: هل الوجد: أي: ما الوجد، والوجد: الحبّ الشديد، و «قيد» بكسر القاف المقدار من المسافة، والمطبوب: الداء الذي يعرف دواؤه، يقول: إن كان الذي بي داء معلوما يعرف دواؤه فلا فارقني، فإني ألتذّ به، وإن كنت مسحورا، أي: وإن كان الذي بي لا يعلم ما هو فلا فارقني أيضا. [شرح أبيات مغني اللبيب ج 1/ 358].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید