المنشورات

لو بغير الماء حلقي شرق … كنت كالغصّان بالماء اعتصاري

البيت من قصيدة لعدي بن زيد العبادي أرسلها للنعمان بن المنذر، وكان محبوسا عنده ثم قتله، يقول: لو شرقت بغير الماء، أسغت شرقي بالماء فإذا غصصت بالماء، فبم أسيغه، وقد صار البيت مثلا للتأذي ممن يرجى إحسانه، والاعتصار: أن يغصّ الإنسان بالطعام فيعتصر بالماء وهو أن يشربه قليلا قليلا ليسيغه، وتحقيقه أنّ معنى الاعتصار:
الالتجاء كأنه قال: إذا غصصت بطعام لجأت إلى الماء لتسويغه، فإذا غصصت بالماء بماذا أسوغه، يعني أن النعمان كان بمنزلة الماء للشاعر، فكيف وقد صار الماء هو الداء، فبماذا يداويه؟.
والشاهد في البيت: أنّ «لو» دخلت في الظاهر على جملة اسمية، وهي قوله: (حلقي شرق) مبتدأ وخبر، والترتيب: لو حلقي شرق بغير الماء، الجار والمجرور متعلقان ب (شرق)، وقيل: حلقي: فاعل لفعل مضمر بعد «لو» يفسره «شرق» كأنه قال: لو شرق حلقي بغير الماء، ويعرب «شرق» خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو شرق»، والجار والمجرور (بغير) يتعلقان بالفعل المحذوف. [سيبويه/ 1/ 462، والهمع/ 2/ 66، والأشموني/ 4/ 40، وشرح أبيات المغني/ 5/ 82].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید