المنشورات

فإن جاوزت مقفرة رمت بي … إلى أخرى كتلك هلمّ جرّا

وردت قصة هذا البيت في مجمع الأمثال، وملخصها: أنّ عائذا غاب عن أهله، وكان له أخ يقال له جندلة، وهما ابنا يزيد اليشكري، ولما رجع عائذ، قال له أخوه جندلة:
أعائذ ليت شعري أيّ أرض … رمت بك بعد ما قد غبت دهرا
مع أبيات أخرى، فأجابه عائذ بأبيات منها:
أجندل كم قطعت إليك أرضا … يموت بها أبو الأشبال ذعرا
فإن جاوزت مقفرة رمت بي … إلى أخرى كتلك هلمّ جرا
فكان عائذ اليشكري، أول من قال «هلم جرا» ومعنى «هلم جرا» سيروا على
هينتكم، أي: تثبتوا في سيركم، ولا تجهدوا أنفسكم، وهو مأخوذ من الجرّ في السّوق، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير، وانتصاب جرّا من ثلاثة وجوه:
1 - أن يكون مصدرا وضع موضع الحال والتقدير: وهلمّ جارّين، أي: متثبتين.
2 - أن يكون على المصدر، لأن في هلم معنى «جرّوا» فكأنه قال: جرّوا جرا، على قياس قولك: جاء زيد مشيا.
3 - منصوب على التمييز.
وزعم ابن هشام أن التركيب ليس عربيا محضا، وذكر أدلة ينقضها كون هذا التركيب، جاء في الشعر العربي الجاهلي، وكونه جاء في كتب الحديث على لسان فصحاء قريش، فقد جاء في موطأ الإمام مالك عن ابن شهاب، أن
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة، والخلفاء هلم جرّا، وعبد الله بن عمر قال الإمام الزرقاني وفي هذا البيت: (فإن جاوزت مقفرة) ونطق ابن شهاب به، وهو من قريش الفصحاء، ما يدفع توقّف ابن هشام في كونه عربيا محضا. [رسالة في توجيه النصب لابن هشام/ 46].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید