المنشورات

وكنت أرى كالموت من بين ليلة … فكيف ببين كان ميعاده الحشر

البيت للشاعر سلمة الجعفي (سلمة بن يزيد)، وفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحدّث عنه، والبيت من قطعة رثى بها أخاه لأمّه، وسبق البيت الشاهد بيتان هما:
أقول لنفسي في الخلاء ألومها … لك الويل ما هذا التجلّد والصبر
ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا … أخي إذ أتى من دون أوصاله القبر
وقوله: كالموت، جعل الكاف اسما، وقوله: من بين ليلة: (من) زائدة للتبيين والبين: الفراق، والمعنى: كنت أعدّ مفارقتي له في ليلة كالموت أو أقاسي مثل الموت من أجل مفارقة ليلة منه، فكيف يكون حالي وقد فرّق بيني وبينه (بين) موعد الالتقاء بعده يوم القيامة وقوله: «من بين ليلة» مثل قوله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ [الحج: 30] ولك أن تجعل (من بين) في موضع المفعول لأرى، وتجعل من زائدة على مذهب الأخفش في جواز دخوله زيادة في الكلام الموجب فيكون التقدير: وكنت أرى (بين) ليلة، أي فراق ليلة كالموت فيكون كالموت، في موضع المفعول الثاني.
وقوله: «كان ميعاده» وضع الماضي موضع المستقبل، أي: يكون ميعاده والهاء يرجع إلى البين. والحشر: اسم
كان، وميعاده: الخبر. [شرح الحماسة للمرزوقي ج 3/ 1081].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید