المنشورات

وقلن على الفردوس أول مشرب … أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره

البيت منسوب لمضرّس بن ربعي الأسدي، وقبل البيت:
فلما لحقناهم قرأنا عليهم … تحيّة موسى ربّه إذ يجاوره
ومعنى البيت الشاهد: أن تلك النسوة قلن: أول مشرب نشربه يكون على ذلك المكان المسمّى الفردوس، فقال: نعم. هذا يقع، إن ضرب وأبيحت دعاثره، وهي حياضه المتثلمة - جمع دعثور - بضم الدال، فلم يمنع منه أحد. وأما مع عمارته فهو مصون ممنوع لا سبيل إلى الوصول إليه. وفي الشطر الأول قراءتان: الأولى: أن تجعل جملة (على الفردوس أول مشرب) مقول القول، وهي جملة اسمية من مبتدأ وخبر، والثانية:
أن تجعل (على الفردوس) حالا. أي: وقلن حال كونهن نازلات على الفردوس، وأول مشرب: مبتدأ خبره محذوف، أي: لنا، والجملة مقول القول.
والشاهد: (أجل جير) لأن كليهما بمعنى الايجاب، ذكرهما معا للتأكيد كأنه قال: أجل أجل أو جير جير. و «جير» بالكسر، كأمس وبالفتح للتخفيف كأين، وكيف، حرف جواب بمعنى نعم، وزعم الجوهري أنها اسم بمعنى «حقا» وقال: إنها يمين للعرب فتقول: جير لا آتيك. وزعم آخرون بأنه اسم فعل بمعنى «أعترف».
قال البغدادي: ولكن رواية البيت في الأصمعيات: [وليس في الأصمعيات كما زعم]:
وقلن على الفردوس أول محضر … من الحيّ إن كانت أبيرت دعاثره
وليس فيه (أجل جير) والذي فيه الشاهد هو شعر طفيل الغنوي وهو:
وقلن ألا البرديّ أول مشرب … أجل جير إن كانت رواء أسافله
[وانظر الخزانة ج 10/ 106، وشرح المفصل ج 8/ 122، والأشموني ج 3/ 81 وفيها شرحه للعيني].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید